حلب تتحرر .. وتكسر القيد
فى تطور مهم للحرب على الإرهاب في سورية يبدو ان الحرب إنقشعت على واقع يختلف كلياً عن ما كانت تخطط له الجماعات المسلحة ومن لف لفيفها، لتظهر سورية شامخة شموخ شعبها وقوية بقوة جيشها.
بالمقابل تظهر الجماعات المسلحة وحلفاؤها من القوى المتطرفة التي يلعب بهم الغرب بالريمونت كنترول و يحركهم بحسب ما يريده الأمريكي والاسرائيلي للقضاء على تاريخ وحاضر ومستقبل سورية وضرب المنطقة وتدميرها في محاولة يائسة وفاشلة بعد فشلها وانهيار صفوفها في الجانب العسكري وعدم قدرتها على الصمود والمواجهة العسكرية في كل الجبهات في حلب، فهذا المشهد يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن مشروع “الشرق أوسط الجديد” يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب حلب، لتثبت المعركة أن المسلحين فقدوا المبادرة وتآكلت قواتهم على مختلف المستويات الميدانية والإستراتيجية، وأصبحوا في وضع مفتوح أمام إحتمالات غير محددة.
جميع المعطيات تشير الى أن الجماعات المسلحة وحلفاؤها بدأوا الآن، وبعد فوات الأوان، يدركون فداحة الخطأ الذي إرتكبوه بقرارهم الدخول في مواجهة مباشرة مع مقاتلي الجيش السوري، فرغم دعمهم اللامحدود من عملاءهم بالمال والسلاح والمعلومات الإستخباراتية واللوجستية، لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة، أن يحققوا ولو هدفاً واحداً من أهدافهم المعلنة وغير المعلنة، في هذا السياق اكتسب الجيش قوة دفع كبيرة في ميدان المعركة، التي تحشد الجماعات المسلحة والجهادية كل قوتهم من أجل إيقاف الجيش السوري وحلفاؤه، وبالتالي فإن إعادة الإستيلاء بشكل كامل على مدينة حلب من طرف الجيش يكون كافياً لإجبار هذه الجماعات على وقف القتال والتخلي عن الحرب ضد سورية.
اليوم تتسارع الإنجازات الكبرى في حلب، التي كان قد وعد بها الرئيس الأسد، تلك الإنجازات كانت ثمرة الصمود والتصدي والصبر لدى الجيش السوري التي أربكت المنطقة والعالم وغيرت معادلة التعاطي السياسي مع الأزمة السورية بشكل عام، حيث حقق الجيش السوري وحلفاؤه إنتصارات ساحقة على الجماعات المسلحة في حلب، وباتت محافظة حلب في مصاف المدن التي سطرت تحررها من التنظيمات المسلحة التي باتت في مهب الريح، وباتت نهاية المعركة الكبرى في حلب تقترب، والفصل الأخير في مسلسل العدوان والتأمر على حلب يصل الى نهايته، خاصة بعد إستعادة الجيش السوري وحلفاؤه 93% من مساحة المدينة.
بعد أن نجحت سورية في تضييق الدائرة على القوى المتطرفة ومن وراءها،وإستنفذت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من العرب كل ما لديهم من أساليب لإسقاط سورية، وباءت جميع محاولاتهم بالفشل، فإن حلب الأن تكتب مستقبلها وتسطر إنتصاراتها وتقول كلمة الفصل في معركة التحرر من المتطرفين الذين إرتكبوا أبشع المجازر بحق المدنيين، وقصفوا المدن فوق ساكنيها، وإنطلاقاً من ذلك فشلت أمريكا وحلفاؤها في تحقيق أحلامهم بالمنطقة، لأن الجيش السوري على مختلف مكوناته وأطيافه هبّ ليقف صفاً واحداً للقضاء على الجماعات المتطرفة، الأمر الذي تسبب في الإضرار بمصالح أعداء دمشق كونهم إتبعتوا سياسة خارجية خاطئة، فضلاً عن زيادة نفوذ موسكو في المنطقة ووقوفها ضد أهداف واشنطن وأنقرة في سورية.
مجملاً… إن سلسلة الهزائم التى منيت بها الجماعات المسلحة وحلفاؤها من جماعات الإرهاب في حلب، تؤكد إن الأيام القادمة ستكون أياماً مصيرية لكل من عبث بأمن سورية، تتحقق فيها كسر وهزيمة هذه الجماعات وانحسار وجودها في سورية، بعد ان خسرت عدداً من المواقع الإستراتيجية في حلب، كما غادر عدد غير قليل من مقاتليها الأراضي السورية إلى مناطق أخرى.
بإختصار شديد…. إن إنتصار سورية في حربها ضد الإرهاب سيرسم معالم التسوية السياسية القادمة في المنطقة، لذلك كلنا أمل وثقة أن تكون الأسابيع الأولى من العام القادم نهاية الإرهاب بكافة أشكاله وبداية الإنتصار والإزدهار لكل السوريين بعد كل التضحيات التي قدموها طيلة ست سنوات مستخدمين كل الوسائل الرادعة لمواجهة كل من حاول زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي، وعليه نتمنى من كافة الدول أن ترفع يدها عن سورية وأن تتوقف عن التدخل في شؤونها، وأن يجرى إتفاقاً كاملاً على إنهاء ظاهرة الميليشيات والقوى المتطرفة ومن ورائهم في سورية ووقف كل أشكال الدعم الغربي لها، وأنهي مقالي بالقول… إن سورية ستنتصر وتكسر القيد، ليرفع إنتصارها راية وحدة وطنية في وجه أعداؤها وتنقلب طاولة الطائفية على رؤوسهم التي أرادوها أن تنقلب على رؤوسنا.
خيام الزعبي – شام تايمز