تعز العز

هل اغتيل البغدادي فعلا؟ ولماذا تسريب الانباء عن وفاته في هذا التوقيت؟ ولو صحت هذه الانباء كيف سيكون تأثيرها على التنظيم وحرب الموصل المستعرة حاليا؟

لم يمت احد على صفحات الصحف ووكالات الانباء ونشرات التلفزة عدة مرات مثل “الخليفة” ابو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، فلا يمر شهر الا ونطالع انباء عن مقتله او اصابته بجروح بليغة اثر غارة لأحدى طائرات التحالف الستيني التي تقصف “دولته” وعاصمتيها في الموصل (العراق)، والرقة (سورية).

يوم امس اكد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرأسه السيد رامي عبد الرحمن، المقرب من الأجهزة الغربية الى جانب فصائل المعارضة السورية، ان “تنظيم داعش العراق يدرس إيجاد بديل لابي بكر البغدادي”، مشيرا الى ان التنظيم “وجه دعوة لقياداته في العراق وسورية للاجتماع ومناقشة الموضوع″، دون تحديد الزمان او المكان.

المرصد لم يتحدث في إعلانه هذا عن مصير البغدادي، وما اذا كان قد قتل، او ما زال حيا، ولكن كونه تحدث عن الدعوة لعقد اجتماع لقياداته العسكرية والسياسية لبحث إيجاد بديل له، فهذا يعني احد امرين: اما ان الرجل قد انتقل الى الرفيق الأعلى اثر غارة صاروخية، او لتعرضه لعملية اغتيال، او انه جرى عزله من منصبه، ويجري البحث على مستوى القيادة لاختيار “خليفة” له.

وكالة “أعماق” الناطقة باسم تنظيم “الدولة” نفت هذه الانباء جملة وتفصيلا، وأكدت ان الرجل ما زال على قيد الحياة، وكذبت نبأ المرصد الذي وثق في الأشهر الماضية مقتل عدد من القيادات العسكرية ابرزهم ابو عمر الشيشاني، وأبو الهيجاء التونسي، وأبو أسامة العراقي، ولكن وفاة هؤلاء لا يحتاج الى توثيق، لان التنظيم لا يتردد مطلقا في الإعلان عن القتلى من قيادييه لأسباب شرعية ملزمة.

السؤال الذي يطرح نفسه هو عن أسباب تسريب مثل هذه الانباء عن وفاة البغدادي، في وقت تدخل الحرب على الموصل شهرها الثالث تقريبا دون حسم، الإجابة يمكن اختصارها في عدة نقاط رئيسية:

  • الأولى: اعلان الوفاة يأتي في اطار الحرب النفسية، وللتأثير على معنويات المقاتلين في صفوف التنظيم، خاصة ان الهجوم على الموصل تباطأ في الأسبوعين الماضيين لمواجهة مقاومة شديدة، حسب رأي الكثير من الخبراء.

  • الثانية: محاولة الضغط على زعيم تنظيم “الدولة” للخروج الى العلن، بطريقة او بأخرى لاثبات انه ما زال على قيد الحياة، ونفي اخبار مقتله، وبما يؤدي الى الحصول على بعض المعلومات حول مكان تواجده بما يؤدي الى استهدافه لاحقا.

  • الثالثة: خلق حالة من البلبلة واللغط في أوساط قيادات التنظيم وانصاره سواء داخل مدينتي الموصل والرقة او في الأطراف السورية البعيدة، مثل مدينة الباب او حلب.

لا نعتقد ان اغتيال او قتل البغدادي سيكون له الكثير من التأثيرات السلبية على تنظيمه، لان قيادة هذا التنظيم جماعية أولا، ولا يتمحور حول زعيمه مثلما كان عليه الحال في تنظيم “القاعدة”، او حتى تنظيم جبهة النصرة (فتح الشام حاليا)، امتداده في سورية بزعامة ابو محمد الجولاني، مضافا الى ذلك ان “الخليفة” البغدادي ليس مولعا بالظهور في وسائل الاعلام، سواء التابعة للتنظيم او غيرها، ولم يظهر بالصوت والصورة الا مرتان فقط منذ إعلانه قيام دولة الخلافة من على منبر الجامع النوري الكبير في الوصل قبل عامين.

لا احد يعرف على وجه الدقة اين يوجد البغدادي حاليا، فهل ما زال في الموصل ام الرقة، او متخفيا في قرية صغيرة سورية او عراقية، او حتى خارج البلدين في ليبيا او منطقة الساحل الافريقي، او حتى أفغانستان على سبيل المثال.

البغدادي سيموت ان آجلا او عاجلا، وستنقل وكالة “أعماق” نبأ وفاته، ولكن متى وكيف؟، فهذا في علم الغيب، ولا يعلم بالغيب الا الله جل وعلا.

“راي اليوم”

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز