معضلة “الدويدار”!. ..
عندما تتنازل عن شخصيتك، وتتنكر لتاريخك وقضاياك، لصالح شخص آخر، وتستبدل وجهك وحنجرتك، بقناعه وصوته.. تكون قد أصبحت “دويداراً” بامتياز!. ربما تصبح الرئيس “هادي” نفسه، أو ربما بدرجة أقل: “نصر طه مصطفى” أو “عبد الملك المخلافي”، أو”قباطي” .. بنفس الصفة الدويدارية، التي تعرضت مثلهم للمسخ والخضرمة. كانت “الدويدار” بمعنى الكاتب الناسخ للأمور السلطانية، لكن المعنى الرفيع هذا لهذه الكلمة الفارسية المعربة، انحط مع الزمن، بحيث باتت تُطلق على الغلام صغير السن، الذي يعمل في خدمة سيدات القصور الكبيرة. هكذا عبر عنها “زيد مطيع دماج”، في روايته الرهينة، بمعنى الرهينة، ولاحقاً أطلق بعض السياسيين والكتّاب هذا الوصف، بحق أو بباطل، على كتّاب وسياسيين آخرين، باتوا مجرد أبواق دعائية لآخرين.! كان “ياسين سعيد نعمان” اشتراكيا عقائديا، وديالكتيكيا متطرفا، مع علمنة الدولة، والحياة مادة، قبل دخوله “مخرطة المشترك”، وصولاً إلى فوزه بسباق الدعوة لأسلمة الدستور خلال مؤتمر الحوار!. في منشوره الأخير، كان سفير هادي في لندن، هذا، أكثر تمثيلا للرأي السعودي من قناة العربية، وتحدث عن تحرير حلب ككارثة قومية مدنية حضارية، مستطردا إلى حمامة أبي فراس الحمداني، التي هي أشبه ما تكون بحلب اليوم بعد خروجها من سيطرة الجماعات المسلحة!. “خالد الرويشان”، الدويدار الآخر المقيم في صنعاء، تساءل بالمناسبة: “أيهما أقل كلفة .. رحيل فرد، أم رحيل شعب بكامله إلى الجحيم”؟!.. وكأن الجاليات المسلحة الوافدة من 150 بلدا للجهاد في سوريا، هي الشعب السوري، وبشار والسوريين هم الجاليات الأجنبية! للنظام السوري، كثلاثة أرباع أنظمة العالم، إشكاليات نسبية مع شعبه، لكن الأزمات والمشاكل المندلعة هناك منذ سنوات، ليست بين النظام والشعب، بل بين النظام السوري من جهة، والنظام السعودي والقطري والتركي.. من جهة أخرى، وهذه أبسط بديهيات الأزمة السورية. هكذا هي الحال في اليمن، لكن أيّ “دويدار” خليجي، سيقول العكس، بما يختزل كل أزمات سوريا في شخص، وكل مشكلات العالم في أشخاص قليلين آخرين .. هم بالضرورة من يرفضون أو يرفضهم العاهل السعودي!. ..
د. صادق القاضي
#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز