حصار الموصل يكتمل..الحشد الشعبي يتولى أمر الجبهة الغربية
في الوقت الذي تقود فيه فضائيات الرجعية العربية ومن ورائها التحالف الامريكي ضد “داعش”، حربا نفسية لاهوادة فيها على قوات الحشد الشعبي، عبر “التحذير” من احتمال وقوع “تجاوزات” تستهدف “اهالي الموصل السنة”، فاذا بالاخبار الواصلة من الموصل، تتحدث عن اختفاء الالاف من الشباب الموصلي “السني” على يد “داعش”، التي تتخذ من الاطفال والنساء والشيوخ “السنة” في الموصل دروعا بشرية، بهدف وقف تقدم الجيش والحشد الشعبي والبيشمركه لانقاذ اهالي الموصل.
الاعلام العربي الطائفي الرجعي حاول تبرير احتلال “داعش” للموصل وباقي المحافظات الغربية من العراق على مدى العامين الماضيين، بتبريرات اثبتت الايام كذبها وخبثها، فهذا الاعلام كان يطبل “لتحرير هذه المناطق من ظلم الشيعة”، او ان اهالي هذه المناطق “ارتضوا بداعش لانها افضل من الشيعة”، وان “داعش” مهما كانت سيئة، الا انها لا تظلم “السنة” لان “داعش سنية”، والى اخر تلك التبريرات الطائفية المقززة.
لسنا هنا بصدد اعادة المآسي التي انزلتها “داعش” بـ”سنة” الموصل والمناطق الغربية من العراق خلال العامين الماضيين، فهذه الفظائع مسجلة بالصوت والصورة، ولا حاجة لنا بتكرارها، الا اننا سنتوقف قليلا امام “منجزات” “داعش السنية ” لاهل السنة في الموصل هذه الايام، وهي منجزات مسجلة بالارقام من قبل الامم المتحدة والجهات الدولية الاخرى، وهي ارقام نرجو من اخوتنا سنة العراق ان يتمعنوا بها، وان ينصحوا من سقط، من بينهم، في فخ “داعش” وفخ الاعلام العربي الطائفي الرجعي، الاتعاظ بها.
“داعش السنية”، او “الجماعات السنية الثائرة على حكم الشيعة في العراق”، او “المعارضة المسلحة العراقية” او “الثوار” او “المنتفضين” او ..، كما يحلو للفضائيات الممولة خليجيا اطلاقها على “داعش” والجماعات التكفيرية الاخرى، هذه الجماعات وبشهادة الامم المتحدة تستخدم اليوم عشرات الآلاف من اهالي الموصل “السنة” كدروع بشرية امام تقدم الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركه.
المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني قالت في إفادة صحفية إن مقاتلي “داعش” في العراق أسروا “عشرات الآلاف” من الرجال والنساء والأطفال من مناطق حول الموصل ويستخدمونهم كدروع بشرية في المدينة مع تقدم قوات الحكومة العراقية..
واضافت شامداساني إن “الدواعش” قتلوا ما لا يقل عن 232 شخصا يوم الأربعاء الماضي بذرائع مختلفة ابرزها رفض الانصياع للأوامر، وأن ما يقرب من 8000 أسرة يضم كل منها ستة أفراد تقريبا ( نحو 50 الف شخص ) محتجزة في مناطق منها منطقة الشوره.
وتابعت شامداساني ان استراتيجية “داعش” هي محاولة استغلال وجود رهائن مدنيين لجعل نقاط معينة أو مناطق أو قوات عسكرية بمأمن من العمليات العسكرية واستخدام عشرات الألوف من النساء والرجال والأطفال كدروع بشرية، وان عددا كبيرا منهم اعدموا رميا بالرصاص عندما رفضوا الامتثال للاوامر.
هذه الجرائم البشعة اكدتها ايضا وكالة رويترز للانباء عندما نقلت، عن اهالي منطقة الموصل اتصلت بهم هاتفيا، قولهم عناصر “داعش” المتقهقرين أجبروا النساء والأطفال من القرى النائية على السير معهم متخذين منهم دروعا بشرية وهم ينسحبون إلى المدينة، كما اقتادت “داعش” الصبية الأكبر سنا والرجال في سن القتال، الى مكان مجهول وإن مصيرهم غير معلوم.
هذه بعض “منجزات داعش السنية” بحق اهالي الموصل “السنة”، وما خفي كان اعظم، ولكن رغم ذلك مازالت الالة الاعلامية الطائفية للرجعية العربية، تتباكى ليل نهار على “سنة الموصل” من “تجاوزات وانتهاكات ميليشيا الحشد الشعبي الشيعي” !!.
في مقابل هذه الصورة المقززة من الانحطاط الاخلاقي، والاجرام الذي يتجاوز كل حدود التصور، هناك صورة مشرقة تجسدها قوات الحشد الشعبي، التي اختارت جبهة في غاية الخطورة في معركة الموصل، وهي الجبهة الغربية، وذلك من اجل فرض حصار كامل على “الدواعش” ومنعهم من الهروب من الموصل الى سوريا، ليدفعوا ثمن ما ارتكبوه من جرائم بحق اهالي الموصل والمناطق الغربية من العراق.
من المعروف ان الجيش العراقي وقوات الأمن وقوات البشمركة تتقدم نحو الموصل من الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية، بينما مازالت الجهة الغربية من المدينة مفتوحة على الحدود السورية، فكان لابد من احكام الطوق على عصابات “داعش” ومنعها من الفرار الى سوريا، فما كان من الحشد الشعبي الا ان يتكفل بمهمة اكمال احصار على “داعش” من جهة الغرب، رغم انها مهمة في غاية الخطورة.
المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي أحمد الأسدي اعلن إن التقدم باتجاه مدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة “داعش” على بعد 55 كيلومترا إلى الغرب من الموصل سيبدأ في غضون أيام أو ساعات، وفي حال نجاح الهجوم ستتمكن قوات الحشد الشعبي من قطع أهم وأخطر خط يربط الموصل بالرقة السورية وهو طريق الإمداد الوحيد لـ”داعش”.
رغم ان هذه المهمة التي ستنفذها قوات الحشد الشعبي والتي ستمثل ضربة قاصمة لعصابات “داعش”، وتمنع امريكا استخدام معركة الموصل لاستنزاف العراق، وقد تقدم هذه القوات تضحيات كبيرة من اجل تحقيق هذا الهدف، الا اننا سمعنا خلال الساعات التي تلت تصريحات السيد الاسدي، كلاما من المسؤولين الاتراك والرجعية العربية واذنابهما داخل العراق، يشيب له الولدان، حيث اخذت هذه الجهات تنتقد مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، لماذا؟ ، لان محاصرة الحشد الشعبي لـ”الدواعش” من الغرب سيقطع الطريق من وإلى الموصل، وسيحرم بالتالي “الدواعش” من فرصة الهرب، الأمر الذي سيجعلهم يقاتلون حتى الرمق الاخير، وبسبب ذلك سيتضرر المدنيون داخل المدينة!!.
بعد هذا التبرير المضحك المبكي، تُرى هل يبقى عراقي واحد، يمكن ان يثق بعد اليوم بالحكومة التركية والرجعية العربية، التي ترفع كذبا لواء الدفاع عن سنة الموصل، وهم يخرجون بهذه التبريرات التي تتناقض مع العقل السليم، ضد مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، بهدف انقاذ “الدواعش” من مصيرهم المحتوم على يد العراقيين عربا وكوردا وشيعة وسنة وتركمانا ومسيحيين وايزديين؟.
شفقنا