تطرقت صحيفة “ترود” إلى الأنباء الصحافية عن تمكن هاكرز البنتاغون من اختراق منظومة الاتصالات الروسية؛ مشيرة إلى اتخاذ روسيا الاجراءات اللازمة لمواجهة الأمر.
جاء في مقال الصحيفة:
كانت قناة “إن بي سي نيوز”، استنادا إلى مصدر رفيع المستوى في الاستخبارات، قد ذكرت يوم السبت الـ 5 من الشهر الجاري أن الولايات المتحدة جاهزة لشن هجمات سيبرانية ضد روسيا. كما أن تلميحات ظهرت سابقا عن إمكان حدوث ذلك. ولكن واشنطن، وفق تصريحات المصدر المجهول، اتخذت الآن إجراءات أكثر تحديدا؛ حين تمكن “الهاكرز العسكريون” من اختراق شبكة الاتصالات الهاتفية وشبكات الطاقة ومنظومة القيادة في الكرملين، وجعلوها غير حصينة أمام الهجمات.
وتؤكد القناة أن الهجمات ستنفذ فقط في حال “شنِّ هجمات كبيرة على الولايات المتحدة”؛ مشيرة إلى قلق المسؤولون في الولايات المتحدة من استخدام روسيا الهجمات السيبرانية لإفشال الانتخابات الأمريكية. وتذكر القناة أن الهاكر “Guccifer 2.0″، الذي تعده واشنطن مرتبطا بالاستخبارات الروسية، قد أعلن في شبكة “تويتر” أنه سيراقب سير الانتخابات من “داخل المنظومة”.
وكان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري قد صرح بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد روسيا بسبب الهجمات السيبرانية، وأنها ستنفذ هذه الاجراءات بقرار من الرئيس باراك أوباما. وقال كيري إن “القرار بالرد على الهجمات قد اتخذ منذ فترة بعيدة. وأن هذا الرد سيكون بالطريقة وفي الوقت الذي يحددهما الرئيس وقد يكون غير مرئي لكم. والحديث لا يدور عن السكوت إلى حين تنفيذ الهجمات، وعدم اتخاذ الخطوات اللازمة بهذا الشأن”، بحسب “انترفاكس”.
من جانبه، علق السكرتير الصحافي للرئاسة الروسية دميتري بسكوف على ما بثته “إن بي سي نيوز”، مشيرا إلى أن الكرملين يتخذ الإجراءات اللازمة. وقال إن “التدابير الضرورية لضمان الأمن السيبراني والمعلوماتي تتخذ، وهي تتناسب مع الظروف الحالية والتهديدات التي توجه إلينا على المستوى الرسمي من قبل الدول الأخرى”. وكان وزير الإعلام والتواصل الجماهيري نيقولاي نيكيفوروف قد صرح سابقا بأن النظام المعلوماتي في روسيا محمي بصورة جيدة من هذه الهجمات؛ ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن “وسائل الهجوم السيبراني تتطور يوما بعد آخر، وفي كل يوم تتطور وسائل الحماية والدفاع، أي أن هذه عملية مستمرة”. وبحسب قوله، فإن مبالغ كبيرة تخصص لهذه الأهداف، وهيئات عديدة تعمل في هذا المجال.
من جانبها، ردت وزارة الخارجية الروسية على ما بثته القناة الأمريكية، وطالبت واشنطن بتوضيح الأمر. وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “استنادا إلى ما نشرته وسائل الإعلام عن تغلغل هاكرز عسكريين من الولايات المتحدة في شبكة الاتصالات والطاقة الروسية وأيضا في “منظومة القيادة في الكرملين”، فنحن ننتظر من السلطات الأمريكية ومن ضمنها البيت الأبيض ووزارة الخارجية إعطاء تقييم قانوني لهذه المعلومات”. وأضافت أن “غياب رد فعل رسمي من جانب الإدارة الأمريكية، يعني ممارسة الولايات المتحدة إرهاب الدولة السيبراني. وفي حال تنفيذ هذه التهديدات فسيكون من حق موسكو توجيه التهم المناسبة إلى واشنطن”.