خفايا الحرب الاقتصادية التي يشنُّها العُـدْوَانُ في فرض الأقاليم
في الحرب الاقتصادية الشاملة التي تُشَنُّ على شعبنا اليمني منذ بداية العُـدْوَان وحتى الآن من خلال عناوين عريضة للعُـدْوَان السافر تحت مسمى الحصار الشامل الذي يمارسه العدو السعوديّ ومرتزقته في الداخل ضد شعب بأكمله بدون أَية اعتباراتٍ أَوْ ضوابطَ أَخْلَاقية أَوْ إنْسَانية.
ومع الصمود الأسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال وإسقاطهم لمشروع العُـدْوَان الأَسَاسي والمتمثل بدخول صنعاء الذي تبعثر في الهواء كأحلام يقظة لا أَكْثَر بدأت تتكشف في الأفق ظلال خطط بديلة وهي خطط اقتصادية في ظاهرها لكنها تصب لصالح المشروع السياسي الذي يعمل العُـدْوَان على تحقيقه بشتى الوسائل ويتمثل هذا المشروع في تكريس الأقاليم كواقع لا فكاك منه.
وقد أَصْبَح ظاهراً للعيان أن قرار نقل البنك المركزي إلى عدن ليس سوى الخطوة الاقتصادية الأوْلى في طريق الألف ميل لفرض الفيدرالية فهذه الخطوة في حال نجحت فإنها تكون قد ضمنت تشكيل إقليمين في الجنوب بالإضَافَة إلى تعامل الحكومة التي ستهيئ لها هذه الخطوة التعامل مع البنك المركزي في مأرب كإقليم مستقل كان قد عمل عليه منذ بداية العُـدْوَان.
طريقُ العُـدْوَان ومرتزقته ليس مكسياً بالورود وبإلقاء نظرة شاملة على الوضع سنجدُ أن العكسَ هو الصحيح فكما تم إفشالُ المُخطّط ميدانياً مثل ما حدث في تعز والشريط الساحلي أَوْ ما سمي بإقليم تهامة كذلك فإن إقليم سبأ ليس سوى حبرا على ورق بالمفهوم الصحيح فالجوف والبيضاء لا تزالان في زخمهما العالي لمقاومة العُـدْوَان السعوديّ الأَمريكي ومرتزقته في الداخل.
مدينة مأرب التي يشتغل مرتزقة الإصْلَاح على تحويلها إلى وكر مغلق لهم بديلٍ عن عمران التي سقطت من أيديهم ذات يوم وعادت إلى أحضان الدولة وكعادتهم في احتكار السلطة والسطو على الثروات العامة فهم يمارسون في مأرب عين ما مارسوه سابقا من نهب لخيرات البلاد والاستبداد بالقرار السياسي وتصفية معارضتهم خلال عقود وعلى مستوى الوطن كاملا وتحت نفس الوصاية السعوديّة لكنها حَالياً تحميهم بقوة السلاح، كما أن أعمالهم أَصْبَحت مكشوفة والشعب بجيشه ولجانه يسعى جاهداً لإعادة مأرب إلى حضن الدولة كما حدث في عمران.
وفي المحافظات الجنوبية الواقعة تحت الاحتلال فهي تبدو في ظل الظروف السائدة أقرب إلى عودة المحميات السلطانية المتناحرة فيما بينها منها عن الأقلمة إلا إذا حدثت مستجدات واستعاد الشرفاء من أبنائها زمام المبادرة لاستعادة السيادة إليها ودحر المحتل الإمَارَاتي ومَن جلبهم معه من جنسيات مختلفة.
المهمُّ أن ما نراه من مُخطّط لمحو الهوية الوطنية ومحاولات زرع هُويات جديدة على أُسُس طائفية ومناطقية غير سليمة يسعى النظام السعوديّ والأَمريكي لفرضه على شعبنا بشتى الوسائل ليس سوى أنموذجٍ لمُخطّط التفكيك الناعم الذي تضمنه مشروع الأقلمة في الحوار الوطني والذي سيحول اليمن إلى كنتونات متصارعة ولاؤها يمتد خارجيا وينكفئ في الداخل بحدود مصلحة المرتزقة الذين تم زرعهم في الإقليم.
المعركة لا تزال مستمرة وكما استطاع شعبنا إسقاط الأقلمة في جبهات القتال بصموده تتعدد وسائل وخيارات الخطط البديلة لفرض الأقلمة بطرق ملتوية والدعوة التي وجهها السيد قائد الثورة لرفد الاقتصاد الوطني من خلال الدعم والتبرع تعتبر إحدى الوسائل المهمة لمواجهة تلك المؤامرة التي لا شك أنها ستسقط من خلال وعي الشعب اليمني والتفافه حول القيادة وصموده وتضامنه وصبره وجهاده.
بقلم/عبدالكريم الشهاري