أسرى سعوديون جدد و«سكود» على قاعدة «الملك خالد»
صحيفة الاخبار اللبنانية 16 تشرين الأول
إشارات سياسية جديدة سُجلت يوم أمس، من باريس ومن الأمم المتحدة، توحي بضخ دماء جديدة في عروق المحادثات المعلّقة لحلّ الأزمة اليمنية، في وقتٍ حافظ فيه الميدان اليمني على سخونته، حيث تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من إصابة قاعدة الملك خالد في خميس مشيط السعودية للمرة الثانية، إلى جانب أسر ثلاثة جنود سعوديين
صنعاء ــ الأخبار – تعز نيوز
بالتزامن مع وتيرة التصعيد الميداني السريعة، ولا سيما في المحافظات السعودية، برزت يوم أمس مؤشرات حول إمكانية دفع العملية السياسية لحلّ الأزمة اليمنية، بعد مراوحة وتعنت سعودي داما طويلاً.
وعلمت «الأخبار»، أمس، أن فرنسا أرسلت دعوة إلى حركة «أنصار الله» لزيارة باريس وعقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين لبحث الأزمة. ولا تزال الحركة تدرس قبول الدعوة أو رفضها، وخصوصاً أن الموقف الفرنسي هو الأكثر تشدداً في الغرب إلى جانب السعودية.
وأطلقت قوات الجيش و«اللجان الشعبية»، أمس، صاروخ «سكود» على قاعدة الملك خالد الجوية، فيما علمت «الأخبار» أنهم تمكنوا خلال العمليات الحدودية من أسر ثلاثة جنود سعوديين جدد، انضموا إلى الأسرى الآخرين الذين لا يزالون في قبضة الحركة.
في هذه الأثناء، عبّر نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان إلياسون، أمس، عن «أمله» بإجراء محادثات لإنهاء الحرب بحلول نهاية تشرين الأول الجاري.
ودعا إلياسون من جنيف بعد محادثات في السعودية والإمارات وإيران كلاً من حركة «أنصار الله» وحكومة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي إلى المشاركة في محادثات سلام تدعمها الأمم المتحدة بلا شروط مسبقة. وأشار إلى أن تنظيم «القاعدة» حقق مكاسب على الأرض وعزز نفوذه، معتبراً أن هذا «سبب قوي» لاستئناف المحادثات بشأن وقف إطلاق النار والعملية السياسية التي يتوسط فيها.
وعند الساعة الخامسة والربع فجر أمس، أطلقت الوحدات الصاروخية التابعة للجيش اليمني صاروخاً باليستياً من نوع «سكود» على قاعدة الملك خالد الجوية السعودية في منطقة خميس مشيط هو الثاني الذي يستهدف القاعدة نفسها، والرابع من نوع «سكود» الذي ينطلق من اليمن باتجاه أهداف داخل الأراضي السعودية، إلى جانب صاروخ «توشكا» استهدف محطة كهرباء جيزان قبل أكثر من شهرين.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلّحة اليمنية، شرف غالب لقمان، أن الصاروخ «أصاب هدفه بدقة عالية، محدثاً دماراً واسعاً في القاعدة وخسائر كبيرة»، معتبراً أن العملية استهدفت هذه القاعدة المهمة في إطار الرد على استمرار العدوان السعودي على اليمن.
وجاء إطلاق صاروخ «سكود» أمس بعد أقل من 48 ساعة من خطاب متلفز لزعيم «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، تحدّث فيه عن مشاركة إسرائيل في العدوان على اليمن، وكشف الحوثي في خطابه عن وصول أسلحة وقنابل إسرائيلية إلى قاعدة خميس مشيط أخيراً، وهي القاعدة التي تنطلق منها معظم الغارات على اليمن. وفي الوقت الذي تجاهل فيه إعلام «التحالف» خبر الصاروخ، أكد لقمان أن الصاروخ أصاب هدفه، لافتاً إلى أنه «ليس لدى العدو السعودي منظومة صواريخ اعتراضية»، مضيفاً: «لدينا منظومات إلى الآن لم نخرجها ونحن قادرون على الوصول إلى أي منطقة داخل السعودية، ولكن وفق خيارات استراتيجية تصاعدية، لعل العدو السعودي يستفيد من رسائلنا هذه ويتوقف عن عدوانه».
وفيما ادعى الإعلام المؤيد لقوى الغزو سقوط الصاروخ في محافظة عمران المحاذية لصنعاء شمالاً، كان مغردون سعوديون قد أكدوا عبر موقع «تويتر» في وقت مبكر فجر أمس، سماع دوي انفجارات ضخمة هزت المناطق المحيطة بخميس مشيط. وقال مصدر محلي في محافظة عسير، إنه شاهد انفجارات ضخمة من جهة القاعدة الجوية، وأفاد في حديث إلى «الأخبار» بأن صواريخ تطايرت من القاعدة في اتجاهات مختلفة.
في المقابل، شنت طائرات العدوان عشرات الغارات بعد ساعة من انطلاق الصاروخ على أكثر من مكان في محيط العاصمة صنعاء، أبرزها عشر غارات استهدفت جبل نقم ومحيطه أدت إلى تضرر العديد من المنازل الواقعة عند سفح الجبل، كما شنت طائرات العدوان أكثر من 30 غارة على منطقة بلاد الروس جنوب العاصمة، وهي الأولى من نوعها التي أدت إلى أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وتضاربت أنباء أمس، حول تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من إسقاط طائرة حربية تابعة للتحالف صباحاً في منطقة غمر في محافظة صعدة، غير أن قناة «المسيرة» التابعة لـ«أنصار الله» تجاهلت الخبر، وهو ما اعتبر تشكيكاً في صحته. على الصعيد الميداني، تتواصل المواجهات في جيزان وعسير، فيما تلقت مناطق نجران ضربات صاروخية ومدفعية من قبل القوات اليمنية و«اللجان الشعبية». وفي عسير أفاد مصدر في «الإعلام الحربي» بأن القوة الصاروخية للجيش و«اللجان الشعبية» أطلقت أمس حزمة من صواريخ «كاتيوشا» وقذائف المدفعية على مجمع الربوعة العسكري، إضافة إلى عشرات القذائف على موقع حرس الحدود.
أما في جبهات الداخل، فأفاد المصدر بأن قوات الجيش و«اللجان» كبدت قوات التحالف والمجموعات المسلحة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد خلال محاولات فاشلة للتقدم على موقع كوفل وصرواح خلال اليومين الماضيين، نافياً صحة الأخبار بشأن تقدم قوات التحالف في تلك المناطق رغم كثافة الغارات الجوية التي ينفذها الطيران. وفي حين يؤكد المصدر هدوء منطقة باب المندب بعد فشل محاولات عدة للسيطرة عليها، أفاد المصدر بضبط القوات الأمنية خلية إرهابية مرتبطة بالعدوان في الحديدة وبحوزتها كميات من الأسلحة والذخائر، وذلك بالتزامن مع حديث بعض وسائل إعلام التحالف عن اقتراب شن عملية في ساحل الحديدة.
إلى ذلك، قتل العشرات من قوات التحالف والمسلحين المؤيدين لهم في قصف للجيش و»اللجان الشعبية» على معسكر صحن الجنّ في منطقة صافر في محافظة مأرب.