تصعيد العدوان في الحديدة واللعب بالورقة الإنسانية
لم يعد الأمر متوقفاً عند حد إقرار السعودية واعترافها بجرائمها في اليمن، فليس ثمة ما يضاهي جريمة الصالة الكبرى بصنعاء، ومع ذلك وفي ظل الصمت والتواطؤ الدولي اتجهت السعودية نحو الحديدة مستأنفة جرائم حربها ضد الإنسانية ومحاولة استثمار واستغلال تراكمات ما يقارب العامين من قتلها وحصارها وتجويعها لشعب بأكمله دون النظر إلى انتمائه أو توجهاته.
وكمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته يمضي النظام السعودي دافعاً بأبواقه الدعائية والإعلامية لتهيئة الأرضية على هذا النحو المتبجح والمستفز طمعاً في احتلال الميناء بعد تدميره ومنع وصول السفن إليه بهدف إبقائه تحت التبعية والوصاية.
وهنا الواضح إدراكهم لعبثية غاراتهم وتدميرهم لميناء الحديدة وقدراته التشغيلية بشهادة حلفائهم الغربيين لكن ما لم يدركوه بعد، أن مثل هذه العناوين والشعارات الأولى بها مدينة عدن وما سواها من محافظات قابعة تحت وطأتهم حيث الأوبئة والأمراض بما فيها القاعدة وداعش تفتك بالمواطنين قتلاً وتنكيلاً بدلاً من وضع الخطط لتأجيج الأوضاع في أماكن أخرى.
سيناريو التصعيد في الحديدة وارد، فالتمشيط مستمر، وعداد الجرائم في ارتفاع، والحملة المنظمة لتوظيف الورقة الإنسانية على أشدها مع إيمان قوى العدوان بحتمية الفشل وسط تنامي الوعي لدى الشعب اليمني والحضور في جبهات القتال للثأر والانتقام.
وما من شيء يثير الشفقة غير الحال الذي وصل إليه النظام السعودي في ظل انعدام خياراته وافتقاده لما يتكئ عليه لتبرير وشرعنة عدوانه.
تقرير / إسماعيل المحاقري