انتفاضة السكاكين | محمود عباس يدعو الفلسطينيين إلى «مقاومة سلمية»
إنه اليوم الخامس عشر. فلسطين تنتفض من جليلها إلى قدسها وضفتها فغزّة. عزاء وحداد في القدس على شباب «انتفاضة السكاكين». أما العدو الإسرائيلي، فمستمر بالمواجهة على طريقته، إذ أمهل ذوي «الفدائيين» في نابلس اثنين وسبعين ساعة لإخلاء منازلهم وهدمها… ثم أكمل طريقه نحو غزّة، حيث بنى جداراً إلكترونياً حول المدينة المحاصرة أصلاً.
كل ذلك يحدث، فيما الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدعو «الفلسطينيين إلى المقاومة الشعبية السلمية والنضال السياسي القانوني».
وفي التفاصيل، أبلغ جيش العدو الصهيوني، فجر اليوم، عائلات الأسرى كرم المصري ويحيى حج حمد وسمير كوسى من نابلس، بإخلاء منازلهم، تمهيداً لهدمهما خلال فترة لا تتعدى الإثنين وسبعين ساعة. وهم الذين يتهمهم العدو بقتل مستوطنين، قرب بلدة بيت فوريك شرق نابلس. وفي اتصال هاتفي مع «الأخبار» أكّد أيمن المصري الناطق باسم عائلة الأسير المصري، أنهم تلقوا مهلة اثنتين وأربعين ساعة لإخلاء منازلهم، «لكننا لن نخلي المنزل، وسنحاول بشتى الطرق والوسائل القانونية من أجل إيقاف قرار الهدم». وأضاف المصري: «أن لا أحد من قبل السلطة الفلسطينية تواصل معنا، فيما أجروا اتصالاً مع محافظ نابلس والعمليات المشتركة، ليبلغوهم بأنهم غير قادرين على توقيف القرار أو الاعتراض عليه».
وفي غزة، قرر جيش العدو، مساء أمس، بناء جدار الكتروني حول القطاع المحاصر، متذرّعاً بالمواجهات التي اندلعت بينه وبين شبان القطاع في الأيام الماضية. وجاء في قرار الجيش أن طول الجدار الذي سيبنيه يبلغ خمسة وستين كيلومتراً، ويرتفع عن الأرض ثلاثة أمتارٍ، مقابل متر ونصف المتر في العمق. أما وظيفته، فهي منع تسلل الفلسطينيين من غزة إلى داخل الأراضي المحتلة.
ويأتي هذا القرار، بعدما نجح شباب القطاع في اجتياز الشريط الذي كان يفصل بين مدينتهم وباقي الأراضي المحتلة، خلال الأيام الماضية.
على صعيدٍ آخر، اندلعت مساء أمس مواجهات على الحدود بين غزة والأراضي المتحلة. وبحسب القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، فإن جيش العدو أجرى تحقيقاً في استشهاد تسعة فلسطينيين غزيين في هذه المواجهات، وخلص إلى أنه كانت هناك إخفاقات لكنها «ليست أخلاقية».
اثنان وثلاثون شهيداً وألف وأربعمئة جريح
ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء بلغ منذ بداية تشرين أول/أكتوبر الجاري اثنين وثلاثين شهيداً، بينهم سبعة أطفال وأم. أما عدد الجرحى، فتشير إحصاءات الوزارة إلى أنها «تتجاوز الـ1300 مصاب، من بينهم حوالى 550 بالرصاص الحي، و600 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب نتيجة الضرب من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين 137 مواطناً، إضافة إلى ستة مواطنين أصيبوا بحروق».
وأشارت الوزارة إلى أن أكثر من 200 طفل أصيبوا منذ بداية تشرين أول/أكتوبر، إضافة إلى أكثر من 40 امرأة.
ووفقاً لبيان وزارة الصحة الفلسطينية، الصادر مساء أمس، فإن حصة القدس والضفة الغربية هي واحد وعشرون شهيداً، بينهم خمسة أطفال، فيما يبلغ عدد شهداء غزة أحد عشر شهيداً، بينهم طفلان وأم.
وأعدمت قوات العدو الصهيوني، مساء أمس، الشاب باسل باسم سدر (20 سنة) من مدينة الخليل، في منطقة باب العامود وسط القدس المحتلة، فيما استشهد، الشاب أحمد أبو شعبان (23 سنة)، برصاص جنود العدو في المحطة المركزية غرب المدينة.
وأصيب أمس في محافظات الضفة الغربية ثمانية مواطنين أدخلوا إلى المستشفيات، بينهم ثلاثة أصيبوا بالرصاص الحي والآخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما سجلت عشرات حالات الاختناق بالغاز السام. كما أصيب ثمانية عشر مواطناً شرق البريج بقطاع غزة.
أما في قدس الشهداء، فقد نصب العدو، أمس، حواجز تفتيش على مداخل الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة، وذلك في إطار سلسلة إجراءات تهدف لوقف العمليات الفلسطينية الفدائية التي استمرت رغم ذلك، فيما حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من «إشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس»، مضيفاً في خطاب مسجل بثه التلفزيون الرسمي وهو الأول له منذ اندلاع الهبة الشعبية «سوف نستمر في كفاحنا الوطني المشروع الذي يرتكز إلى حقنا في الدفاع عن النفس، وعلى المقاومة الشعبية السلمية والنضال السياسي والقانوني».
شمالاً في جليل فلسطين المحتل، نظم خمسون شاباً فلسطينياً تظاهرة على دوار غسان كنفاني في قلب المدينة، رداً على الانتهاكات الإسرائييلة في مناطق فلسطين كافة، قبل أن تأتي قوات العدو المدججة بالسلاح لاعتقالهم جميعاً، وفض التظاهرة.
(الأخبار)