أذكياء الحالمة تعز يدمرونها بغبائهم
كانت امنة مطمئنة
انجبت الكثير من نخبة رجال اليمن من المثقفين والادباء والفنانين والشعراء والكتاب والصحفيين والاطباء ورجال المال والاعمال والسياسة والفكر والاعلام …
كانت هي المحور ونقطة الانطلاق الرئيسية لحركات التحرر والاستقلال لثورتي سبتمبر واكتوبر …
عاشت عصرها الذهبي في ظل الجمهورية والوحدة المجيدة فكانت الاولى والمتصدرة على بقية المحافظات اليمنية حتى سميت بالحالمة ومحافظة الثقافة والعلم …
انها تعز المنكوبة وجرح اليمن النازف التي تأمر عليها ابناؤها ودمروها بأيديهم ولايزالون الى هذه اللحظة …
ففي بداية العام 2011
حاول الوطن اليمني من شمالة الى جنوبه ومن شرقة الى غربة ان يمتص امواج الربيع والتأمر العبري حتى يخرج بأقل الخسائر
ماعدى محافظة تعز التي تصدرت المشهد بعنف فكانت الاكثر دموية وايلاما وقتل وتدمير وفرقة وشتات نتيجة للحقد والبغضاء والغل الذي جثم على قلوب ابناؤها التي كان يملؤها التسامح والحب والخير
وبسبب الغباء والجهل الذي طغى على عقولهم النيرة والمنفتحة …
فمن مدينة تعز انطلقت اول شرارة للفوضى والعنف والانقلاب
ونصبت في ساحاتها اول خيام التأمر وانطلاق المسيرات والمظاهرات وردد منها شعار ارحل ولا دحباشي بعد اليوم والشعب يريد اسقاط النظام …
لم يأتي ابطال هذا القصة من خارج تعز او كانو مستوردين او قادمين اليها ولكن كان هذا التصرف الارعن والاهوج صادر وناتج من ابنائها امثال توكل وشوقي القاضي وغيرهم من رموز اخوان اليمن ومن بقية الاحزاب اليسارية الاخرى والذين حولو تعز من مدرسة ومنبر للعلم والتسامح والنهضة الى بيئية حاضنة للغلو وفقاسة منتجة للارهاب والتطرف والعنصرية والبغضاء…
وفي العام 2012
بعد ان سلمت السلطة في اليمن من قبل فخامة الرئيس
علي عبدالله صالح
الى من جاء بعدة وهدئت بقية المناطق في اليمن نسبيا ظلت تعز تتأرجح بين مد وجزر ولم تستقر ويتعاون اهلها مع محافظهم وابن جلدتهم شوقي هائل الذي حاول ان يعمل كل ما بوسعة خلال تلك الفترة ولكن دون جدوى …
اتى العام 2014
وبكل مافيه من احداث بهروب الخائن هادي ومن كان معه من العملاء ودخل الحوثيون صنعاء واستولو على السلطة وسيطرو على ذمار وأب وبقية المحافظات حتى وصلو تعز التي لكي يبسطو نفذهم عليها ويواصلون طريقهم الى المحافظات الجنوبية ولكن حصل العكس حيث خرجت ضدهم المظاهرات والاحتجاجات هناك ولم ينتبه ابناء هذه المحافظة كغيرهم ويحاولون ان يتماشون مع الامر الواقع بالتي هي احسن ويحافظون على انفسهم وارضهم مثل بقية المناطق الاخرى ….
ماهي الى اشهر عديدة حتى جاء العام2015
وبدء معه العدوان السعودي على اليمن
فكانت تعز ايضا وللمرة الثانية هي المتصدرة للمشهد الدموي والكارثي الى الان عندما سكت وتخلى وتفرج عليها ابناؤها وطبلو ورقصو على انغام زامل
( يالبنطلون احنا اشتحطنا للركب )
وتركوها للاخوان المسلمين وادواتهم الارهابيه الذين باعوها واصبحو اثرياء بقيادة حمود المخلافي وابو العباس ويوسف الشراجي وعارف جامل وغيرهم من ادوات بني سعود حين حولها الى ساحة قتال وشوارع مواجهات مع قوات الجيش واللجان الشعبية …
حصلت الحرب في عدن وانتهت
ومازالت مستمرة في تعز التي تحولت الى جبهه للدفاع عن المناطق الجنوبية والتي لم يتعض ابناء تعز انفسهم مما حصل لهم فيها حين تم ترحيلهم منها بالبطاقة …
اندعلت المواجهات في مأرب والجوف والبيضاء وشبوة فكانت عقول اؤلائك البدو الرحل عند مستوى المسؤلية بالحفاظ على انفسهم وارضهم اعظم واجل من تلك العقول المتعلمة والمنفتحة والتي اصيبت بالعفن والغباء في تعز حينما تفوق سكان هذه المناطق الصحراوية واخرجو المواجهات والاشتباكات من المدن والاحياء التي يسكنوها الى جبهات خارجية مثل نهم وصرواح والغيل وعسيلان وحريب …
لم يتعلم ابناء تعز ويأخذون العبرة من اقرب المناطق اليهم وهي محافظة أب والذين اخرجها ابناؤها الى بر الامان والتي اصبحت مأوى للنازحين من تعز وبقية المحافظات الجنوبية …
يا ابناء تعز ان ماحصل ويحصل في مدينتكم ومحافظتكم من اعمال اجرامية بشعة قد ورثت لكم تركة ثقيلة ستكون له تبعاتها ونتائجها الكارثية في المستقبل بعد ان ينتهي العدوان فستكونون انتم الضحية ومن تدفعون الثمن.
انكم تعيشون بين ابناء اليمن في صنعاء وبقية المدن معززين مكرمين فاعلموا يااخوتنا في تعز ان العنف لايخلف الى العنف فحاولوا ان تصحوا من غفلتكم هذه واطردو دواعش الارهاب الذين ادخلتموهم الى دياركم ﻷنهم اقلية وانتم كثر والقرار لم يزل بأيديكم لكي تحافظون على ماتبقى من ابنائكم من القتل وارضكم من الدمار والخراب …
قد يزعل ويغضب الكثير من كلامي هذا من ابناء تعز ولكنها الحقيقة التي تهربون منها واني لكم من الناصحين …
عادل الهرش
#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز