“اليونيسكو” تعري “إسرائيل”.. زيف الرواية واصطناع الذاكرة
أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم(اليونسكو) في قرار لها بعدم وجود أية علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد الأقصى وخاصة “حائط البراق”، وأشارت “اليونسكو” الى ان “المسجد هو مكان خاص بالمسلمين فقط”، وذلك بعد التصويت على مشروع تقدمت به دول عربية عدة هي: الجزائر، مصر، لبنان، المغرب، عُمان، قطر والسودان.
والقرار طالب العدو الاسرائيلي بالعودة الى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى سبتمبر/أيلول من العام 2000 حينما كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد، هذا القرار ينفي كل المزاعم التي طالما حاول الصهاينة التسويق لها ليقولوا للعالم إن لهم حقوقا في فلسطين والقدس والأقصى وباقي المقدسات في فلسطين، وبالأخص “حائط المبكى” كما يسمى لدى الصهاينة الذي له قيمة دينية خاصة لديهم.
الحق الفلسطيني الثابت.. والعدوان الصهيوني
ولكن كيف يمكن تقييم وفهم أهمية مثل هذا القرار الصادر عن “اليونيسكو” في نسف كل الادعاءات والمزاعم الاسرائيلية؟ وكيف يجب الاستفادة منه لإظهار الحقيقة الراسخة والاكيدة والثابتة بأحقية الشعب الفلسطيني على المقدسات في فلسطين وفي طليعتها المسجد الأقصى وتاليا تأكيد أحقية القضية الفلسطينية أمام شعوب العالم بمقابل كل الاعتداءات الاسرائيلية؟
وأي أثر سيكون لمثل هذه القرارات في ظل هذا الركون العربي أمام السياسات الاسرائيلية المدعومة اميركيا وغربيا؟ وأين كل الدول العربية والاسلامية من هذا القرار ولماذا غابت عن مواكبته باستثناء بعض الاشارات الاعلامية او السياسية الخجولة؟ وماذا لو كان هذا القرار قد صدر بشكل معاكس أي أنه أعطى الحق لليهود بالمسجد الأقصى؟ وكيف كان الصهاينة سيتصرفون وقتها وبأي طريقة سيستثمرونه؟
حول كل ذلك أشار مسؤول “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” في لبنان مروان عبد العال إلى ان “قرار اليونيسكو هذا يعتبر بمثابة انتصار في معركة الحق في الرواية كما أسماها يوما المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد”، ولفت الى ان “تزييف التاريخ وطمسه هو جزء من استراتيجية الكيان الصهيوني والقائم على مبدأ اختلاق شرعية دينية خرافية لتأكيد حقائق تاريخية وسياسية كونه كيان مزعوم”، واضاف ان “الحفريات والتنقيب الجاري حول الاقصى حتى يومنا عجزت كلها عن إيجاد أدلة عكس الحقيقة التاريخية التي تؤكد عمق ورسوخ الحق الفلسطيني والعربي والاسلامي”.
الانتفاضة.. رسالة قوية للعالم
وقال عبد العال في حديث لموقع “قناة المنار” الالكتروني “لعل توقيت هذا القرار يأتي في ظل سياسة صهيونية عنصرية يراودها حلم تحقيق الدولة اليهودية وبتحويل القدس الكبرى الى مركز اليهودية العالمية عبر إقامة الهيكل اليهودي مدعية انه مكان المسجد الأقصى أو في أي جزء من الحرم القدسي أو تحته”، أكد ان “كفاح الشعب الفلسطيني وانتفاضة ابناء وابطال القدس أسهمت في توجيه رسالة رمزية قوية للعالم جسدت عمق الانتماء للمكان وللهوية وللتاريخ وكشفت ان الرواية التوراتية ليست سوى خرافة لن تصمد امام الوقائع العنيدة ولا للتأريخ”.
وعن أهمية القرار، شدد عبد العال على ان “القرار من أهم مؤسسة ثقافية دولية(اليونيسكو) هو صفعة للرواية الصهيونية الزائفة التي استغلت واختلقت ذاكرة اليهودي الضحية لتبرر عدوانها واحتلالها واغتصابها للحقوق العربية”، وتابع “علينا ان نقر ان ما تحقق جاء في زمن التيه الرسمي العربي والفتنة المتحولة وتصويب الدبلوماسية العربية الى أهداف خاطئة عبر ادانة المقاومة وتغييب التناقض الرئيس مع العدو الصهيوني الذي يدنس مقدسات الأمة”.
وأكد عبد العال على “وجوب المواجهة الشاملة مع العدو عبر الصمود والمقاومة بكل أشكالها”، ولفت الى ان “المعركة ليست دبلوماسية فقط وإن كانت الدبلوماسية الصحيحة هي جزء من الاستراتيجية الشاملة”، ودعا “لتحشيد كل الطاقات ومنها المقاومة الدبلوماسية والقانونية في سبيل مقاطعة الكيان الصهيوني لانتهاكه المعايير والقيم الدولية والانسانية”، واعتبر ان “قرار اليونيسكو لن يكون نهاية المعركة بل بدايتها لاننا نعرف كم من القرارات الأممية الصادرة عن مجلس الامن والامم المتحدة، وتضرب بها عرض الحائط”، وتابع “لذلك فالمواجهة الشاملة تكون بحشد القوى لاثبات ان شرعية هذا الكيان المزعوم تناقض اساسا مع المجتمع الدولي والقوانين والشرائع والقرارات الأممية”.
قرار “اليونيسكو” فضح دعوات التطبيع والتنازل
وفيما رأى عبد العال ان “قرار اليونيسكو يفضح المواقف الذيلية العربية التي تدعو للتطبيع مع العدو وتسعى للمساومة والتنازل وتضغط لعقد اتفاقات وعلاقات معه”، أكد انه “خطوة معنوية للتمسك بشرعية مقاومة الاحتلال والتشبث بحقوقنا التاريخية”، وشدد على “وجوب عدم الاكتفاء بما تحقق بل تحصين ذلك من أي هجوم مضاد تمارسه السياسة الاعلامية الصهيونية عبر تحويل الصراع بين الاحتلال الغاصب والشعب الفلسطيني الى صراع ديني واتهام من صوت على هذا القرار أنه يغذي هذا الصراع في محاولة لابتزاز الدول التي مارست حقها بشكل حر في دعم الحقيقة التاريخية”.
ونبه عبد العال من ان “يشكل العجز العربي اختراقا في جدار قرار اليونسكو عبر الاستجابة للضغوط”، وشدد على ان “هذا سيكون بمثابة طعنة في الظهر”، وأكد ان “كل تهاون بهذه القضية هو تخلي عن القدس ودعم معنوي غير مباشر للعصابات العنصرية والسياسات الاستيطانية العدوانية في تقسيم المسجد الاقصى”.
قرار قانوني ثقافي دولي يؤكد المؤكد بالحق العربي الفلسطيني على المقدسات في فلسطين ويثبت العدوان الصهيوني المستمر على هذه الارض وعلى مقدساتها وشعبها، فما حصل يبين ما أثبتته الوقائع التاريخية بضرروة المواجهة مع هذا العدو للحصول على الحقوق بكل السبل والوسائل وفي طليعتها المقاومة المسلحة، عبر العمليات البطولية المتنوعة كتلك التي نفذها قبل أيام الشهيد المجاهد مصباح أبو صبيح في قلب القدس المحتلة، وبما لهذه العمليات من دلالات مهمة على أمن ووجود الكيان الغاصب.
المصدر: موقع المنار/ذوالفقار ضاهر
إشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