لقد حان الوقت لإعادة رسم الخريطة ..و لهذه الاسباب يفترض بترامب دعم قيام دولة كردية..؟ (ترجمة )
ترجمة : الباهوت الخضر
الكاتب / Amitai Etzioni
موقع / The National Interest.
January 18, 2017
أميتاي إتزيوني أستاذ جامعي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن. وأحدث مؤلفاته كتاب السياسة الخارجية: التفكير خارج الصندوق،سلسلة هاوس “البصائر”.
يضع الكاتب في مقاله هذا بعض المعييار الحقيقية للسياسة الأمريكية في تصنيفها للعالم كحلفاء و أعداء خيرين واشرار وطبيعتهم في الشرق الأوسط و ينتقد بشكل ناعم مواقف السياسة الأمريكية التي كانت تمارسها الإدارة الأمريكية في التعامل مع الملفات والقضايا في المنطقة وتخليها المستمر والسافر للمقاتلين في سبيل سياستها متى ما أنقضت مصالحها
من جهة أخرى يحث الإدارة الجديدة على ما يراه ” مسؤولية أخلاقية ” في تقسيم المنطقة العربية الى أثينيات وطوائف متناحرة بحجة الحرية والديمقراطية والمصطلحات المفخخة الأخرى ، وبالطبع بما يتواءم ومع إستراتيجية الحروب الجديدة في خلق نموذج الدولة الفاشلة وهو بذلك يضع دعم الاستقلال الكردي في شمال العراق كقاعدة أساسي يجب تنفيذه لطمئنت بقية من أسماهم حلفاء أمريكا في المنطقة الذين يجازفون في دعم السياسات الأمريكية في الوقف ما أسماه الوجود الإيراني والروسي والصيني في المنطقة ضد ” محور المقاومة في المنطقة ” .
طبيعة المقال ككل المقالات الأجنبية مفخخة بالطبع فالهدف منه إظهار الشيطان الأكبر ،لا نقول كالملاك الطاهر ولكن قطعا ، ليس اقل من شخص مفعما بالذكاء والإنسانية والخيروالحب لكل العالم ولهذا أمل أني تمكنت من نقل وجزء من روح المقال إليكم لتحكموا بأنفسكم..!
لقد حان الوقت لإعادة رسم الخريطة..! …..لماذا يفترض بترامب دعم دولة كردية..؟
يعتقد البعض أن أدارة ترامب ستعمل على القضاء عليه دولة الخلافة الاسلامية ISIS ومن ثم سحب القوات الأمريكية من جزء كبير من المنطقة.
ويأمل آخرون أنه يفترض به التأكيد من جديد على الدور الأمريكي في الشرق الأوسط والعمل على إزاحة نفوذ كلا من إيران وروسيا من المنطقة . و في كلتا الحالتين، يجب على الولايات المتحدة أن تدعم قيام دولة كردية.
من المؤكد ان مثل هذه الخطوة سوف يجري الاستمرار لمعارضته من حكومتي بغداد وانقرة. بيد أن الأكراد لديهم اكثر من” المدخرات ” على الحق في الاستقلال.
وعلاوة على ذلك، فإن مثل هذه الخطوة ستساعد في طمأنة حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة، في أوروبا وجنوب شرق آسيا أن الولايات المتحدة ستقف بجانبهم بدلا من التخلي عنهم ، كما فعلت الولايات المتحدة مرارا للأكراد في الماضي.
(لقد حان الوقت لإعادة رسم الخريطة.)
لقد زورت حدود العراق من قبل القوى الاستعمارية في نهاية الحرب العالمية الأولى، ، وتم رمي الأكراد مع الجماعات العرقية والمذهبية الأخرى، والذين ليس لديهم سوى القليل من القواسم المشتركة . التي تدعو للتوحد
و اكثر من أي وقت مضى ، ظل الأكراد يقاتلون من أجل حقهم في حكم أنفسهم بأنفسهم، لدرجة أنه حتى الحكومة المستبدة لصدام حسين منحت لهم مستوى عال من الحكم الذاتي.
في الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة غالبا ما تجد نفسها داعمة لدول أو مجموعات من المقاتلين في منطقة الشرق الأوسط الامر الذي زعزع علاقتها بالحلفاء إلى حد ما. فلقد أيدت أمريكا سابقا “المجاهدين” في أفغانستان، والذين تحولوا إلى حركة طالبان فيما بعد . كما ان الولايات المتحدة دعمت ” الثوار ” في ليبيا الذين كانوا يرتكبون أنواع الفظائع وبنفس المستوى تقريبا _بما في ذلك التطهير العرقي_ كقوات القذافي.
وقد استخدمت الحكومة التي يهيمن عليها ” الشيعة” في العراق وحدات عسكرية مدربة ومجهزة أمريكيا بنفس فرق الموت الأمريكية ضد “السنة”.
