عن الوقف الفوري لإطلاق النار لا تخدعوا العالم بدعوات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب!
بقلم / عادل الأصبحي
بالأمس تفاجئنا بدعوة وزارء الدول الأربع الضليعة في العدوان على اليمن (أمريكا، بريطانيا، السعودية، الإمارات) لوقف فوري لإطلاق النار، بعد اجتماعهم مع ولد الشيخ في لندن.
هذه الدول العظمى والمبعوث الأممي، – ولأجل أموال النفط وعيون أمراء الخليج – مازالوا مستهترين ومضللين الرأي العام، ومستخفين بالدول العظمى الأخرى. يمارسون مجازر من نوع آخر عبر تضليل الرأي العام والاستخفاف بنظرائهم من الدول ذات الثقل الدولي والسياسي العالمي..
ومع القرار المبطن، بعودة الطرفين للمفاوضات، احدهما (حكومة الفار هادي) ما هي إلا محاولة تصوير للعالم أن ما يحدث في هذا البلاد من حرب منسية ومن مجازر ترتكب مع اشراقة شمس كل يوم وغروبها، على أنه صراع يمني/ يمني محض، وأنهم تواجدوا كدعاة للسلام والصلح وحقن الدماء !!
نقول لكيري وجونسون وأقرانهم من عرب البترودولار، لا تُمعِنوا في إرهاق أنفسكم بالدعوة لإيقاف الحرب. فكيف يأتي ذلك من ذات الأطراف التي أعلنت تدخلها في اليمن وشن عدوان هو الأبشع في التاريخ… وتواطؤ أممي لا نظير له؟!
لكن ما يعنينا كمواطنين يمنيين نقف في خندق صد ومقاومة العدوان والدفاع عن أرضنا وأرواحنا وما تبقى من كيان دولتنا ومؤسساتها، أن الدعوة جاءت من الأطراف المتورطة فعلياً و نستجلي هنا المثل الشعبي “كاد المسيء أن يقول خذوني”.. فلولا تدخل هؤلاء لما حدث ما حدث سواء في اليمن أو ليبيا أو العراق أو سوريا أو فلسطين أو تونس أو مصر، أو …….. القائمة تطول ..
الدعوة جاءت همساً وعلى استحياء أطلقتها دول نحن نتهمها ونعتبر أطرافاً رئيسة في العدوان، كان بإمكان الحليفين الأكبرين، ومبعوث الأمم المتحدة – حال أرادوا وضع حلولا فعلاً – أن يقولوا “كفى” تدميراً وسفكاً وقصفاً.. كفى دعماً للجماعات الإرهابية، أوقفوا الإبادة الجماعية في اليمن..
كان عليهم أن يفكروا – وإن مجرد تفكير – بتقليل الدعم المالي والغطاء السياسي لجماعات داعش والقاعدة التي تسرح وتمرح تحت عناية التحالف وحكومة “اللاشرعية” على طول المناطق التي أعلنت زوراً انها “محررة”.
اليمن بحاجة لوقف الإبادة الجماعية التي تمارسها آلة القتل الوحشية السعودية وأحلاف شرها، بحق الآلاف من الأبرياء في الأسواق والمنازل والمناسبات والأعراس وصالات العزاء وآخرها مجزرة القاعة الكبرى، وليس فقط مجرد دعوات تهدف إلى تهدئة حدودية حفاظاً على السعودية وامعاناً في تمكين داعش في الداخل..
ومن الثابت أن الاجتماع كان مجرد محاولة هي الأكثر جدية من قبل الأمريكان والبريطانيين والأمم المتحدة لإنقاذ السعودية وانتشالها من الوحل التي أدخلت نفسها فيه بغباء سلطان المراهقين والعابثين بأموال المسلمين..
لا تطلبوا من عبد ربه إذا أردتم وقفاً فعلياً لإطلاق النار، ووقف المجازر وحرب الإبادة، نحن نعرف من هو عبد ربه وما دوره، هو فقط لا يعدو عن كونه محللاً لايفقه شيئاً، لا سياسياً ولا عسكرياً ولا دولياً ولا محلياً.. ولاتوجد حتى لديه أي حاضنة أسرية ومجتمعية في اليمن.. فقط ساعد الأعداء على نقله ليكون حزيناً استبدل فيه السعادة بالجراح والدماء..
إطلاق النار والطلقات الأولى لم نعرفها في كل عواصم المدن اليمنية إلا بدعم واعتداء مباشر من قبل العدوان السعودي الإماراتي.. وعلى سبيل المثال تعز، التي كانت آمنة لم تدخل الحرب في الشهر الأول من العدوان.. شنت هذه الدولة وأطلقت الطلقة الأولى للحرب والعدوان، وعبدربه لم يكن يعلم بذلك (باعترافاته الموثقة).. استمرت الطائرات لأشهر في عدوانها.
وكما أسلفت.. تعز لم تدخل في أي مواجهات إلا بعد أن بدأت أموال وسلاح دول الخليج تسقط عبر الطائرات إلى منازل العملاء!!
ما ذكرت، على سبيل المثال، لأبين لكم أن من قام بإطلاق النار ودمر الوطن هم حلفاؤكم الخليجيون، مستخدمين طائرات للهدم والمجازر وجماعات إرهابية للتخريب أوساط المدن!!
لا تخدعوا العالم بدعوات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. ولا تستخدموا دماءنا وإبادتنا ثمناً لحروبكم الإقليمية أو ورقة للضغط !!
ما يمثلنا هو مطالبة المجلس السياسي من مجلس الأمن والأمم المتحدة إصدار قرار يلزم السعودية والإمارات وقف العدوان وإبادة الشعب اليمني. ونطالب بإدانة المجزرة الكبرى وسابقاتها (لم تكن الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة) التي يرتكبها الطيران، وكذا المجازر الأخرى التى ارتكبت.. وكل ما هو مخالف لقوانين الحرب، لا أقول قوانين حقوق الإنسان؛ لأنكم لاتعلمون إلا بحقوق الأموال (!!)
صفوا حساباتكم خارج اليمن والوطن العربي.. ونحن سنؤيد الحق، ولن نخذل حليفنا الذي وقف معنا في حين خذلتنا الشعوب العربية والأحزاب التاريخية القومية..
لاتكن دمائا و ابادت الشعب اليمني ثمن لمصالحكم الاقتصادية ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءا بيننا وبينكم)صدق الله العظيم
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