لولا أنصار الله!!
عشرون شهرا واليمن يسطر – بتضحيات أبنائه وصمود شعبه- ملحمة الصمود والانتصار في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر.. وتقتضي الأمانة الموضوعية وفي هذا الظرف بالذات، القول أن هذا الانتصار الذي لا يراه إلا الأحرار لم يأت من فراغ، فلولا عناية الله، وبأس وحنكة الرجال الرجال من أنصار الله، في إدارة شئون الحرب وتسيير شئون الدولة واستنهاض المجتمع، ولولا تضحياتهم وتضحيات أبنائهم، والالتفاف الشعبي من حولهم، ومن حول السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لما سطرت اليمن هذا الملحمة التاريخية. لقد استهدف العدوان السعودي الأمريكي حركة أنصار الله، وثورة 21 سبتمبر الفتية، وعمل تحت ذريعة استعادة شرعية هادي، على إعادة اليمن إلى الحظيرة السعودية، والحؤول دون سيرها خارج الفلك الخليجي الأمريكي..لكن العدو أمعن في توحشه، فبات يستهدف الهوية اليمنية، والدولة اليمنية، والحضارة اليمنية، وكل ما يمتلكه الشعب اليمني من مقومات للحياة حاضراً ومستقبلاً، في ظل تواطؤ أممي ودولي غير مسبوق. ولا يمكن فصل الورقة الاقتصادية عن هذا الاستهداف الممنهج الذي لا يريد لليمن ولليمنيين أية حياة مستقرة، إلا إذا كانت على أطلال كرامتهم ووحدتهم ونسيجهم الاجتماعي، الذي يزداد انقساما وتفسخا حتى يخال للمرء أن قيام عشرة دول في هذا الكيان الجريح لن يشبع نهم متعطشي السلطة والتسلط، من أمراء الحرب، ومرضى الجهوية والمناطقية والطائفية. الجوع كافر صحيح، ومعاناة الناس تتفاقم يوما بعد آخر في ظل الحصار والعدوان، لكن هذه الدولة الهشة، هل كانت تحتمل حربا وحصارا من هذا النوع؟!..لقد ظن أعراب الخليج ومرتزقتهم أن شهرا أو شهرين كانت كافية لإخضاع شعبنا وتمزيق دولتنا، وبعدها ستعود (شرعيتهم) المزعومة! لكنهم صعقوا حين وجدوا أن الحرب التي استمرت عشرين شهرا حتى الآن لم تنل من عنفوان وكبرياء هذا الشعب العظيم، فما زال المارد اليمني يتهدد آل سعود بالرد والردع وبالثأر العادل، وما يزال حاضرا بقوة واقتدار في مختلف الساحات والجبهات. بل إن العالم كله انتصب مندهشا وهو يرى شعبا غارقا في الفقر والانقسام السياسي والمجتمعي..شعباً أعزلاً من القوة العسكرية بعد هيكلة الجيش وبعثرته حتى غدا خارج دائرة الفاعلية..شعباً أعزلاً من السند الخارجي بعد أن احتشد الصديق القريب قبل العدو البعيد، فأرادوا أن يجهزوا عليه بضربة خاطفة وقاضية..وكانت المفاجأة أن هذا الشعب صمد في وجه العدوان والحصار، وانطلق أبناؤه الأحرار إلى معركة الكرامة وسطروا آيات الانتصار المبهرة التي عجزت عن الإتيان بمثلها أعتى الجيوش المدربة والمزودة بأفتك العتاد العسكري والحربي في عالم اليوم. ولا شك أن شعباً هذه إرادته لن يعجز عن تجاوز الأزمة الاقتصادية المحدقة، التي يراهن عليها العدو وينتظر مفاعيلها السلبية على الأرض، لعله يعبر من خلالها إلى أهدافه الخبيثة التي فشل في تحقيقها عسكريا طوال ستمائة يوم من الحرب القذرة على بلادنا. انكسرت عاصفة العدوان وانتصرت الإرادة اليمانية، وسيكتب التاريخ على صفحاته البيضاء أن أنصار الله هم العنوان العريض في هذا الانتصار العظيم، وما عدا ذلك ليس إلا تفاصيل على هامش ملحمة الدفاع المقدس عن الوطن
محمد صالح محسن الدرسي
#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز