هااام.. هل احتفالنا بالمولد النبوي بدعة ؟.. وتحريفهم للآيات ماذا يُسمى ؟!
من الفكاهي جداً الحديث عن “بِـدع” بعد تحريفهم للآيات والأحاديث الصحيحة، وإن كان التذكير بالثقافة المحمدية حقاً بِـدعة، فماذا يمكن أن نُسمي شطبهم لأحاديث صحيحة ساطعة بل آيات أسطع وأكثر وضوحاً أو تجاهلها في أضعف الحالات ؟ هل نسميها شِرك أم كُفر أم عداوة أم نفاق، أم كل ما سبق وأكثر وما بعد الأكثر .. فهل إحياء الثقافة المُحمدية “بدعة”، وشطب القرآن “سُنَّة” واجبة .. لن نزايد ولن نضيف ولن نخفي ولن نتحامل، سنضع دفتر الحساب على الطاولة، ونبدأ بالسرد فاصلة بنقطة باستفهام، لنفهم ونطلب من النقاط أن تضع نفسها حيث يجب أن تكون، وإلّا لن تكون إلّا في مستنقعات شيطانية فاحت روائحها الخبيثة، يوم يسقط عليها مظلة الاستفهام خجلاً من سطوع البيان الرباني.
فمن قلب واشنطن يمتشقون السيف البتّار مدافعين عن الإسلام (السُّني) الأصيل إبادة جماعية في الأسواق وحتى المساجد .. وعلى مقربة من السفارة الإسرائيلية في أنقرة تتدفق خُطب ومحاضرات يغشاها الخشوع، في التمكين لإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة .. ومن قاعدة العُديِّـد وقصور التخلف والدكتاتورية يشرحون لنا كيفية السعي للديمقراطية .. وآخرون يمنعون المرأة من قيادة السيارة ويتحدثون عن انتهاكات الميليشيات .. يتحدثون عن التدخل الإيراني، في حين لم نعد نعرف أهي دول خليج عربية أم ولايات أمريكية لكثر القواعد الأمريكية فيها، والتي يتفاخرون بها مُهرولين لنصرة الثوار والحريات بإسم العروبة والإسلام في كل ناحية تُقلِق إسرائيل .. نحن في أقبح عصر -واستغفر الله ثلاثاً- فلا للعصر ذنبٌ ولا للذنب إلا هُم … ونفس السيوف التي قامت بجزِّ أعناق المسلمين في العراق وسوريا واليمن دفاعاً عن أهل السُّنة والجماعة زوراً وبهتاناً، تعمل ليل نهار لجزِّ أعناق أعظم آيات وأحاديث صحيحة من مكانها لتطمسها وتخفيها عن الناظرين … آيات وأحاديث صدّاحة بالحق يريدون إخراسها، لأنها تزلزل مضاجعهم، وتَدُك مواطن العربدة على المفاهيم والتسلُّق على جدران التاريخ .
خلاص إنتهى وقُضي الأمر الذي كنتم فيه تستفتيان .. الشيعة كفار، الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واحياء الثقافة النبوية بدعة، والمحاضرة الدينية السياسية الإصلاحية الداعشية حلال وأفضل من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، السُنة هي سُنة بن عبدالوهاب التكفيرية الوهابية، والتي تعتبر جميع المسلمين المعاصرين لهم والذين لا يؤمنون بتعاليمهم أكثر شركاً من الجاهلية في الجزيرة العربية (كما ورد في كتاب كشف الشبهات لـ محمد بن عبدالوهاب صفحة 227،228) .. وكَـتَـبَ المؤرخ الحجازي “إبن زيني دحلان” في كتابه خلاصة الكلام صفحة 232 متحدثاً عن محمد بن عبدالوهاب ((وقالَ لهُ اخوه سليمان يوماً كم أركان الإسلام يامحمد بن عبدالوهاب فقال خمسة، فقال بل أنت جعلتها ستة السادس من لم يتبعك فليس بمسلم، هذا ركن سادس عند الإسلام)) .. والديمقراطية كُفر، الدستور حرام، الجمهورية بدعة، الملكية حلال، الامامية تخلف وظلام، الشيعة أخطر من اليهود على الإسلام، إسرائيل من أهل الكتاب وهم أصدقاء، إيران مجوسية وهم أعداء .. وأكثر من 200 قناة فضائية سعودية تبث الأحقاد والتعصب والتفرقة في جسد الامة العربية والإسلامية، ولا احد يجرؤ بالقول بان آل سعود ومذهبه الوهابي التكفيري هو السبب، ومن يجرؤ مصيره مجهول معلوم، مفاهيم باطلة بالفطرة قبل العقل تدعو للتفرقة بالمطلق، والدين يدعو للاعتصام والوحدة وبالتي هي أحسن.
