الصحف الاجنبية: أوباما ارتكب خطأ استراتيجياً بالسير مع أجندة تغيير النظام السوري (ترجمة)
كشف صحفي أميركي معروف نقلاً عن مسؤول مضطلع سابق في ادارة الرئيس باراك أوباما “أنّ الاخير ألزم نفسه بالأجندة التركية السعودية القطرية الهادفة الى تغيير النظام في سوريا”.
وأوضح هذا الصحفي “أن سبب ذلك يعود الى المصالح العسكرية الاميركية الموجودة في الدول الثلاث المذكورة”، مشدداً في الوقت نفسه على أن قرار أوباما هذا كان خطأ استراتيجيا.
هذا وتناولت الصحف الغربية التوتر السائد بين ادارة أوباما ورئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث حذر باحث يهودي اميركي معروف من أن نتنياهو يجر “اسرائيل” الى كيان “تمييز عنصري” شبيه للنظام السابق في جنوب افريقيا.
التوتر الاميركي “الاسرائيلي”
بدورها، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً قالت فيه “ان أوباما ومنذ أن علم بنية مجلس الامن التصويت على مشروع قرار يدين انشطة الاستيطان “الاسرائيلية” أعرب عن استعداده للامتناع عن استخدام حق النقض الفيتو شرط ان يكون مشروع القرار متوازناً بحيث يشير ايضاً الى ما يسمى “الارهاب والعنف الفلسطيني”.
وأضاف التقرير نقلاً عن معاوني أوباما بأنّ” الاخير اتخذ هذا الموقف رغم قوة النفوذ “الاسرائيلي” في الداخل الأميركي لأنه لن يترشح للرئاسة من جديد وبالتالي “لا شيء ليخسره”، مشيراً الى “أن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب ينوي قلب هذه السياسة الاميركية”، كاشفاً بان”Stephen Bannon -الذي عينه ترامب كبير استراتيجيي البيت الابيض- وآخرين مقربين من ترامب مستاؤون من الكلام الذي صدر عن ادارة اوباما خلال الاسابيع الاخيرة، وخاصة ما يتعلق بـ”إسرائيل”.
كذلك أوضح بأن “Bannon” و زوج ابنة ترامب “Jared Kushner” يقودان مساعي ترامب حول ملف “إسرائيل” حيث يتلقيان الاتصالات من المسؤولين “الاسرائيليين” ويجريان الترتيبات لعقد الاجتماعات، وذلك نقلاً عن مصادر مضطلعة.
غير أن التقرير عاد وأشار نقلاً عن مصدر رفض الكشف عن اسمه الى “أن كبار المسؤولين في ادارة اوباما اوضحوا بان الادارة هذه مرتاحة بعض الشيء كون قضية انشطة الاستيطان الاسرائيلية عادت الى الواجهة في الملف الفلسطيني”.
من جهته، كتب الباحث اليهودي الاميركي المعروف “Henry Seigman” مقالة نشرت على موقع “National Interest” اعتبر فيها ان رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد كل ثقة اوباما وكذلك العالم عندما اعلن خلال الانتخابات “الاسرائيلية” الماضية انه لن يسمح بدولة فلسطينية طالما بقي رئيساً للوزراء.
ونبه الكاتب الى أن الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار الذي يدين “إسرائيل” مثل بريطانيا والمانيا ليست دولا “معادية للسامية”، كما قال “ان الخيانة في العلاقات الاميركية الاسرائيلية خلال الفترة الماضية جاءت من جانب نتنياهو الذي قام بخيانة اوباما، على حد تعبير الكاتب.
و بينما لفت الى ان ادارة اوباما اتخذت خطوات اكثر من اي ادارة سابقة لضمان امن “إسرائيل”، رأى ان “المأساة” هي ان كل هذه الخطوات ستذهب هدراً بينما تهدد حملة نتنياهو الاستيطانية وجود “إسرائيل” “كدولة ديمقراطية ويهودية” على حد تعبيره، مشيراً الى ان “اعداء “إسرائيل” لما كانوا استطاعوا تحقيق ذلك لوحدهم”.
كذلك حذر الكاتب من ان تعيين ترامب لشخصية مؤيدة لانشطة الاستيطان سفيراً لواشنطن لدى “إسرائيل” يعني بأن تحول “إسرائيل” الى نظام “تمييز عنصري” هو سيناريو بدأ يلوح في الافق.
خطأ أوباما “الاستراتيجي” في سوريا
من ناحيته، كتب “Gareth Porter” مقالة نشرت على موقع “Middle East Eye” أشار فيها الى الانتقادات التي توجه منذ فترة الى اوباما في الداخل الاميركي بسبب عدم التدخل بقوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الا ان الكاتب لفت الى ان الخطأ الاستراتيجي الحقيقي الذي ارتكبه أوباما لم يكن بعدم خوض حرب جديدة في سوريا وانما بقراره السير مع من أسماهم “حلفاء أميركا من السنة” لتسليح المجموعات المسلحة بغية الاطاحة بالنظام.
ونقل الكاتب عن مسؤول أميركي سابق في ادارة أوباما مطلع على النقاشات التي دارت حول سوريا باأ اوباما وعندما قام بالخطوة الاولى تجاه دعم المجموعات المسلحة في سوريا لم يأخذ في الاعتبار ان ايران او روسيا قد تتدخلان بشكل مباشر لمصلحة النظام السوري، وذلك لان مستشاري اوباما لم ياخذوا هذا الاحتمال بالحسبان.
