النظام السعودي واستخدام مكة
وسط عاصفة الأكاذيب التي تصدرها النظام السعودي للرأي العام الداخلي والخارجي لا تنسى هذه الأخيرة من توظيف قبلة المسلمين في حربها العدوانية وعدوانها غير المشروع على اليمن. ومن الوهلة الأولى للتحضير للعدوان كانت السعودية تفتح عنوانا عريضا لمحاولة تأليب الشارع الإسلامي والعربي بإدعاء أن مكة مستهدفة لكن الأحداث كشفت زيف هذا الإدعاء وأن الخطر الحقيقي على مكة وعلى مقدسات المسلمين وحرماتهم تأتي عدوانها وتحشيدها وارتكابها أفضع الجرائم. ومع كل ذلك الإنكشاف والسخرية التي لم تنطلي على أحد فيما يتعلق باستهداف مكة المكرمة استمرت السعودية في صبغ العدوان بغلاف مذهبي طائفي وصلت روائحه إلى استخدام منبر مكة وفي موسم الحج إلى منبر للدعوة للتفرقة وتبرير جرائم العدوان في صورة تكشف الخطر الحقيقي على مكة وعلى المقدسات الاسلامية والانسانية واليوم وبعد تسعة عشر شهرا على عدوانها وجرائمها ومجازرها بحق الأطفال والنساء ووسط ضجيج المجتمع المدني الدولي واتهامها في التورط وارتكاب جرائم حرب تنصرف السعودية إلى العودة مجددا واستخدام مكة المكرمة . محاولة لا تعدو عن كونها كذبة عريضة لا تنطلي على أحد، وليس بمقدور السعودية بهذه الفقاعة تحويل الرأي العام عن ترقب سقوطها الكبير وفشلها في تحقيق الأهداف العسكرية وانكسار مشروعها الإحتلالي كأداة من أدوات المشروع الأمريكي في المنطقة. استخدام مكة المكرمة المثير للسخرية وصرف الأنظار عن خسائرها الفادحة وانكشاف كذبتها في تعديل الكفة العسكرية لصالح تحالفها لن ينقذ السعودية من سقوطها المدوي عسكريا وسياسيا وإعلاميا وإنسانيا.
✍?️ طالب الحسني