وهل هي صدفة، أم أنها معجزة من معجزات القرآن الكريم، كلام الله سبحانه وتعالى، إنه الحِلف الثنائي المدمر للأمة الإسلامية والعربية، حِلف خطير وحلف أخطر، فالأول من الخارج والثاني من الداخل، ونصارى النبي عيسى عليه السلام مُنفردين أقرب مودة للذين آمنوا، أما اجتماعهم مع اليهود هو الخطير، وكما هو واضح في آية موالاه اليهود والنصارى، حلف عسكري خارجي فعل فعله من سنة 1745م، عسكرياً وسياسياً واعلامياً وثقافياً .. واليهود والنصارى هو مصطلح قرآني دقيق الوصف يقصد نوع معين من اليهود والنصارى والذين هم بحلف واحد (بعضهم أولياء بعض) حسب التوصيف القرآني .. وهذا موجود فقط بحلف الناتو الصهيوني (حلف الأطلسي) .. ولو بحثتم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً لوصلتم لنتيجة واحدة هي أن : (تحالف اليهود والنصارى = الصهيونية) أما اليهود منفردين والنصارى منفردين يتم استثنائهم من التعريف لأنهم “ليسوا حلفاء وأولياء لليهود بعضهم أوليا بعض” بسبب الصراع التاريخي بين اليهودية والنصرانية نتيجةً لصلب اليهود للمسيح عليه السلام “بغض النظر عن علمنا -نحن المسلمين- انهم ما صلبوه وما قتلوه .. ولكن شُبّه لهم” .. وحِرصنا على نوع معين من النصارى خارج هذا الحلف المشبوه -المُحرَّم علينا موالاته- يأتي بناءاً على أننا سنعقد حلف مع الروم بآخر الزمان، كما يقول أحد الأحاديث، وبغض النظر عن قوته أو ضعفه، فإنه يجب أن يكون أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، لكن ينبغي أن لا يكون هؤلاء النصارى متواليين مع اليهود، لأن اجتماعهم بحلف موحد يفرض علينا اجتنابهم فوراً، كما هو الحال مع الناتو الصهيوني النصراني اليهودي المتحد على الإنسانية والأمم، تِـلكم مقدمة كي لا يختلط الأمر عند البعض .
والله سبحانه وتعالى يقول (قُل أتُعلِّمون الله بدينكم) ؟ ولنبدأ بطرح كشف الحساب :
– قال الله تعالى (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض) … قال بني سعود وبني خلفان (يجب أن نبني تحالف إستراتيجي مع يهود إسرائيل لمواجهة الرافضة وإيران) .
– قال الله تعالى (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً) .. قال علماء الوهابية (المجوس الصفويين الفُرس أشد كفراً ونفاقاً)
– قال الله تعالى (ولا تَعتدوا إن الله لا يحب الظالمين) قال المفتي الوهابي آل الشيخ في خطبة يوم عرفة (نحن نقاتل اليمنيين الضالين) وحصيلة العدوان حتى الآن تجاوزت 30 ألف بين شهيد وجريح أغلبهم من النساء والاطفال، والملايين من اليمنيين يعيشون في أكبر سجن جماعي بحصار صهيوني مطبق قلَّ نظيرهُ في تاريخ الوحشية والإجرام .
– قال رسول الوحي (ص) لعمار بن ياسر (تقتلك الفئة الباغية) .. قال بني سعود التكفيريين عمار خرج باغياً في بني أمية و (قتله الذي أخرجه) .
– قال رسول الوحي (ص) (قولوا اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على آل إبراهيم ..الخ) .. قال علماء الوهابية التكفيرية لا يجوز الصلاة على آل محمد لأنها أصبحت شعاراً للشيعة .
– قال الله تعالى (إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها) … قال محمد بن عبدالوهاب (عذاب الجحيم من نصيب كل متمرد على الملوك) .
