بريطانيا تقصف مكة والاتراك متهمون… إستخفاف يتكرر لهدف مكرر
في يونيو 1916م الطائرات البريطانية تقصف الحرم المكي وتشيع بأن الأتراك هم الفاعلون، لإثارة الرأي العام ضد السلطنة العثمانية، وتُعلن الثورة العربية الكبرى في الحجاز والشام والعراق، والمدعومة من الاستعمار الغربي وبعرض محاربة تركيا مقابل الخلافة العربية والدولة العربية الواحدة، ويُعلن الجهاد ضد المسلم التركي .. فاستخفَّ الاستعمار البريطاني والفرنسي بالعرب المخدوعين والمغرر بهم، والمحصلة النهائية تقسيم الوطن العربي 21 دولة وظهور اسرائيل الصغرى، والعربان ممن قبلوا بالتقسيم واعطاء فلسطين لليهود نالوا كيانات ودول.. والعرب المخدوعين والمغرر بهم استفاقوا على خديعة الاستعمار بسايكس بيكو ورفضوا التقسيم ومنح فلسطين لليهود فكان مصيرهم لدواعش بني سعود جيش الاخوان الوهابي التكفيري، مثل ملك الحجاز الشريف حسين، وأمير إمارة شمر وحائل في نجد، ثم النفي والقتل، والتكفيريين للسحق والقتل . وأصل الحكاية أن تركيا السلطنة العثمانية وبشخص السلطان عبدالحميد رفض منح فلسطين لليهود، وتركيا كانت تحتل معظم الوطن العربي بما فيه فلسطين، والسلطنة العثمانية سلبياتها أكثر من ايجابياتها ومصيرها للتكفير الوهابي والثورات العربية المخططة من قبل الغرب وتحديداً من مكتب المخابرات البريطانية لشركة الهند الشرقية مكتب القاهرة والهند .. ثورات أطاحت بالسلطنة العثمانية، والتحرير تحول إلى احتلال وتقسيم وظهور اسرائيل والسعودية والامارات، ونهب النفط وبثمن بخس، هذه الحكاية أو الرواية أو القصة أو سموها ما شئتم سطّرها ووثّقها “جون فيلبي” ضابط المخابرات البريطانية لشركة الهند الشرقية مكتب الهند بمذكراته، والتي نقلها الشهيد الحجازي “ناصر السعيد” إلى كتابه الشهير “تاريخ آل سعود” ومنه نختار لكم ما يدعم كل ما سبق أعلاه، ومن المصادر الموثوقة، حيث أوردَ ناصر السعيد في صفحة 485، 488 ما يلي :-((قام الإنجليز بقذف بعض الأماكن في مكة وحول الكعبة بالقنابل من طائراتهم وأشاعوا أن الأتراك هم الذين فعلوا هكذا ليثيروا الناس على الأتراك.. وقرر الشريف حسين ملك الحجاز إعلان الثورة ضد الأتراك الذين قصفوا مكة، وفي حزيران يونيو 1916م أطلق الرصاصة الأولى من نافذة قصره فألتفَّ حوله عرب الحجاز معلناً قيام الثورة العربية الكبرى، وأذاع منشور الثورة حيث ورد فيه ما يلي: “رمى الأتراك قِبلة المسلمين وكعبة الموحدين بقنبلتين والثالثة في مقام إبراهيم عدا ما وقع منها في بقية المسجد وفي هذا من الاستخفاف والازدراء بالبيت الحرام” )) نص البيان منشور في كتاب ناصر السعيد “تاريخ آل سعود” من الصفحة 485 إلى الصفحة 489 . وللمزيد من فهم هذه الحكاية “المؤامرة” أوردَ ضابط المخابرات البريطانية جون فيلبي في مذكراته والمنشورة في كتاب تاريخ آل سعود لناصر السعيد صفحة 56 ، 57 ، 58 حيث قال جون فيلبي :-((بالرغم من أن لورانس وأنا ننتمي إلى وحدة المخابرات البريطانية فهو يتبع المكتب العربي بالقاهرة وأنا أتبع للمكتب الهندي بالهند، لكن له رأي ولي رأي آخر، فهو “أي لورانس” يرى أن تستمر بريطانيا في دعمها للشريف حسين وعائلته، وانا “أي جون فيلبي” أرى أن نحارب الشريف حسين ونخرجه وعائلته من الحجاز لنسلمها إلى بن سعود عبدالعزيز وعائلته، ودعمت رأيي بما يلي : 1- النفوذ التركي أصبح باطلاً بعد ضربه بالوحدة العربية والثورة العربية ويجب أن ينقرض معه النفوذ الهاشمي من الأراضي المقدسة حتى لا يستخدم الشريف حسين سلاح الاسلام ضد الانجليز كما تم استخدامه ضد الاتراك . 2- الشريف حسين صاحب أخلاق ولن يقبل بجعل فلسطين لليهود، أما بن سعود فسيتعامل مع بريطانيا حسبما تطلبه مصلحة بريطانيا، لكونه لم يكن له كيان أو صِفة قبل بريطانيا وبدونها، وهو على استعداد بمنح فلسطين لليهود بل هو يفتخر ووالده عبدالرحمن بكون اليهود أولاد عمهم، أما حسين بن علي فهو ثابت قبلنا في منصبه وكلما كبر منصبه سيشعر بأنه أكبر منا. .. ويضيف جون فيلبي.. فوافق بعض رجال المخابرات على ما ذكرته، والبعض الآخر وقف مع رأي لورانس، ومع الاحداث اللاحقة استسلم جميع ضباط وحدة المخابرات البريطانية لآرائي والتي إنتهت بنفي الشريف حسين إلى قبرص ))..إنتهى الاقتباس من مذكرات جون فيلبي والمنشورة في كتاب تاريخ آل سعود . ولاكتمال المشهد والصورة لفصول مؤامرة القرن العشرين نذكر بعضها وبالتاريخ الموثّق :- 1- 1897م المؤتمر الصهيوني المنعقد في بازل سويسرا يقر فلسطين وطن قومي لليهود . 2- 1900م السلطان العثماني عبدالحميد يرفض إعطاء فلسطين لليهود . 3- في يونيو 1913م فرنسا تستضيف أعمال المؤتمر العربي للقوميين العرب لمناقشة حقوق العرب في الامبراطورية العثمانية، وطرح العرب شرطاً للتعاون مع الانجليز وهو اعتراف بريطانيا باستقلال الوطن العربي والذي يمتد حدوده من مرسين وأظنة وأورفا وماردين في الشمال -حاليا محتلة من تركيا- ولا يستثنى من البلدان العربية سوى عدن في الجنوب، واعترفوا بشريف مكة زعيماً للقوميين العرب .(المصدر كتاب تاريخ العربية السعودية لفاسيلييف صفحة 286 ، 287 – دار التقدم موسكو) 4- في يناير 1915م بدأ ضابط المخابرات البريطاني “ستورس” سكرتير الشؤون الشرقية والمندوب السامي البريطاني في مصر، والضابط “كلايتون” مدير المخابرات العسكرية البريطانية بالقاهرة بوضع خطة انتفاضة العرب إلى جانب دول الوفاق . (تاريخ العربية السعودية لفاسيلييف صفحة 287) . 5- في 1915م الشريف حسين وهنري مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر يوقعون اتفاقية وبموجبها يدخل العرب الحرب مع دول الوفاق ضد السلطنة العثمانية مقابل تشكيل دولة عربية مستقلة حدودها شرقاً الخليج العربي وغرباً البحر الأحمر والحدود المصرية والبحر الأبيض المتوسط، شمالاً حلب والموصل إلى نهر الفرات ودجلة بإستثناء عدن والبصرة . (تاريخ آل سعود صفحة 484 و 485 ) . 6- في مايو 1916م الاستعمار الغربي دول الوفاق يوقعون اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الشام والاحتلال . – في 2 يونيو 1916م الطائرات البريطانية تقصف مكة والحرم المكي واشاعوا بأن الأتراك هم الفاعلون لإثارة الناس على الأتراك . 8- في 5 يونيو 1916م ملك الحجاز شريف مكة الشريف حسين يُحمّل الأتراك المسئولية ويعلن الثورة العربية الكبرى لطرد الأتراك . 9- في 2 نوفمبر 1917م بريطانيا تصدر وعد بلفور فلسطين وطن قومي لليهود . 10- في أبريل 1918م بريطانيا تحتل القدس والبصرة . 11- في 1920م فرنسا تحتل سوريا ولبنان . 12- في 1921م ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وبإجتماع بالقاهرة ينصب فيصل بن الحسين ملكاً على العراق، وينصب عبدالله بن الحسين أميراً على إمارة شرق الأردن “بادية الشام” . 13- مؤتمر العقير 1922م عبدالعزيز بن سعود يصدر الوثيقة الشهيرة وبخطه وختمه لا مانع من إعطاء فلسطين لليهود المساكين. 14- مؤتمر العقير 1922م الضابط البريطاني برسي كوكس وبالقلم الأحمر يحدد حدود مملكة بني سعود، وقبل ذلك بريطانيا والأتراك في عام 1905م يقسمون اليمن إلى شطرين جنوبي وشمالي، ولاحقاً 1955م بريطانيا تؤسس اتحاد الجنوب العربي من 22 سلطنة ومشيخة وعدن محمية، وفي 1959م يعلن عن قيام اتحاد الجنوب العربي، والمناظل التقدمي عبدالله باذيب يسقط ذلك بواحدية الوطن اليمن شمالاً وجنوباً، وفي مؤتمر العقير تم منح حق التنقيب واستثمار النفط في الخليج لشركة أمريكية برأس مال يهودي تَظهر لاحقاً بإسم أرامكو، وحق تنقيب واستثمار نفط العراق وعربستان لشركة بريطانية . (المرجع تاريخ آل سعود لناصر السعيد) . 15- في 1932م يُعلن عن قيام الكيان السعودي “المملكة العربية السعودية” وجيش الاخوان المسلمين يرفض نظام الملوك الفاسد والجيش البريطاني يسحقه عن بكرة أبيه، ليظهر بنسخة إخوان القاهرة 1928م ببنطال وكرافته والاستفادة من الحضارة الغربية والشيوعية أخطر من الاستعمار، كما قال المؤسس الامام حسن البنا . 16- في 29 مايو 1947م الامم المتحدة تصدر قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية على مساحة 56% وفلسطينية بمساحة 44% . 17- في 15 مايو 1948م يعلن عن قيام اسرائيل الصغرى، واسرائيل الكبرى ستظهر للوجود في 2024م، كما صرح بذلك كلاً من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، افيغدور ليبرمان وزير الخارجية سابقا وحالياً وزير الدفاع وبمقابلات تلفزيونية مع فضائية BBC البريطانية الناطقة بالانجليزية . وبريطانيا العظمى تقصف مكة والكعبة رمز وحدة المسلمين والمتهم والمدان تركيا المسلمة للثورة عليها، والأهم من ذلك نزع سلاح وحدة المسلمين الفتاك، سلاح الجهاد ضد المجرم والغازي والمحتل الجديد الاستعمار الغربي واليهودي الصهيوني، وتوجيه هذا السلاح نحو المسلم السني التركي ولاحقاً ضد المسلم العربي في نجد أمير إمارة شمر وحائل المقاوم للإنجليز وبني سعود الشهيد “سعود بن صالح” الذي قتله الانجليز وبن سعود وجيشه التكفيري الوهابي، وسعود بن صالح هو عربي مسلم سُني من أتباع المذهب الحنبلي . والقاعدة الرئيسية هي: من يقبل بالمشاريع الاستعمارية الغربية واسرائيل فهو معتدل ومسلم، ومن يرفض فهو كافر وعلماني ورافضي ومجوسي وليبرالي حتى لو كان مسلم سُني مثل الزعيم جمال عبدالناصر.. أو مسلم سُني حنبلي مثل أمير العينية الشهيد “عثمان بن معمر” الذي قتله محمد بن عبدالوهاب وهو يصلي في المسجد يوم الجمعة، وتلك هي أول جريمة لقتل المسلم في بيت الله بالإسلام السعودي الوهابي التكفيري، ((يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب إن عثمان بن معمر كافر ومشرك)) (المرجع كتاب تاريخ نجد لبن غنام) . وهكذا يتضح لنا بأن :- 1- قتل المسلمين بالمساجد وبالإسلام التكفيري الوهابي السعودي . 2- الثورات العربية المدعومة من الغرب الاستعماري بل المخطط لها من سفارات الغرب الاستعماري . 