معركة الموصل بين الانتصار العراقي وأهداف التحالف الأمريكي
تتواصل عمليات تحرير الموصل التي انطلقت قبل أيام وأسفرت عن تطهير مساحات شاسعة من المناطق المحيطة بهذه المدينة حتى الآن بانتظار تطهير مركزها وباقي ضواحيها خلال الأيام القليلة القادمة..
بدورها بدأت القيادات التكفيرية وما تبقى من عناصرها تعمل على الخروج من العراق باتجاه سوريا حيث اتجه التكفيريون إلى تنفيذ عمليات تفجيرية في مدن عراقية أخرى من بينها كركوك القريبة من الموصل وقضاء الرطبة التابع لمحافظة الأنبار غربي البلاد بهدف تخفيف الضغط عن مجاميعها المتواجدة في الموصل من جانب، وتشتيت جهود القوات المشاركة في عمليات تحرير هذه المدينة من جانب آخر.
أمريكا والدول الحليفة التي رفعت شعار محاربة مسمى “الإرهاب”، وزعمت بأنها ستشارك في تقديم الدعم الجوي والمدفعي والمشورة العسكرية ضد الجماعات التكفيرية في العراق ، واتضح للجميع وخاصة العراقيين أن مشاركة أمريكا وتحالفها الغربي بدلاً من ان يقدم المساعدة في تحرير المدن من تكفيري “داعش” قام بمساعدة المجاميع التكفيرية للهروب من هذه المدن ويسعى التحالف الأمريكي الغربي إلى القيام بتهريب قيادات “داعش” من الموصل باتجاه الأراضي السورية.
ثمة أهداف أخرى يسعى التحالف الأمريكي الغربي إلى تحقيقها من خلال توظيف جماعات “داعش” بالتزامن مع عمليات تحرير الموصل وهي محاولة بث الفرقة الطائفية بين العراقيين من خلال الإيحاء بأن القتال الدائر الآن هو بين السنّة والشيعة باعتبار أن غالبية سكّان الموصل هم من السنّة فيما يشكل الشيعة غالبية الحشد الشعبي الذي يساند الجيش العراقي والقوات الأمنية في هذه العمليات رغم وجود الكثير من أبناء السنّة في صفوف الحشد، وكذلك أتباع الطوائف والديانات الأخرى ومن بينهم المسيحيون.
من جهة أخرى سيعمل التحالف الأمريكي من خلال تواجده العسكري والمخابراتي على تسهيل تنفيذ عمليات تفجيرية في عدد من مدن العراق للإيحاء بأن القوات العراقية عاجزة عن توفير الأمن في هذه المدن، وأن هزيمته في الموصل سوف لن تؤثر على قدراته في تنفيذ المزيد من هذه العمليات.
ويعتقد الكثير من المراقبين بأن من المحتمل أن تقوم مجاميع “داعش” التكفيرية بتفجير وتدمير أكبر قدر ممكن من البنى التحتية في مدينة الموصل قبل الهروب منها في مسعى إلى تحويل الموصل إلى أرض محروقة لخلق متاعب كثيرة أمام الشعب العراقي لاسيّما سكّان المدينة.
ويذهب الكثير من المراقبين إلى أن التحالف الأمريكي سيعمل على بقاء مجاميع تكفيرية “داعشية” في العراق لأسباب منها السعي لتنفيذ المزيد من العمليات التفجيرية والتخريبية والفتنوية ضد الشعب العراقي وبناه التحتية في حين سيعمل التحالف الأمريكي أيضاً على توظيف واستخدام الكثير من التكفيريين الذين سيعملون على تدبير عودتهم إلى بلدانهم الأصلية من جهة أخرى.
وفي النتيجة ليس هناك أدنى شك بأن نجاح العراقيين في هزيمة “داعش” سيمثل في الوقت نفسه هزيمة كبيرة للمشروع الأمريكي الرامي إلى تفتيت المنطقة والاستحواذ على مقدراتها ونهب ثرواتها خدمة لمصالح الغرب وحليفه الكيان الإسرائيلي الذي يسعى دوماً لاقتناص الفرص لتمزيق وحدة المسلمين والرقص على جراحاتهم سواء في العراق أو فلسطين أو سوريا أو أي بلد آخر في العالم الإسلامي.
تقرير/ محمد فايع