– قال الله تعالى (قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) .. قال المفتي الوهابي آل الشيخ (على من قاتل “إسرائيل” من صفوف حزب الله التوبة إلى الله فلا يجوز مساعدة الرافضة) !.
– وفي وقت ليس ببعيد، وعلى مقربة عقود من الدهر الكريم، قام الفاتح محمد واصدقاءه مصطفى كمال أتاتورك سفّاح الأرمن، قاموا بكل عربدة وبلطجة بإمتشاق السيف البتّار، وامتطاء جواد الخلافة الإسلامية على منهاج النُبوّة، بضرب عنق أقوى الأحاديث الصحيحة، وسفكوا دماء القسطنطينية عمداً وتركوا شرايينها تنزف حتى يومنا، ويمر عقد بعد عقد وعام بعد عام، يأتوا مشيخات ويرحلوا آخرين، وهي تنتظر أحد الفاتحين المنتصرين ليعيد لها روحها، هذا الاسم الذي تداوله الرسول الأعظم حولوه إلى “إسطنبول” .. ظناً منهم أن بقتلهم للحديث ودفنهم للاسم سيتم التخلص من يوم وشيك تُعاد فيه تصحيح المفاهيم ويتم التمكين لمن تمسكت بملِّة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا محمد -عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم- .. فتح القسطنطينية قادم لا محالة يومها تصفرُّ وجوه وتبيضُّ وجوه .. لكن لم يُخبرنا هؤلاء العلماء بالدفاع عن الخلافة والسُنّة عن سبب واحد لطمس الاسم، بل كبّروا الله كما يُكبرون ويهللون لشواء الرؤوس وجز الرقاب في سوريا والعراق، فالدفاع عن السُنّة يأتي أيضاً بقطع الأعناق وبتر الأحاديث وجزَّ الآيات، فهو في سياق واحد وهدف واحد هو الدفاع عن تلك السُّنة وتلك الخلافة !. ووصلنا إلى الحرص على الإسلام بالتنكر للرسول الأعظم وتجريم الاحتفال بذكرى مولده وإحياء الثقافة النبوية المحمدية بإعادة البوصلة إلى دين الإنسانية والرحمة وكل ذلك أصبح بدعة، بعد حفلة جنون قادها علماء العربدة الوهابية بأجنحتها التكفيرية السلفية وأهل الحديث والإخوانية وهلمَّ جرّا.
قد يستغرب البعض لماذا الحدّة في الحديث عن هذا الأمر، والسبب حتى لا يتم إغتيال التاريخ وسرقته وبيعه ببضعة براميل نفط أو عروض إستعمارية وهمية هنا أو هناك، ففي الأعوام المقبلة، وكما يتم التخطيط له، يريد بني صهيون طمس أسماء مجرد ذكرها ومعرفتها تسقط نصف مشروعهم إن لم يكن بأكمله، فلن يكون هناك شيء اسمه نجد أو الشام أو اليمن أو القسطنطينية، ومعه ستصبح الأحاديث الصحيحة والتي لها قيمة إستراتيجية كبيرة جداً ستصبح مبهمة وغير واضحة عند قراءتها بل ستصبح غير متداوله، أحاديث تعطينا مفاتيح فهم كل شاردة وواردة وكل أصيل ودخيل، أحاديث تضعنا في الخانة الصحيحة من كل مؤامرة مستجدة .. حديث فتح القسطنطينية، وحديث الثقلين كتاب الله وعترتي آل بيتي، وحديث الفئة الباغية تقتل عمار بن ياسر، وحديث فساد أمتي بني أمية، وحديث مباركة اليمن والشام ومنبت قرن الشيطان نجد، وجميعها أحاديث صحيحة ومتواترة عند جميع مدارس السنة ومدراس شيعة آل البيت .
