تعز العز

بركان جدة .. العدو السعودي بانتظار الهدف القادم!

 

لعل السؤال الأول الذي تبادر إلى ذهن العدو السعودي بعد إطلاق صاروخ بركان على مطار جدة، هو ماذا سيكون الهدف التالي؟ حتى لو تظاهر العدو بانشغاله في تزييف الحدث وجره إلى منطقة نقاش أخرى، إلا أن هذا السؤال لا يمكن إلا أن يستحوذ على مساحة كبيرة من التفكير، غير أن إجابة هذا السؤال تمتلكها القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية وحدها، ولن يحصل العدو عليها إلا عندما تصبح واقعا متمثلا بالهدف الجديد، ووقتها سيكون السؤال قد تجدد مرة أخرى في ذهن العدو، عن الهدف التالي مجددا !

قد يكون فارق الإمكانات العسكرية المادية تصب في صالح دول العدوان السعودي الأمريكي، لكن العقل الذي يدير المعركة يرجح كفة قوات الجيش واللجان الشعبية، التي باتت تمسك بزمام المبادرة، انطلاقا من تفوقها في الإدارة الزمنية المعركة، حيث وأنه وبينما يفرط العدوان في القصف، إلا أن ذلك القصف بدأ يفقد قيمته العسكرية لاكتسابه طابع العشوائية في الجبهات، بينما يأتي إطلاق الصواريخ وتحديد الأهداف وفق استراتيجية تحقق انتصارات متراكمة، تبدأ بالهدف العسكري المستهدف ولا تنتهي عند القلق المتواصل الذي يصيب العدو بين الصاروخ والآخر.

عملية استهداف مطار عبد العزيز بن سعود في مدينة جدة، أحدث نقلة نوعية في مسار العمليات الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، فعلاوة على أن صاروخ بركان الذي سافر لمئات الكيلومترات قد أسقط منظومات الدفاع الجوي للعدو ولم تتمكن تلك المنظومة من اعتراضه، إلا أن إضافة (جدة) باعتبارها العاصمة الاقتصادية إلى قائمة الأهداف كان هو الحدث الأبرز إلى جانب دقة إصابة الهدف في ذلك المدى البعيد.

أما العدو الذي لا شك ان الضربة قد أحدثت فيه ارتباكا كبيراً، فالعملية لم تأتي في الأسبوع الثاني أو الثالث من عدوانه على اليمن، ولا قبل مزاعمه بتدمير الترسانة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، لكنها جاءت بعد 19 شهرا من العدوان. ذلك الارتباك دفع العدو السعودي إلى مراكمة الفشل عن طريق تراكم الأكاذيب، قبل أن تأتي (الطعنة) من الحليف البريطاني الذي لم يساند الحليف السعودي هذه المرة في مزاعمه.

العدو السعودي عالج ارتباكه بالأكاذيب التي تحولت بعد كشفها إلى أدلة إضافية تؤكد دقة معلومات الجيش واللجان الشعبية المتعلقة بإصابة الهدف (مطار عبدالعزيز بن سعود) وقبل ذلك فيما يتعلق بالموقع المستهدف. فعندما زعم العدو السعودي أن الصاروخ استهدف مكة المكرمة وحشد لتسويق هذه الرؤية معظم الدول المتحالفة معه والجامعة العربية وغيرها بحيث أصبحت حجم (الكذبة) ضخم جدا وبالتالي كان سقوط هذه الكذبة بذات الحجم الذي ضرب مرة أخرى ثقة السعوديين وغيرهم بما يصدر عن ناطق العدوان أحمد عسيري، على غرار ما حدث بمجزرة الصالة الكبرى.

أما الكذبة الثانية التي لم تلبث طويلا، فهي المتعلق بإقدام الإعلام السعودي على نشر مقطع فيدي أدعى فيه أنه لعملية اعتراض الصاروخ على بعد 65 كيلو متر من مكة المكرمة وهي المسافة الفاصلة بينها وبين جدة، فكيف سقطت تلك الأكاذيب؟

لم تهتز ثقة الجيش واللجان الشعبية وكان بيان الناطق الرسمي العميد شرف لقمان صارما: أهدافنا دقيقة بنسبة 100% وبركان لم يستهدف مطار جدة فقط بل أصاب هدفه، والحديث عن استهداف مكة المكرمة مجرد هلوسة!

على الجانب الآخر جاءت الضربة من الحليف البريطاني الذي أصدر بيانا عبر وزارة الخارجية البريطانية يقول ” إن الصاروخ الذي أطلق من قبل الحوثيين قبل أيام من محافظة صعدة كان يستهدف مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة وليس مكة المكرمة كما قالت السعودية”.

تبقت الكذبة الأخرى التي تحولت إلى دليل إضافي لمصداقية ودقة معلومات الجيش واللجان الشعبية، فالمقطع المصوّر الذي بثه إعلام العدو لاعتراض الصاروخ لم يكن سوى مشهد مسروق من عملية تجريبية لمنظومة الدفاع الجوي لكوريا الجنوبية وقد عثر على المقطع في موقع “يوتيوب” بتاريخ يعود إلى شهر يوليو الماضي أي قبل نحو 4 أشهر من عملية بركان جدة.

إذاً، تبددت تلك الأكاذيب وأنتج تضخيمها نتائج عكسية تماماً، والآن بات على العدو أن ينشغل فقط بالسؤال الذي لن يجد إجابته إلا حين تكون غير مجدية، أين ومتى سيضرب الصاروخ اليمني ضربته القادمة؟ لا شك أن العدو لا ينتظر الإجابة، وإنما يتحين دوي انفجاره في الهدف الوارد في قائمة أهداف الجيش واللجان الشعبية.

إبراهيم السراجي