أين الراتب ياسفلة !
لا يختلف إثنان على أن الجوع كافر وأن النفس البشرية بطبيعة الحال هي أمارة بالسوء وتظهر هذه الفطرة دون خجل في حال الحاجة الماسة للقمة العيش ولو بنسب متفاوتة من شخص إلى ءاخر في الصبر ومجاهدة الذات وتحمل التقشف ، وقد يصبر المرء منا وتفوق درجة صبره التوقعات لكنه سرعان ماينهار ويكون ضعيفا عندما تكون هذه الحاجة متعلقة بفلذة كبده أو بمن يعول ، وماحملني على هذه المقدمة المجتزأة هو التأكيد على أن للصبر على الجوع حدود مهما كانت النفس البشرية وإن صبرنا كيمنيين لأجل ذواتنا فإن هناك من لا نستطيع إجباره على الصبر أو لا يستطيع هو ذاته الصبر ، فهناك أطفال بدأوا اليوم يموتون جراء نقص التغذية والجفاف الحاد ، ولا جدال أو نقاش بأننا في هذه الأيام صامدن صمودا أسطوريا في وجه قوى العدوان الضالة والمؤامرات الخارجية المختلفة التي تحاك ضدنا وضد يمننا وخصوصا في إقتصادنا الذي وصل به الحال أدنى مستوياته وليس هناك أكثر من أن يفقد الإنسان راتبه لأشهر ويفقد العامل عمله فقد قصفت المصانع والمنشآت العامة والخاصة ومنع الصياد من مزوالة نشاطه وحورب المزارع من ممارسة فلاحة الأرض وأغلقت المطارات والمنافذ البرية والبحرية والجوية وأوقفت معاشات الضمان الإجتماعي وأوقفت عمليات الإستيراد وفوق كل هذا قصف ليل نهار وبمعنى أو بآخر أريد للشعب اليمني أن يموت جوعا حتى يرضخ! إنه وبلا نقاش أسلوب حقير وإسفاف منحط لدول العدوان وبمقدمتها أقطار الخليج باستثناء الشقيقة عمان وهنا يجب أن يتنبه القائمون على مصالح البلد في الداخل من قيادتي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام أنه إذا ما زادت حدة هذه الأزمة الإقتصادية فإن عواقبها ستكون وخيمة على الفرد والمجتمع ولا مجال في هكذا مواضيع للمزايدة والتغني بالوطنية كما يستغل البعض ذلك فقد أصبحنا أمام واقع لا مناص منه وهو البحث عن حلول ناجعة لهذه الأزمة التي بدأت حبالها ” للأسف ” تلتف حول رقاب المواطنين وإذا ما زاد إلتفافها فإنها لن تخنق شريحة ذوي الدخل ” المهدود ” فحسب وإنما ستخنق الكبير والصغير والغني والفقير وهذا مايسعى لتحقيقة العدوان السعودي الذي لم تجد معه أساليب المواجهة ” رجل لرجل ” ووجها لوجه وفشل في الميدان فلجأ إلى ممارسة الحرب القذرة على حساب قوت الناس داخل الوطن الذي نفخر ونفاخر بالإنتماء إليه ، وكم هي سذاجة القلة عندما صدق أن الدنبوع سيصرف رواتب ولم يأبه بالحقيقة التي تؤكد بأن الهدف أبعد من ذلك فأنى لمن لم يستطع الدوام أو البقاء في عدن أن ينقل البنك ؟؟؟ إن الدنبوع أو حكومة فنادق الرياض لا يغدون عن كونهم مجرد علوج وإمعات لتنفيذ أجندة مملكة الحقارة وإذا كانوا فعلا سيصرفون رواتب فلماذا لم يصنعوا ؟؟! ولماذا عرقلوا طباعة أكثر من أربعمائة مليار ريال من العملة المحلية من قبل شركة روسية وسعوا جاهدين لوقف ذلك ؟؟! ولماذا منعوا تصدير خمسة مليون برميل نفط كانت في ميناء الضبة النفطي وأخذوها لجيوبهم الشخصية ؟؟! ولماذا منعوا توريد عائدات السفارات اليمنية وأغلقوا الطريق أمام وصول المساعدات المقرة من الخارج للضمان الإجتماعي ولماذا وأدوا موانئنا ومنشآتنا ولماذا قصفوا ” رأس عيسى ” بالحديدة و قصفوا مصانع الإسمنت ومصانع ومنشآت عدة و·· و ·· والخ من الأعمال التي حاولوا بها قتل الشعب اليمني وإركاعه ليس إلا!لكن هيهات لهم ذلك! !! ونقول لهم وأعوانهم : أين الراتب ياسفلة ؟؟ أين الراتب ياقتلة ؟ أين الراتب أيها الدنبوع أنت ونظرائك من ماسحي أحذية أمراء العهر ؟؟!ألم تعد بصرف الراتب من عدن ؟؟؟ ولماذا لم يفهم البعض أن من حرض على قتل بلاده ليس من المستبعد عليه أي إجرام مهما اختلفت طرق القتل والإجرام ؟؟! عموما : وعودة للبداية فالأمر الواقع يفرض على أنصار الله والمؤتمر الشعبي بحث حلول سريعة جادة ومسؤولة بشكل لا يحتمل التأخير وكذا تقديم تنازلات سياسية لأجل الشعب حتى لا تتحقق مطامع وأحلام العدوان ومرتزقته وإستشعارا بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطن ، صحيح أننا سنصبر وسنربط بأحجار على بطوننا لكن للصبر حدود بمعنى : إن كان الواحد منا سيصبر فإن لديه من لا يعرف الصبر أو قد يقتله الصبر · كما أن الدور المناط برجال المال والأعمال في محاربة فلول العدوان وأساليبهم في البلاد مازال سلبيا إلا ماندر ويجب أن يدرك رأس المال الوطني بالداخل أن تجاهلهم لمشاكل البلاد الإقتصادية سيلحق بهم هم ذاتهم أضرارا خطيرة في المستقبل إذا ما جاع العامة ولا سمح الله · أخيرا : الشعب أمام عدوان غاشم ومعتوه يجب حياله ضبط النفس ومعالجة الأزمات أولا بأول وبالذات في الجانب الإقتصادي · ونصيحة لقيادات الدولة بصنعاء بالبحث عن الالية السريعة والناجعة لصرف الرواتب سواءا بالتعاون مع رأس المال المحلي وتنفيذ سياسات تمنع عدم إحتجاز العملة الوطنية أو بإيصال صوت المجتمع إلى الخارج والتفاوض معه لإنقاذ الحياة قبل أن يتوقف النبض كما يسعى لذلك الأعداء · أما المواطن اليمني البسيط فليس أمامه سوى الدعاء · وفي كل الأحوال فإن التعويل كبيرا جدا في نجاح الوصول إلى حكومة إنقاذ خلال اليومين القادمين ومن خلال ذلك الوصول إلى حلول سريعة لتلافي وتلاشي أزمة توفر الراتب وكل الأزمات بإذن الله ستنجلي
بقلم / رفيق علي أحمد الحمودي