الشارعُ اليمنيُّ يُحبِطُ السعودية
منذُ أول العدوان تحاوِلُ السعوديةُ إثارةَ الشارع اليمني، خَاصَّـة في صنعاء، ضد من تسميها “سلطة الانْقلَاب”، وفي كُلّ مرة تخترعُ عذراً جديداً وتستخدم أساليبَ مختلفة، ومع ذلك تفشل.
كان الجانب ُالاقْتصَادي، وما زال، هو الفتيلَ الذي تعتمد عليه السعودية في إشعال الشارع اليمني، ومنذ البداية لجأت السعودية إلى التسبّب في أزمات اقْتصَادية، ومحاربة المواطنين في لَقمة عيشهم؛ بغرَضِ خلق البلابل، مستخدمةً في ذلك جُهداً إعلامياً ضَخْماً لتحريض الناس على الخروج.
في الأشهر الأولى للعدوان، منع المرتزقة دخولَ المشتقات النفطية إلى صنعاء وتسببوا في خلق أزمة كبيرة، قبل أن تظهر “السوق السوداء”، ومع أن هذه المسألة كانت في الأصل خطوةً للتربح والسرقة على حساب معاناة الناس، إلا أنها كانت تهدفُ في أحد جوانبها لإثارة الشارع اليمني، عن طريق تزييف القضية وإلقاء التهمة على “سلطة صنعاء” في منع دخول المشتقات النفطية، وكانت قنوات العدوان وأبواقها في الداخل يضجون بالتضليلات ويحاولون تأليبَ الناس، ليطالبوا سلطةَ الداخل بتوفير البترول والديزل، ويخرجوا للتظاهُر في سبيل ذلك.. ولكن ذلك فشل؛ كون المسألة واضحة بشكل كافٍ.
***
لم تكفّ السعوديةُ عن محاولات إثارة الشارع، ولعلمها بعجزها عن ذلك، لجأت إلى “اختراعِ” مظاهرات واحتجاجات وهمية، بدل اختلاق أزمات تدفع بالناس إلى الشارع، وما أكثرَ تلك المظاهرات التي خرجت في الشريط الإخباري لقناة الحدث، ضد “الانْقلَابيين”، وهو ما يدلُّ على العجز الكبير الذي تواجهُه السعودية في تحريك الشارع اليمني الذي ظنّت لفترة من الفترات أن أبسَطَ الضغوطات والأزمات ممكن أن تقلب مبادئه رأساً على عقب.
***
تبقى أزمة الرواتب، هي أَكْبَر الأزمات التي اعتمد عليها العدوان السعودي لإثارة الشارع وتأليب الناس ضد السلطة الوطنية في الداخل، وهي على الرغم من أنها خطوةٌ هادفة – في الأساس – إلى تجويعِ الشعب اليمني، كهدف رئيس.. إلى أن ذلك يستلزم إثارة الناس، وبالتالي الضغط على السلطة الداخلية شعبياً واقْتصَادياً، وَمع ذلك.. فشلت الخطة، ولم يخرج أحدٌ، بل وعلى العكس.. بدل أن يخرج الناس غاضبين من سلطة صنعاء، خرجوا ليدعموا البنك المركزي بما يستطيعون، وغصباً عن تحريضات إعلام العدوان ومرتزقته.
وما زالت السعودية تحاول، وبكل ما أوتيت من وسائل تحريضية وتضليلية، أن تثيرَ أية ضجة، وبأي عذر، لإخراج الناس ثائرين ضد السلطة الداخلية، مرة بالترويج للنزول بهدف المطالبة بالرواتب، ومرة بالدعوات إلى الإضراب، ولا صدى لصوتها.
***
وحتى على مستوى “الجماهير” التابعة لها والمؤيدة لها، فشلت السعودية منذ أول العدوان وإلى اليوم في أن يكون لها ما يمكن تسميته بـ”الشعبية” التي تطمح إليها، ومن يتأمل حجم المظاهرات والوقفات التي تقوم السعودية بالإنفاق على خروجها في شوارع المناطق الواقعة تحت سيطرة مرتزقتها.. لا تعدو عن كونها “تجمعات” مُضحكة لأفراد قليلين تشي قلتهم وملامحهم عن كونهم “مرتزقة” لا أكثر.