كما نقل الكاتب عن هذا المصدر بأن مسؤولي الامن القومي الاميركي بدأوا في شهر آب/اغسطس عام 2011 بحثّ أوباما على دعوة الرئيس الاسد الى التنحي، الا أن المصدر اضاف بحسب الكاتب بان اوباما ورغم ادلائه بتصريح عن “ضرورة رحيل الاسد”، أكّد خلف الابواب المغلقة بأنه لا ينوي القيام بأي شيء لتحقيق هذا الهدف (رحيل الرئيس السوري).
ويروي هذا المصدر وفقاً للكاتب ان اوباما “اعتبر الموضوع (طلب رحيل الرئيس الاسد) مجرد اقتراح” وليس سياسة يجب ان تتبع.
الا ان الكاتب عاد ونبه الى ان ادارة اوباما أصبحت امام تحد اكبر بعد فترة وجيزة،تمثل بكيفية الرد على الضغوط التركية و السعودية والقطرية المطالبة بالتزام اميركي للمساعدة على الاطاحة بالرئيس الاسد.
ويستذكر المصدر المذكور بحسب الكاتب ان في شهر ايلول/سبتمبر عام 2011 اراد السعوديون والاتراك ليس فقط تقديم اسلحة اميركية الى المجموعات المسلحة بل ارادوا من واشنطن ان تقدم اسلحة مضادة للطيران و الدبابات.
كذلك اضاف بان تركيا اعربت عن استعدادها حتى لارسال قوات الى سوريا من اجل الاطاحة بالرئيس الاسد، لكن شرط ان توافق الولايات المتحدة وحلف الناتو على انشاء منطقة حظر طيران لحماية القوات التركية.
الكاتب تابع “إن اوباما رفض تقديم الاسلحة الاميركية الى المجموعات المسلحة وعارض كذلك ان تقوم ما اسماه “خصوم الاسد السنة” بتقديم مثل هذه الاسلحة، حيث نقل عن المسؤول الاميركي السابق بان اوباما “لم يكن مستعداً لتقديم اي شيء سوى الاسلحة الخفيفة”.
واضاف الكاتب “ان مدير “ال-CIA” آنذاك “David Petraeus” -وعلى ما يبدو- من اجل استرضاء من وصفهم “بحلفاء اميركا السنة” ، وضع حينها خطة وافق عليها اوباما للمساعدة على نقل الاسلحة الخفيفة من مخازن الحكومة الليبية في بنغازي الى تركيا.
وعليه، اشار الكاتب الى ان اوباما ومن خلال اتخاذ هذه القرارات الزم نفسه بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد عبر القوة، وان كانت تراوده الكثير من الشكوك حيال ذلك.
كما قال “انه وبعد هزيمة المسلحين في مدينة القصير في شهر ايار/مايو عام 2013 والتي شكلت الهزيمة الاكبر للمسلحين حينها منذ بدء الحرب، قام فريق اوباما بتعزيز رهانه على رحيل الرئيس الاسد بدلاً من التشكيك بالقرار الاميركي بالتعاون مع حلفاء اميركا مثل تركيا و قطر و السعودية، ونبه ايضاً الى أن وزير الخارجية جون كيري مارس ضغوطا قوية على أوباما في ذلك الوقت من اجل استخدام القوة العسكرية ضد نظام الرئيس الاسد.
وروى الكاتب “ان ذلك ادى الى الالتزام العلني من قبل ادارة اوباما في صيف عام 2013 لتقديم الدعم العسكري الى المجموعات المسلحة لاول مرة”، كما اشار الى ان ادارة اوباما وافقت حتى على أن تقوم من وصفهم بـ”الدول السنية” بتقديم الاسلحة المضادة للدبابات الى المجموعات المسلحة “التي اصبحت تهيمن عليها جبهة “النصرة””.
غير أن الكاتب اعتبر ان هناك “تفسيراً أعمق” لاستعداد اوباما ومستشاريه المضي باتباع سياسة أخرى تهدف الى “تغيير الانظمة”، حتى وان كانت الشكوك تراود اوباما، وهنا قال الكاتب “ان الادارة الاميركية لم تكن مستعدة للدخول في خلافات مع “الحلفاء السنة”، وذلك نقلاً عن المسؤول السابق الذي اشار الى ان سبب ذلك هو المصالح العسكرية الاميركية في الدول الثلاث المحددة وهي السعودية و قطر وتركيا.
ولفت الكاتب الى أن السعوديين يسيطرون فعلياً على القاعدة البحرية في البحرين، بينما تسيطر تركيا على القاعدة الجوية في انجرليك، اما قطر فتسيطر على القواعد البرية والجوية “التي اصبحت تلعب دورا مركزيا في العمليات العسكرية الاميركية في المنطقة”.
وبالتالي، اشار الكاتب الى ان قرار اوباما السير مع حلفاء اميركا بأجندة تغيير النظام في سوريا كان الخيار الوحيد المقبول لما وصفها “مؤسسات الامن القومي القوية التي تشكل ما اصبح حالة الحرب الاميركية الدائمة”.
وتابع “إن الهم الاول لهذه المؤسسات كان ضمان سلامة “العلاقات والترتيبات العسكرية والاستخبارتية”.
وفي الختام، لفت الكاتب الى أن اوباما لم يكن مستعداً “لتخطي تخوف” هذه المؤسسات رغم شكوكه المعروفة حيال تسليح المجموعات المسلحة في سوريا على ضوء نتائج الدعم الاميركي للعناصر التي كانت تقاتل الاتحاد السوفييتي في افغانستان خلال حقبة الثمانينات.
#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز