داعش تطالب بوقف القصف الروسي وإعادة القصف الأمیرکي
فإن واشنطن بدل الترحيب بالجهود الروسية ضد “داعش” والإرهابيين، ادعت أنه إذا لم تركز روسيا أيضًا على الإطاحة بحكومة “الأسد” سيكون مصير جهودها الفشل. وكأن تحالفها بمشاركة الدول الخليجية أطاح بالأسد ونظامه وهذه نقطة مهمه يجب التركيز عليها هنا وهي أن التحالف الأمريكي لمكافحة الإرهاب في سوريا قد باء بالفشل تماما.
فيبدو التحالف الدولي بقيادة واشنطن تجاهل عدد القتلى المدنيين جراء الضربات الجوية على سوريا، خلال العام الماضي، رغم وجود أدلة تؤكد ارتفاع أعداد القتلى المدنيين جراء الغارات الأمريكية. وقامت واشنطن لحظة بدء روسيا ضرباتها على معاقل “داعش” ومخازن أسلحته، تفيد بوقوع قتلى مدنيين.
فأن الولايات المتحدة تعارض الضربات الروسية؛ لأنها فشلت هي في القضاء على الإرهابيين بسبب عدم صدقيتها بضربهم وعلى هذا الأساس لا تريد لروسيا ربح هذه الورقة. فلو قارنا بين القصف الروسي والتحالف الأمريكي نجد أن التحالف قصف المنشآت النفطية، ومخازن الحبوب ومحطة الكهرباء والبنية التحتية ما أدى الى أضرار كبيرة فيها، متسبّبة في نقص الغذاء، وارتفاع الأسعار وتضرر السوريين في جميع أنحاء الشمال السوري، بينما القصف الروسي دمر معاقل “داعش” في المناطق الجبلية بعد تنفيذ 20 ضربة جوية.
وطيلة عمليات التحالف الأمريكي في سوريا لم نسمع ولو لمرة واحدة بأن “داعش” ألغى صلاة الجمعة في الرقة ولكن من خلل العمليات الروسية قام داعش بإلغاء كافة التجمعات منها صلاة الجمعة في القرى والمدن المسيطر عليها وهذا ما يدل على أن نوايا موسكو صادقة إزاء مكافحة الإرهاب ولا تخشى الهجمات المضادة من قبل هذه التنظيمات. لأن هناك رهان يدور بين روسيا والناتو من جهة وواشنطن من جهة أخرى لمكافحة الإرهاب.
وفي السياق ذاته اقترحت روسيا فتح قنوات اتصال مستمرة مع التحالف الذي تقوده أمريكا لتعزيز مكافحة الجماعات الإرهابية، مشيرة إلى أن موسكو أبلغت أمريكا ودول التحالف بالغارات التي شنتها.
وأعلنت روسيا ايضا إستعدادها للتفكير في شن ضربات جوية في العراق، إذا طلبت بغداد ذلك، حيث طلبت بغداد ذلك رسميا من موسكو وسنرى عما قريب وقوع المزيد من القتلى في صفوف الإرهابيين والمسلحين. ومن جهته رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بالضربات الجوية الروسية في العراق، لكنه لم يناقشها بعد مع الرئيس الروسي.
وهناك مصادر محلية من الموصل تؤكد أن مستشفيات المدينة، اكتظت بجرحى عناصر “داعش”، الذين أصيبوا جراء القصف الروسي على معاقلهم في سوريا حيث أخلى مستشفيات الموصل، والتي تُمثل أكبر معاقله في شمال العراق، من المدنيين المصابين لأجل جرحاه وعمل على توفير الخدمة الطبية لعناصره الجرحى في منازل النازحين بعد تحويلها إلى مستشفيات مؤقتة.
وخلاصة القول، الحق مع “تنظيم داعش” اذا يطالب بوقف القصف الروسي فورا وإعادة القصف الأمريكي، فأن العمليات تختلف تماما من نطفتها وهناك إستراتيجية روسية واضحة المعالم في منطقة الشرق الأوسط عكس التخطيط والتآمر الأمريكي عليها.