الاختلاط ممنوع في «جامعة عدن» وإلا…
في التفاصيل أن عناصر من «القاعدة» اقتحموا كلية العلوم الإدارية وأوقفوا محاضرة لصف السنة الرابعة، وطرحوا على الدكتور المحاضر خيارين: إما فصل الشباب عن البنات، وإما إغلاق الكلية، لأن الاختلاط كما قالوا «حرام ولا يجوز ويؤدي إلى الموبقات»، ما اضطر المحاضر إلى إلغاء المحاضرة وصرف الطلاب إلى بيوتهم.
تعليقاً على الحادث، كتب الصحافي المقرّب من «الحراك الجنوبي»، صلاح السقلدي، على صفحته في موقع «فايسبوك»، إنه «في عدن ممنوع الاختلاط… مسموح القتل».
وكان العام الدراسي في جامعة عدن قد أُجّل انطلاقه من الحادي عشر من الشهر الجاري إلى أول من أمس، نتيجة تغيّب الهيئة التدريسية في مختلف الكليات، باستثناء «كلية الاقتصاد».
ورغم الإعلان رسمياً عن بدء العام الدراسي يوم السبت، فإن بعض الكليات لم يبدأ العام الدراسي فيها لأسباب كثيرة، منها عدم جاهزية بعضها لاستقبال الطلاب مثل «كلية الطب»، والبعض الآخر لأسباب تتعلق بتمركز مسلحين فيها ورفضهم تسليم المبنى، مثل «كلية المجتمع» التي رفض المسلحون تسليمها لعميد الكلية إلا إذا دفعت الكلية مبلغ أربعة ملايين ريال، كما أخبر عميد الكلية طلابه.
أما الكليات التي فتحت أبوابها، فكان مصير بعضها الإغلاق أيضاً، وبعضها الآخر أصبحت الرايات السود تغطي كل جدرانه، كحال كلية الحقوق.
وسرت أنباء أن رئاسة جامعة عدن تدرس خيار البدء بدوامين: دوام للبنات وآخر للشباب، في حين لم يصدر أي موقف للطلاب يعترض أو حتى يتساءل عن مصير دراستهم، في ظل مواقف غير مهتمة لمصير الطلاب من عمداء الكليات والجهات الأمنية التي لا تستطيع أخذ موقف حيال ما يحدث.
على ضوء ذلك، وفي ظل التفلت الأمني، فإن السؤال سيكون عن إمكانية وجود عام دراسي في جامعة عدن، في ظل تحكم القاعدة في مقدرات المدينة الأمنية والاجتماعية، وهل سيتكيّف طلاب الجامعة مع الوضع الراهن أم ستكون لهم ثورة عليه؟ فيما غياب الأمن والأمان من الممكن أن يعرض كل المرافق العامة لمثل هذه الاعتداءات التي تحاول تدمير الحياة في عدن.