3- قصف الكعبة ومكة من الاستعمار والصاقها بمن يرفض المشاريع الاستعمارية الصهيونية . كل ذلك نهايتها المطلقة والحتمية هي تقسيم الوطن العربي واحتلاله مباشرة أو غير مباشرة بالحكام الخونة والعملاء، ونهب خيراته وثرواته وتعميق الفتن المناطقية والطائفية، نهايتها ظهور اسرائيل الكبرى وما بعد الكبرى . وشهيد المحراب السوري الكردي العلامة “محمد سعيد رمضان البوطي” يقول بالوحدة الاسلامية الجاذبة لوحدة المسلمين جميعاً هي ستهزم الاعداء بالخارج والداخل معاً، ورمزية استمرار الوحدة الاسلامية هي الكعبة المشرفة التي تجمع كل المسلمين من كافة أنحاء العالم وبمختلف اللغات والالوان مرة كل عام في موسم الحج الأكبر، هذه الوحدة الاسلامية تقتل اليهود وتهدد بزوال كيانهم، ولذلك قال أحد القادة الصهاينة يجب إلقاء قنبلة نووية على الكعبة ومحوها من الوجود لتدمير رمز وحدة المسلمين .وزعيم داعش أبوبكر البغدادي قال بأنه يجب تحطيم الكعبة لأنها حجارة وشرك تعبد من دون الله بالتوحيد الخالص النقي للإسلام الوهابي التكفيري .. وبالمثل زيارة القبور شرك وتحطيم أضرحة القبور واجب للتكفير الوهابي، وضريح الرسول صلوات الله وسلامه عليه كاد اليهود أن يخرجوا رفاته بحفر الانفاق، ونور الدين الزنكي يكتشف ذلك ويقتل اثنين من اليهود، ويصب معدن الرصاص حول الضريح، وعبدالعزيز بن سعود يكرر المحاولة في عام 1926م والمسلمين عرباً وعجماً يمنعون ذلك . إذن حلف اليهود والنصارى بريطانيا ثم أمريكا والتكفير الوهابي هو من يستهدف الكعبة وضريح الرسول محمد صل الله عليه وسلم، والهدف أصبح واضح، والصاروخ اليمني الأصيل بركان واحد ومن حيث لا يدرون كشف نوايا حلف الشيطان والصهاينة والامريكان بإفشال فصل من فصول مؤامرة القرن الواحد والعشرين بهدم الكعبة وإلصاق التهمة بشيعة آل البيت الكرام وشعب الأنصار الأوس والخزرج اليمن، وإيران الجمهورية الإسلامية لاحقاً إلى تدمير مصر والجزائر، وتدمير كل من يقف بوجه ظهور إسرائيل الكبرى 2024م، المحطة الأخيرة لمؤامرة القرن . والجدير ذكره هنا وتاريخياً بأنه يتم تمرير المشاريع الإستعمارية في الوطن العربي بعد احتلال مصر أولاً ، ومنها يتم الانطلاق للغزو والاحتلال والتقسيم كالتالي :- 1- في عام 1516م تمكن الأتراك من هزيمة قانصوة الغوري في معركة مرج دابق، واحتلت تركيا العثمانية مصر ومنها انطلقت لاحتلال الوطن العربي بالكامل، ومصر محمد علي باشا تسترد مصر المحروسة بمشروع الحداثة والحضارة، سرعان ما تستنزف مصر في نجد للقضاء على التكفير الوهابي إمارة الدرعية 1745م – 1818م ليستثمر ذلك الاستعمار البريطاني وتنهار مصر المحروسة محمد علي باشا في 1840م . 2- في 1882م بريطانيا تحتل مصر ومنها تنطلق لاحتلال الوطن العربي مع فرنسا وايطاليا واسبانيا والاحتلال الصهيوني لفلسطين . 3- في مارس 1979م مصر تعترف بإسرائيل باتفاقية كامب ديفيد، والوطن العربي للوهن والضعف، وقطر والإخوان تفرض الوصاية الاخوانية على مصر بعد الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، والسعودية تفرض الوصاية على مصر بعد خلع الاخوان، ومصر اليوم تحاول الخروج من وصاية بني سعود، وتظل كامب ديفيد هي المفتاح والقيد لمصر العروبة والاسلام . وصواريخ أحفاد الأوس والخزرج ما ظهر منها وما خفي، هي مفتاح تحرير الأمة العربية والاسلامية من بني سعود واسيادهم .. وكما كشف البركان واحد نوايا الاستعمار واليهود بهدم الكعبة فإن البركان اثنين و ثلاثة سيُشيعون نعش بني سعود لمثواهم الأخير .. وقادر يا كريم
*جميل انعم