البيت الحرام….والدم الحرام!
بلغ النظام السعودي أقصى درجات الإفلاس ، تعجز معها الأقلام عن تفسير لهذه الحالة، المنطوية على جرائم وأكاذيب متوالية ومتجددة تفوق الخيال. وفي خطوة رخيصة ومبتذلة عمد آل سعود إلى إقحام الأماكن المقدسة في العدوان على اليمن، بغية صرف الأنظار عن الضربات الموجهة التي يتلقاها في جبهة ما وراء الحدود وآخرها العملية النوعية للقوة الصاروخية التي استهدفت مطار المؤسس عبدالعزيز آل سعود في مدينة جدة الساحلية.
بُهت العدوان، وبات يتصرف بنوع من الهذيان الممجوج، وبعد أن نفذت جعبته من المحللين والخبراء (الاستراتيجيين)، وجد ضالته في (العلماء ورجال الدين) الذين انخرطوا بسرعة البرق في الأجندة الجديدة للسياسة الإعلامية لتحالف العدوان السعودي الأمريكي، والتي لم تقتصر على الافتراءات بشأن استهداف مكة المكرمة، لكنها اشتغلت وتشتغل أيضاً على الوتر الطائفي بإقحام إيران وكل الجماعات (الشيعية) في مقابل الإسلام (السني) !!
ويا لها من مفارقة تكشف كيف أن المال السعودي قد صنع أفاقين يتحدثون باسم الدين والمقدسات، متجاهلين على نحو مؤسف ومقزز جرائم آل سعود وأياديهم ملطخة بدماء الأبرياء، وآخرها جريمة القاعة الكبرى التي حركت بقية من الضمير العالمي الإنساني، إلا ضمائر علماء الوهابية وعبدة الريال السعودي من المشايخ المحسوبين على الدين والتدين.
ويا لهم من غيارى يستنكرون استهداف البيت الحرام ثم لا يأبهون للدم الحلال المسفوح ظلماً وعدواناً في اليمن، وبفتاوى علماء الحرمين في مملكة الشر والطغيان.
هكذا يتحول علماء السوء الى مهرجين على مسرح العربية الحدث وأخواتها..وهكذا يراد للحرب على اليمن أن تكون طائفية بامتياز، أو كما قال قائلهم “إن لم تكن طائفية جعلناها طائفية”..
إنها لحسرة تدمي القلب أن نجد شريحة واسعة من العلماء (الربانيين)- هكذا يصفون أنفسهم – وهم في صف الشيطان يذبون عن جرائمه، ويسوغون للمنكرات بحق شعب مسلم نهض مدافعاً عن الأرض والعرض، وصنع ملاحماً بطولية وأسطورية في مواجهة أعتى الأسلحة الحديثة والجيوش المدربة، التي حشد لها آل سعود والأمريكان في حرب أرادوها خاطفة ، فإذا بها تخطف أبصارهم وألبابهم.
الصمود، والصبر الجميل، والتوكل على الله ، والتضحية بالمال وبالرجال، والتكافل بين أبناء اليمن في زمن العسرة، والإحسان للجرحى والأسرى ……إلخ ، كلها عناوين المشهد اليمني في مواجهة العدوان بمختلف صنوفه القبيحة والقميئة..وهـو مشهد إيماني بامتياز، فإذا عمت أبصار آل سعود ومرتزقتهم من علماء السوء عن رؤية هذا المشهد على حقيقته، فلا عجب إن رأوا مكة المكرمة مكان مطار جدة ..وصدق الله القائل ” َفإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور”.
قلم/عـبدالله علي صبري