اليسار الأمريكي والقومية الصهيونية
بقلم / وليد العبسي
قوى اليسار ظلت لعقود تتشدق بشعارات القومية والتحررية وعدائها للامبريالية الصهيونية وكيانها الإسرائيلي ومشاريعها الملكية والإماراتية الرجعية في المنطقة واصفة بأنها العدو التاريخي و الرئيسي !
وعلى هذا الأساس ظللنا لسنوات نعتقد مصداقية وحقيقة هذه الشعارات وننتظر تحرك وانطلاق هذه الأحزاب في هذا الاتجاه ولو بموقف واحد يترجم ويوضح حسن نية هذه القوى ومصداقيتها في رفض ومناهضة ومقاومة المشاريع الامبريالية الصهيونية ووكلائها في المنطقة ولو بالكلمة !
وكلما حاولت الطاقات الشبابية في تشكيل ضغط على قيادة هذه القوى ودفعها للتحرك في هكذا اتجاه ؟
سرعان ما يتم السيطرة عليها واحتوائها وتخوين من يستعصي عليها تحت مبررات واهية ومشاريع خاوية تحمل عناوين خادعة كالإصلاح السياسي والديمقراطي والمجتمع المدني والحقوق والحريات .لم يعد لشعارات المقاومة والثورة والتحرر والاستقلال وجود في نظرياتهم ومشاريعهم بل أصبحت تجلب لصاحبها السخرية والسخط والأذى في أوساطهم ؟!!
ومع انتفاضة ما يسمى الربيع العربي سقطت الأقنعة التي كانت تلبسها هذه القوى وكشفت عن وجهها الحقيقي بأنها ضمن أدوات وتنظيمات استخباراتية صنعها الاستعمار نفسه مثلها كبقية التنظيمات الاخوانية والليبرالية تدور في فلك سياساته ومشاريعه الامبريالية الصهيونية مهمتها رفع شعارات خادعة براقة واستقطاب طاقات الشباب وحماس الجماهير واحتوائها والسيطرة عليها وقيادتها نحو عملية تدوير وتداول سلطة وكلاء الاستعمار المحليين الذي يعزز المشاريع الأمريكية الصهيونية .و مكنتها الرأسمالية الاحتكارية من نهب ثروات الشعب وتثبيت السوق المحلية الاستهلاكية إلى الأبد .وتحت عناوين براقة ومسميات خادعة كالديمقراطية والسلام والمدنية والقبول بالآخر تعمل على ترسيخ قيم الاستسلام للعدو المحتل والتبعية والذل والهوان وتسويق ثقافة استهلاكية لكل منتجات ومشاريع الصهيوامريكية .
وكل ما يؤدي إلى فقدان الشعب لهويته الإنسانية والوطنية وإرثه التاريخي والحضاري ومعتقداته الدينية الحقيقة وكل ما يحرضه على الجهاد والنضال والثورة وانتزاع حريته واستقلاله وحقه في الحياة الكريمة وسيادته في أرضه ووطنه .
هذه القوى وبعد إن كانت محل أمل وتطلع الجماهير في قيادته نحو التحرر والاستقلال تحولت إلى كابوس ومشاريع إحباط وهزائم وتأمر !!
هذه هي قوى اليسار وهذه حقيقتها وهذا هو دورها فبالرغم من عدم خنوع الشعب اليمني ورفضه لكل مشاريع وأشكال الاستعمار الأمريكي الصهيوني ووكلائه المحلين وتحركه الثوري المستمر وإصراره على التحرر وانتزاع الاستقلال وجدنا هذه القوى المسماة أحزاب يمينية ويسارية تقف بموقعها الطبيعي والحقيقي كأدوات أمريكية ووكالات استعمارية ضد أرادة الشعب وبمواجهة مباشرة مع ثورته مسخرة كل جهودها وإمكانياتها في ضربها وإفشالها والقضاء عليها وبما أن إرادة الله تسند وتؤيد إرادة الشعب صاحب الحق فقضاء الله وحتمية التاريخ الانتصار ، انتصرت ثورة الشعب في 21 سبتمبر 2014 م .. .انتهت الهيمنة والوصاية الأمريكية . و لم يعد لأمريكا ومشاريعها الاستعمارية المختلفة ووكلائها أي أمل في البقاء في اليمن فلم تجد أمريكا وسيلة لتحرك بوارجها وطائرتها وكل قوتها العسكرية ضد الشعب اليمني وثورته إلا أسرة بني سعود وأخواتها العربانية لعلها تستطيع باسم ما يسمى تحالفهم العربي الزائف ضرب الثورة اليمنية وإعادة الشعب اليمني إلى حظيرة الهيمنة والوصاية الأمريكية !
خدعة وزيف اليسارية والقومية انكشفت سوءتها ولم تستطيع مواراتها فهي لم تكن إلا يسار أمريكي وقومي صهيوني تتحرك أينما تحركت وتدور كلما دارت أمريكا ذهبت نحو رفع الشعرات الطائفية والمناطقية رامية خلفها كل شعارات الاشتراكية الثورية و القومية و الوطنية التحررية متحالفة مع التنظيم الاخواني الصهيوني مندمجة حد التماهي مع مجاميع الفكر الوهابي ( القاعدة و داعش )
تستلهم مشاريع المقاومة والتحرر من قصور الممالك والإمارات والمشيخات الإسرائيلية ومنتجعات تركيا العثمانية ! تسترشد بقومية بني نهيان الصهيونية واشتراكية بن سلمان الأمريكية !!!!
شيء مؤلم وصادم فعلا ولكنه خير ونافع بنفس الوقت فيكفينا أنا عرفنا و اكتشفنا حقيقة هذه الأحزاب بمختلف مسمياتها بانتا تنظيمات استخباراتية صنعها الاستعمار الحديث لتعمل معه كأدوات محلية تشكل بمجموعها منظومة سياسية متكاملة ومكنها من السيطرة على جميع جوانب حياتنا الاقتصادية والسياسية والدينية والعلمية والثقافية وتسخرها لما يمكن المستعمر الأمريكي من السيطرة الكلية علينا كشعب وأرض وثروات ومقدرات
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