هل اليمن تحتضر أم ستعيش
مقدمة مؤلمة ولكن أجابتها لديكم يا شعب اليمن.
هل ستعيش اليمن أم ستحتضر في حال تخليتوا عنها!!
نعم صبرتوا الكثير وضاق الحال من الحرب والحصار والدمار، صبرتوا صبر أسطوري، وصبركم وتضحياتكم كانت بمثابة جواز سفر نفتخر فيه، كفخرنا بختم الطير الموجود بجوزاتنا.
عندما أنقطع الراتب بداء التذمر والقلق والتهديد بالخروج بمظاهرات وتهيجكم من قبل الخلايا النائمة الخونة المرتزقة.
سمعنا البعض يتحجج بإن الجوع كافر، فإين أنتم يا أمة محمد من رسولنا الكريم وحصاره المعروف في مكه، لم نسمع طول حصارهم الثلاث السنوات بإن الجوع كافر.
تحمل رسولنا ومن معه الجوع والحصار من إجل قضية مهمه وهو نشر الإسلام، صبروا من كانوا معه وثبتوا رغم بشاعة ما مروا به من أجلنا من أحل أن يصلنا الإسلام الصحيح وليس الوهابي.
التاريخ يعيد نفسه فما نمر به اليوم من قبل بني قريش، هو نفسه مر به رسولنا صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
دعونا نذكركم ما مر به رسولنا ومن معه.
أجتمع كفار مكة اجتماعًا طارئًا وعاجلاً، بعدما رأوا من اجتماع بني عبد مناف للدفاع عن رسول الله ، وخرجوا منه في نهاية الأمر بقانون جديد، فقد ابتكروا وسيلة جديدة لحرب أهل الإيمان، وقرروا بالإجماع أن ينفذوا “المقاطعة”، تفعيل سياسة الحصار الاقتصادي لبني عبد مناف، وإعمال سياسة التجويع الجماعي لهم، سواءٌ أكانوا كفارًا أم مسلمين.
*بنود المقاطعة*
أبرموا فيه أنه على أهل مكة بكاملها في علاقتهم مع بني عبد مناف ما يلي:
أن لا يناكحوهم -لا يزوّجونهم- ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم، لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا رسول الله لهم للقتل.
هكذا في غاية الوضوح: السبيل الوحيد لفك هذا الحصار هو تسليم الرسول حيًّا ليقتله زعماء الكفر بمكة.
وقد صاغوا القانون في أول ليلة من ليالي محرم في السنة السابعة من البعثة، وقد دخل بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم إلى شعب أبي طالب وتجمعوا فيه، ومعهم رسول الله ؛ وذلك ليكونوا جميعًا حوله كي يحموه من أهل مكة.
المعاناة والألم .. وصور الباطل تتكرر معنا اليوم، مع شعب الأيمان.
بدأت مرحلة المعاناة والألم، تلك التي عاشها المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية، فقد قُطع الطعام بالكلية عن المحاصرين، لا بيع ولا شراء، حتى الطعام الذي كان يدخل مكة من خارجها وكان يذهب بنو هاشم لشرائه، كان القرشيون يزيدون عليهم في السعر حتى لا يستطيعون شراءه، ومن ثَمَّ يشتريه القرشيون دون بني هاشم.
وقد بلغ الجهد بالمحاصرين حتى كان يسمع أصوات النساء والصبيان يصرخون من شدة وألم الجوع، وحتى اضطروا إلى التقوت بأوراق الشجر، بل وإلى أكل الجلود، وقد ظلت هذه العملية وتلك المأساة البشرية طيلة ثلاث سنوات من الظلم والقهر والإبادة الجماعية، وهي وإن كانت صورة جاهلية من اختراع أهل قريش في ذلك الوقت، إلا أنها -وللأسف- تكررت الأن معنا كانت المساعدات تاتي لليمن ويتم بيعها من قبل حكومة الشرعية لكب لاتصل لليمنيين، وصول سفن محمله بالغذاء والدواء وتحتجزها مملكة الشر حتى تفسد.
*وأخـــــــــــيرآ
فهي وإن كانت قد حدثت في شعب أبي طالب،ومع هؤلاء المحاصرين فإنا نتفهم حقيقة أن يضحي المؤمنون بأنفسهم وبزوجاتهم وأولادهم؛ وذلك لأنهم بصدد قضية غالية جدًّا، إنهم يصمدون ويضحون من أجل العقيدة.
وفي تفسير واضح لهذا العمل الرجولي والبطولي فقد كانت الحمية هي الدافع والمحرك الرئيسي له، حمية الجاهلية، ولكنها في النهاية حمية، حمية الكرامة حين يهان رجل من القبيلة، حمية لصلة الدم والقرابة، حمية العهد الذي كانوا قد قطعوه على أنفسهم قبل رسالة محمد على أن يتعاونوا معًا في حرب غيرهم، حميّة واقعية يدفع فيها الرجل بنفسه وأولاده وهو راضٍ، حمية بالفعل وليست بالخطب والمقالات والشعارات، ويا ليت هذه الحمية تعود، بعد أن ماتت الذمم.
بيدكم حماية اليمن أو أسقاطها فاتعضوا وأياكم والأنجرار خلف تحريضات الخونة.
دمتم ودامت اليمن حره شامخه.
الرحمة والخلود لأرواح شهدائنا.
الشفاء العاجل لجرحنا.
تحيا الجمهورية اليمنية.
*بقلم / دالــــيـــا المزنعــــي