نبض الريح ! إلى كل من يحمل عبء أمانة القضاء !
القضاء مهنة علمية تحاط دائماً بصفات القداسة لا لشخص القاضي بل لهذه الصفة التي يتحمل أمانة أعباءها وهي أمانة ترتقي المرتبة الاولى بين بقية الأمانات التي تنوء بحملها الجبال فإذا كان الإنسان هو خليفة الله في الأرض فإن وظيفة القاضي هو الحكم بين الناس يفض منازعاتهم ويقول كلمة الحق استناداً الى الشرع والقانون وفق قواعد الشرعية والمشروعية التي تواضع عليها الإنسان لتحقيق العدل الذي ينظر للإنسان كإنسان بغض النظر عن أي اعتبار من الدين والمذهب والفكر والجنس واللون واللغة وهذا هوالأقرب للتقوى كما جاء في القرآن الكريم أي أن أن القاضي وهو أحد المستخلفين من الله يحكم بين بقية خلفاء الله ! إنها وظيفة تستوجب على الجميع إعطائها حقها من التوقير والإجلال والإحترام والحديث عنها يطول وقد تناولها العلماء والفلاسفة بكثير من الآراء ووصفوا من لايحكم بالعدل بأوصاف قاسية لعلاقتها المباشرة بحماية حقوق الناس وأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم وهذا ما قصدته من منشوري السابق بعنوان ( تباً لهذا السلوك ! ) أما أن يعتقد بعض الإخوة القضاة الأجلاء أنني قد أسأت إلى القضاء والقضاة من خلال ذلك المنشور فهذا فهم لم أكن أتوقعه لأنني إنما فندت بعض السلوكيات لبعض القضاة الذين يسيئون للقضاء والقضاة معاً من خلال سلوكياتهم ، ولأن القاضي إنسان فكل إنسان عرضة للخطاء وحده الذي لا يعمل هو الذي لا يخطئ والله وحده المنزه عن الخطاء ولعل سر إستخلافه للإنسان يكمن في هذه المسألة وقد تبين ذلك من خلال سؤال الملائكة الموجه لله وإجابته عليه في قوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) سورة البقرة آية ٣٠ وهناك بين المحامين من يسيئ إلى مهنة المحاماة من خلال سلوكيات سبق أن تناولتها وسأتناولها في أي كتابة مستقبلاً لأن مهنة المحاماة شأنها شأن كل مفردات السلطة القضائية شديدة الإرتباط بحياة الناس لكنني لم أعمم في النقد سواء نقد القضاة أو المحامين بل قصدت من تنطبق عليه الصفات المحددة في المنشور ولمن يرغب التحقق مما أقول الرجوع إلى المنشور في صفحتي على الفيسبوك . اضطررت لتوضيح هذه البديهية حينما وجدت بين القضاة أومن يحملون هذه الصفة مع شديد الأسف من فسر أوتطوع لتفسير مانشرت على أنه إساءة للقضاء وللقضاة مع أن المنشور ليس نصاً أدبياً رمزياً وإنماهو نصاً تقريرياً شديد المباشرة استهدف بعض السلوكيات المشينة التي تظهر في سلوكيات بعض حاملي صفة القاضي وهل يمكن للقاضي أن يسيئ إلى نفسه أليس هذا أمر غريب ؟! إن كل إنسان لا يليق به الإساءة إلى مكانة القضاء كقضاء لأن من يسيء اليه إنما يسيء لنفسه ولكنني أؤكد وأكرر بأن القاضي بشر وأنه مطالب بأن يتفحص أخطائه وأن يتقبل النقد البناء بروح رياضية كما يقال ، وقد سبق أن أوضحت في عدة مقالات بأن لكل مهنة آدابها التي ينبغي الإلتزام بها وإلا كان غير الملتزم عرضة للنقد بل وللمساءلة لكن الواجب أن يكون النقد بالأسلوب اللائق إذ لولا النقد لتجمدت الحياة في كل المجالات عند وضع معين! والتحية والتقدير لكل القضاة والمحامين الشرفاء الذين أدركوا المعنى الواضح لما قلته وكل من أساء فهمه فهو معذور ومحمول على السلامة !..
عبد العزيز البغدادي