ثمار الجهاد في سبيل الله تختلف عن ثمار الوطنية السياسية.
هذه الجملة تزعج المنافقين ، وتقلق العدو اليهودي الأمريكي، اما المنافق فلأنه مغفل لا يفقه الا مايملى عليه من وليه الأمريكي.
ويكمن قلقل الأعداء في معرفتهم لآثار ونتائج ان تكون في مواجهتهم من منطلق وطني سياسي ، و نتائج وآثار ان تكون الانطلاقة لمواجهتهم من دافع ديني جهادي.
عندما يكون انطلاقك لمواجهة العدو الباغي المعتدي عليك وعلى ارضك من دافع وطني سياسي متجرد من التولي لله تعالى، سيكون حالك وانت تواجه العدوان، منتظراً للعون والنصر من روسيا او الصين او حتى ايران ، لضعف الثقة بالله.
سيكون إعتقادك بإن النصر لن يتحقق ولن يكون حليفك ، الا بتدخل دولة عظمى مثل روسيا ، لتنقل ولائك من امريكا الى اليهم ، فإن نصروك اصبحت خانعاً خاضعاً ذليلاً منبطحاً لهم كما كنت في سابق عهدك مع الأمريكان.
ونجزم بأن العدو لم يكن ليضطر لمواجهتنا بهذا الكم والعدد من الدول و حجم العتاد العسكري ونحن لم ننطلق لمواجهته من منطلق ديني وفي سبيل الله ، خاصة وانه كان المسيطر الفعلي على البلاد والعباد، سيما و السفير الأمريكي كان الآمر الناهي وصاحب القرار ، وكان الرؤساء والوزراء والقادة العسكريين مجرد موظفين عنده.
وفي حال اشتداد السخط الشعبي الوطني السياسي ضد اي رئيس من الرؤساء ، نصبوا غيره ليحل محله بالإنبطاح فيرضى الشعب وينتهى الموضوع بإستمرار الذل والهوان والضياع.
ويختلف الأمر تماماً حين يكون تحركك ضدهم من دافع جهادي، لانك حينها ستكون قد كشفت كل خططهم ومؤامراتهم المذكورة كلها في القرآن الكريم .
ستكون انطلاقتك عن وعي وانت تواجه اجندتهم ومشاريعهم.
سيكشفهم الله امامك حتى على مستوى نفسياتهم ونفسيات المنافقين.
ولأنك قد انطلقت وانت متوكل على الله وفي سبيله، فلن تبحث عن تأييد او عون او مساندة الا من الله، لن تبحث ابداً عن روسيا او الصين او ايران لصناعة اي انتصار لك.
ستكون اكثر استشعاراً للمسؤولية امام الله تجاه الأرض والعرض، فأنت تدافع عن وطنك من دافع ديني.
ان الوطنية السياسية لوحدها لن تجعل انطلاقتك ثابته ، لأن الثبات هو فقط للمؤمنين الذين انطلقوا في سبيل الله ، لينصروا الله الذي وعدهم بالنصر والثبات.
وانت مجاهد في سبيل لله لن ترضى ولن تقنع بما دون العزة والكرامة و السيادة على الأرض.
حتى وان دخلت في حل سلمي مع العدو فسيكون ذلك جنوحاً لها بأمر الله، ولكن دون ان يكون لعدوك اي سبيل او نفوذ عليك.
لم يكن ماذكرناه مجرد كلمات مقال تكتب وتقال، لإننا فعلاً قد جنينا ثماراً طيبة حين انطلقنا مجاهدين في سبيل لله، فقد اصبح اليمني له هيبة في العالم كله.
جنينا ثمار الإنتصارات المستمرة لمصلحتنا في معركة غير متكافأة بالمرة بيننا وبين أعداء الله ، و لن يخوننا التعبير ان قلنا عن الحرب التي نخوضها ، انها حرب عالميه، وفيها كان الثبات مرهب للأعداء، والحرب مرهقة لهم على كل المستويات عسكرياً واقتصادياً وسياسياً .
و كلما حاصرونا و اكثروا من مكرهم و من جرائمهم ضد المستضعفين، كلما اذلهم الله، حتى باتت تلك الدول وعلى رأسها السعودية تهوي في وضع اقتصادي متردي جداً .
وعسكرياً لجأت لدفع علمائها لاصدار فتاوى لاعلان التجنيد الاجباري لابنائهم، وشراء مرتزقة من جنوب اليمن وممن ينتمون لحزب الإصلاح ، واستجلاب الدواعش من العراق وسوريا لحماية حدودهم من المقاتل اليمني ، الذي بات يسيطر على مساحات شاسعة في عمق اراضينا المحتلة .
كل ذلك لإنك تدافع عن وطنك في سبيل الله، ليصبح اليمني اسطورة العصر الحديث بفضل من الله.
و بهذا يكون الفرق بين ثمار الوطنية السياسية المجردة من سبيل لله، وبين الانطلاقة الصادقة في سبيل الله ، و التي تكون الوطنية فيها بأمر من الله.
#جرائم_داعش_في_تعز