فالهدف من تغيير إسم القسطنطينية والهدف من تسمية الحجاز ونجد بإسم السعودية هو طمس إسم القسطنطينية ونجد من التاريخ والجغرافيا، وهنالك محاولات من المؤسسة الوهابية لاختراع نظريات تُبعد شبهة نجد عنهم وإلصاقها بالعراق، ولكننا لو سألنا بعض كتب تاريخية أين تقع نجد، لأشارت لنا فوراً بإصبعها نحو عمامة محمد بن عبدالوهاب وعِقال حكام آل سعود .. وينسحب ذلك على الشام، والتي ظلَّ اسمها -بفضل الله- ملتصقاً بسوريا، وهاهي سوريا تتعرض لعدوان عالمي لتقسيمها إلى دويلات متناحرة يتم فيه إغتيال الاسم وجزِّة من كتب الحديث الصحيحة، كما تم جز الرقاب في سوريا وتعليقها على رماح إقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة عن طريق المتعربدين بإسم السُّنّة زورا وبهتاناُ وهم في كل ثانية يسفِكون نور الحديث والقرآن بسيوفهم ويمزقون حديث تلو حديث وآية تلو آية بقبح لايواريه قبح .. حتى أصبح أقربهم مودةً للذين آمنوا (الصهاينة وحلف الناتو اليهودي النصراني المُتّـحد) بدلاً من الذين قالوا إنا نصارى !.. واصبح (الإيرانيون) أشد نفاقاً وكفراً، بدلاً من الأعراب، واضحى الناتو الحلف اليهودي النصراني ناصر الشعوب ومحررها فلا يترددون صباحاً مساءاً لدعوته على مائدة إقامة الخلافة الإسلامية في أفغانستان والعراق، ثم على عشاء الدفاع عن أهل السُّنة والجماعة في سوريا، ويختتمون يوم تمكين الخلافة على فراش ليبيا حتى تخشع قلوبهم وتملأها الإيمان بسماع صوت فض بكارتها في ليلة حالكة السواد شاخت السماء فيه وتوسلت من خالقها ألّا تكون شاهدةً على هذه الجريمة .
– دفتر الحساب لم ينتهي بعد، لأن الأمر ينسحب على اليمن، شئنا أم أبينا أو كابر البعض أو دس رأسه في الرمال، ورويداً رويداً سيتضح لاحقاً بأن من نتائج العدوان الصهيوني وادواته واذنابه إختفاء مصطلح واسم اليمن، ليحل محله الجنوب العربي ليس حتى اليمن الجنوبي، ويحل محله إقليم آزال واخواته ليس حتى اليمن الديمقراطية، وهذا مايروج له الإعلام الموجّه الناطق بالعربية، ومعه سيختفي أسم اليمن من التداول الإعلامي على مرأى ومسمع واشراف المتعربدين بإسم الإسلام، تمهيداً لاغتيالها وجزِّها من عنقها ليتقاطر دمها مسفوكاً بين نور هدى وضعه الله على لسان النبي لهداية البشرية، تماماً كما تم إغتيال الروم والقسطنطينية ونجد من القرآن والحديث على أيدي مارقين الخلافة الإسلامية على منهاج تل أبيب .
وهكذا يفعل جنود الصهاينة، تمهيداً ليوم تكون فيه مصطلحات الروم والقسطنطينية والشام واليمن ونجد مُبهمة غير معروفة ومجهولة، هذا مايريده المتعربدون إفكاً وزوراُ بإسم الإسلام، ومايريده الشرفاء والأحرار وبتوفيق ونصرة من الله تعالى هو ما سيكون .. هذا كشف حساب مفتوح وماذُكر غيض من فيض والكثير الكثير يحتاج إلى دراسة أكاديمية نتركها للمختصين من الراسخين في العلوم الإسلامية لكشف المجازر التي تعرض ومازال يتعرض لها القرآن والحديث الصحيح على يد المارقين.
فهل عرفنا كم هو مزعج التذكير بسيرة الرسول الأعظم، صلَّ الله عليه وعلى آله وسلم، وهل عرفنا كم هو مزعج التذكير بأحاديث الرسول الكريم وآيات الله تعالى الإستراتيجية، وهل عرف البعض مقدار الفرق بين البدعة التي تحيي الثقافة النبوية القرآنية، وبين جز الآيات وشطبها وإخفائها وإيجاد نسخة من الإسلام تخدم الصهاينة، وكل ذلك حتى لايكون للقرآن والسيرة النبوية أي أثر، والاحتفال بالمولد وتصويب البوصلة واحياء الثقافة النبوية من أكثر مايزعج حلف الصهاينة والمنافقين الأعراب واليهود والذين أشركوا، حسب التوصيف القرآني، إذن لا غرابة أن تصبح إحياء الثقافة المحمدية بدعة بل أكثر عند هؤلاء .. وصدقاً (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) .. وحقاً (قُل أتعلِّـمون الله بدينكم) ! .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .. وكفى بالله هادياً ونصيراً .
بقلم جميل أنعم