الباحثون في مخابئ الوَهْم عن وَهْم وطَنٍ ضيّعوه !!
ذهبوا وقد عقدوا العزم وأجمعوا الأمر على أن لا يعودوا إلا وبمعيتهم ما ضيعوه ذات يوم من أيديهم بفعل ربيعهم الزائف ؛ (الوطن و الدولة) !
نعم ذهبوا وهم يعلمون علم اليقين أنه لا يمكن أن يأتيهم بالدولة من ظل لأكثر من خمسة عقود ولازال يتآمر عليها وعلى الوطن ويحيك لها الدسائس والمكائد بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، وكيف سيأتيهم بها أصلاً من حارب يوماً ثورتي سبتمبر وإكتوبر و سخر كل إمكانيته الضخمة والهائلة للحيلولة دون تحقيق وحدة هذا الوطن ؟!
بل أن أحدهم لم يتردد أن يذهب باحثاً عن مشروع جمال عبدالناصر هناك وهو يعلم علم اليقين أنهم أنفسهم من تآمر عليه و أسهم إسهاماً مباشراً في إجهاض مشروعه وتفريخه !!
و منهم كذلك من ذهب باحثاً عن مشروع الزبيري والنعمان التحرري والتنويري في بلاد لم تتقبل بعد أبسط مبادئ الديمقراطية على إعتبار أن الديمقراطية بحد ذاتها في نواميسهم و قواميسهم (رجسٌ من عمل الشيطان)، فأجتنَبوه !!
وهنالك أيضاً من ذهب مفتشاً عن مشروع إبراهيم الحمدي !! و أين… ؟!! عند من دبر و خطط و مول و أشرف إشرافاً مباشراً على تصفيته و إغتياله !!
يا لسخرية الأقدار !! ما هذا الإستحمار و الإستغفال ؟!
ألا إن للريال السعودي لسحراً لو إستعان به فرعون وجنوده، لما آمن بموسى من بني إسرائيل إلا قليل، كيف لا وقد جمع هذه المتناقضات وصهرها في بوتقة العمالة والإرتهان حتى غدت قالباً واحداً تفوح منها روائح الهوان والعار والتى بلغت عفونتها كل الأنوف، فأزكمتها، لنبدأ معها رحلة البحث عن لقاحاتٍ في الوطنية تقي الشعب من خطر عدوى تفشي هكذا وباء !!
أيها الموهومون.. أفيقوا !!
هل علمتم ما هو الثمن الذي تدفعونه بفعل حماقاتكم الساعية وهماً لإستعادة ما تقولون أنه الوطن و الدولة التي قد طالما تباكيتم و أبكيتم على ضياعها و فقدانها ؟!!
أنه الوطن أيها الحمقى.. أنه الوطن أيها الأغبياء !!
فهنيئاً لكم هذ البيع و هذه الصفقة المقدسة لديكم فقط، ولتنعموا بما ربحتموه مقايضةً من غنائم الوهم الملفوفة بأوراق البنكنوت السعودي، أما الوطن، فلا عزاء للوطن ..لا عزاء للقيم !!
و من يهن يسهُل الهوانُ عليهِ
ما لجرحٍ بميتٍ.. إيلامُ
بقلم/ عبدالمنان السنبلي .
#معركة_القواصم