الجيش السوري الحر الذي هو في الوقع فريق مختلط من المنشقين عن الجيش السوري، كثير منهم قرر الانضمام إلى جبهة النصرة. الامر الذي أدى الى جعل كفائت مقاتليه العسكرية ضعيفة نوعا ما، وحلفاء لا يمكن الاعتماد عليهم إلى حد ما. على النقيض من ذلك فإن البشمركة، القوات الكردية، أثبتت نفسها على الدوام أنها فعالة جدا، حيث أشار النائب إد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، في ديسمبر عام 2015، “إن الأكراد هم القوة الوحيدة المتحالفة مع الولايات المتحدة العاملة في الميدان ضد داعش “ISIS ” في سوريا والعراق ، حيث قال .. لمدة السنة الأخيرة ونصف السنة كان لدينا مقاتل واحد فعال في هذه المعركة ، : هي قوة البيشمركة الكردية و التي يقدر قوامها 160،000. مقاتل .
في هذا الصدد لاحظ مايكل أوهانلون وعمر تاسبينار _ الخبيران الاستراتيجيان وكلاهما من مؤسسة بروكينغز النافذة لدى أصحاب القرار الأمريكي _ لاحظوا : أن الأكراد” يبدو أنهم العنصر الوحيد من ما يسمى “المعارضة المعتدلة” التي لم تنال أي اهتمام حقيقي، أو إظهار أي من كفاءتهم العسكرية الحقيقية ، داخل سوريا.
“بالإضافة إلى ذلك، كانت كردستان هي الجزء الامن من العراق حيث لم تتكبد الولايات المتحدة وقوع اي إصابات منذ الغزو في عام 2003، وكانت المكان الامن الذي يمكن أن تذهب اليه لقوات الأمريكية لمن R & R لقضاء الاستراحات القصيرة خلال السنوات العشر ونصف من الحرب الاهلية الدائرة هناك .
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية كثيرا ما تشير في تقاريرها إلى البيشمركة كقوة موحدة، و موالية للحكومة الاقليمية الكردية، الا ان معظم البشمركة تنتمي إلى احد الحزبين السياسيين الرئيسيين في كردستان العراق: الحزب الديمقراطي الكردستاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني) والاتحاد الوطني الكردستاني (PUK ) ، الطرفان خاضا حرب أهلية طاحنة بين عامي 1994 و 1998. ولا يزالان يسيطران على مناطق مختلفة داخل كردستان العراق حيث يسيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني المدعوم تركيا على المنطقة المحيطة أربيل ” ، في حين يتركز في منطقة الاتحاد الوطني الكردستاني حول السليمانية.
في الواقع، كل من هذه المجموعتين الرئيسيتين يحتويان على مجموعات منشقة مع زعماء عشائريين وقادة عسكريين والمقاتلين الموالين لهم ، و لا يستطيع المرء أن يتنبأ بعد عقود من القمع فيما إذا، ،كان الأكراد قادرين للارتقاء بأنفسهم إلى مستوى الحدث إذا ما أتيحت لها الفرصة لتشكيل دولة خاصة بهم، ناهيك عن العثور على مستوى كافً من وحدة للاتفاق على أسس هذه الدولة وكيفية ادارة شؤونها .
البعض يعقدون اللاتفاقات فيما بينهم كا”برهة دستورية” للحد من الخلافات بينهم في حين يتمسك بها الاخرون على قاعدة لقد جاءت و لن نسمح لها تفلت من أيدينا ثانية ، ومع ذلك، فإن الأكراد يستحقون فرصة لاتخاذ هذا القرار بأنفسهم.
ان دعم دولة كردية مستقلة يثير مجموعة كاملة من التحديات؛ فليس هناك شيء بسيط في منطقة الشرق الأوسط.
أولا، مثل هذه الخطوة سوف يغضب الحكومة في بغداد و في الواقع ، أن أحد الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة ايضا بطيئة جدا في تسليح وتمويل القوات الكردية، على الرغم من تفانيهم في القتال ضد ISIS،داعش _ كان هو وجود نص تشريعي أمريكي يفرض ان اي مساعدة لأي بلد يجب أن تأتي من خلال حكومة وطنية موحدة _ ( محكمة الولايات المتحدة منعت بيع النفط للأكراد بشكل مستقل لأسباب مماثلة)
ومع ذلك، فقد تجاهلت حكومة بغداد باستمرار حث الولايات المتحدة لها على تشكيل حكومة شاملة لكل العراقيين ، وبدلا من ذلك واصلت الحكومة ذات الأغلبية الشيعية عملها ليكون الحكم بشكل رئيسي مهيمنا عليه من قبل الشيعة، تحت مضلة النفوذ الإيراني المتنامي في العراق لكن استياء الحكومة ليست سببا كافيا للولايات المتحدة في رفض دعم دولة كردية.
الموقف التركي بالتأكيد سيكون معارضا بشرسة لهذا الأمر ، حيث يعتبر الأتراك أن قيام دولة كردية على حدودها سوف يشجع سعي الأكراد الأتراك “للحكم الذاتي، إن لم يكن للانفصال من أجل الانضمام إلى الدولة الكردية الجديدة كما الأتراك يعدون جزءا رئيسيا من القوات الكردية كمنظمة إرهابية.
ففي الماضي، اتجهت الولايات المتحدة إلى دعم تركيا بدلا من الأكراد، و لأنها تعتبر تركيا حليفا رئيسيا لها فهي عضو في حلف شمال الأطلسي كما يتواجد على أرضها قواعد أميركية ، لذلك فقد وافقت الولايات المتحدة على تسمية حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.
في الآونة الأخيرة، بعد يومين فقط من موافقة تركيا على السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لشن هجمات ضد ” داعش ” ISIS، قامت تركيا بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق ونشر قواتها في وقت لاحق هناك. وكان للولايات المتحدة وحلفائها القليل جدا ليقولوه حول هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.
يرجع جزء كبير من المشكلة للاضطهاد التركي الشديد لسكانها الأكراد. وعلى مدى عقود، جعلت أنقرة استخدام الأكراد للغتهم الخاصة، ومحاولة لمحو الثقافة الكردية، وإنكارا لهويتهم المتميزة قامت تركيا بتصنيفها على أنها “أتراك الجبل”، ومنع عبارة “الكردية” أو “كردستان”. ( لدرجة انه وعندما تحدث النائب الكردي باللغة الكردية ، وجهت تركيا إليه تهمة الخيانة وحكم عليه بالسجن لخمسة عشر عاما) وردا على ذلك تمرد الأكراد ، ليقمعوا بشدة من قبل السلطات التركية وهو الامر الذي جعلهم يلجئون الى الإرهاب بقيادة حزب العمال الكردستاني.
في عام 2013 وافق حزب العمال الكردستاني هدنة مع الحكومة التركية، ولكن في يوليو 2015، بعد ان قصفت تركيا أهدافا كردية في العراق وسوريا، انسحب حزب العمال الكردستاني وأعلنت حملة جديدة ضد الحكومة.
ان الإدارة الاميركية الجديدة ينبغي ان تعمل بشكل مستمر لحث الأتراك لمنح الحكم الذاتي للاكراد في مقابل الالتزام من جانب حزب العمال الكردستاني إلى وقف جميع الأعمال الإرهابية.
عندما تنتهي المصالح يصبح الحلو مالح :
عندما تنتهي المصالح يصبح الحلو مالح” فمن المعروف جيدا أن القوى الكبرى تتخلى بسهولة واستهتار عن حلفائها عندما تنتهي الحروب ..! وهكذا فقد تخلت الولايات المتحدة إلى حد كبير عن العراقيين والأفغان الذين خاطروا بحياتهم من خلال تعاونهم معها على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، حيث لم يسمح سوى لعدد قليل منهم للعثور على ملاذ آمن في الولايات المتحدة.
الأكراد ايضا ، الذين وقفوا في الماضي ضد نظام صدام حسين، سواء أكان تحركهم بإيعاز من الولايات المتحدة أو كان بوجود ضمانات لهم بأن الولايات المتحدة سوف تأتي لنجدتهم، تبين أنهم تركوا بمفردهم عندما قصفتهم القوات العراقية بالغاز.
إذا كانت رياح الحرب في سوريا بدأت تهب إلى الأسفل، بالتأكيد سوف يكون هناك بعض الواقعيين الذين سوف يجادلون بأن على الولايات المتحدة أن تقف جانب الى جنب مع الحكومتين التركية والعراقية، وهو الامر الذي سيعزز من الشراكة مع الولايات المتحدة وسيفرض نفسه على الواقع السياسي ، وبالتالي إهمال الأكراد وقضيتهم العادلة . وهذا لن يكون فشل أخلاقي فحسب ، ولكن أيضا سياسة غير حكيمة.
فحلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم يراقبون مواقفها بتمعن. وسوف يرون قبح السياسة الأمريكية في الطريقة التي تعامل بها واشنطن الأكراد عندما لم تعد هناك أي حاجة لها للمقاتلين وهذا يجعل أخلاقيات الولايات المتحدة على المحك ، وسيكون ذلك بمثابة إختبار حساس للمدى الذي يمكنه أن تثق بالولايات المتحدة في الوقوف إلى جانبهم فيما إذا جازفوا أيضا في دعم السياسات الأميركية في التعامل مع إيران وروسيا والصين.