القشيبي عاش مجرم حرب وقتل وهو متمرداً على الدولة
بقلم: أمل باشا
حميد القشيبي لم يكن سوى عسكري فاسد من راسه حتى نهاية عكازه، عاش مجرم حرب بينما كان يفترض تقديمه لمحاكمة عسكرية بعد سحقه للواء الجنوبي الثالث في 94 في عمران بتمرير دباباته فوق اجساد الجنود اثناء تناولهم وجبة الغداء، القشيبي قتل كعسكري متمرد على الدولة بعصيانه اوامر عدم الزج باللواء وبالدولة في صراع طرفاه الاصلاح والحوثي.
قتل القشيبي وهو متمرد على القوانين العسكرية وخسر شرفه العسكري، لم يكن ولائه للدولة او لعقيدة عسكرية وطنية، لم يكن يخدم سوى طرف سياسي مستخدماً مقدرات الدولة لخدمة مصالح واهداف غير وطنية، حتى مصنع اسمنت عمران فرض عليه القشيبي ما يشبه الاتاوة بلغت 40 مليون ريال شهريا باسم لوائه، اضافة الى نفقات وزارة الدفاع الشهرية للواء، وتتفاوت الأرقام المسجلة في قوائم اللواء ما بين 30-60 الف فرد مما يجعله من أقوى الألوية المجهزة ايضاً بترسانة عسكرية ضخمة على الاطلاق، اضافة الى ان التجييش الجديد بتوظيف عناصر (ثورية) للجيش كان للواء نصيب الاسد منها ومن الجماعة التي ينتمي اليها.
وفي سياق عملية الهيكلة الجارية ظل لواء القشيبي كأحد الالوية الرافضة للهيكلة والمتحدية لقرار الدولة، الرفض لم يكن إلا اتكاءً على قرار قائده القشيبي الموالي للجنرال الاستشاري ممثل الجناح العسكري لحزب الاصلاح، و الذي اغناه عن تشكيل ميليشيات، الجنرال الثوري الذي رفض لاكثر من عامين قرار الدولة بتسليم (حديقة 21 ما بش) في قلب صنعاء في الوقت التي تتحسر ابواقه على عدم تسليم جماعة الحوثي أسلحتها للدولة, وتتغاضى عن ترسانات من اسلحة القبائل والتكفيرين الذين يحزون الرؤوس في قارعة الطريق وعلى الطريقة الشرعية، وكل يوم يسقط قتيل في وقت تبدو اجهزة الدولة عاجزة عن الوصول الى القتلة او حماية المواطنين,بينما التكفيريون يصلون بسهولة الى قلاع أمنية محصنة ليقتلوا ويحرروا من يشاؤوا، كغزوات وزارة الدفاع في العرضي واقتحام سجن صنعاء المركزي وسجن حضرموت ومذبحة الحوطة الاخيرة الخ .
كان القشيبي ولوائه خارج سيطرة الدولة، ومؤسسة الرئاسة تحديداً، وسمح لعدد من الاشخاص من غير الجيش من الدواعش التكفيرية بالانضمام اليه، وقد تم استخدامهم في حرب عمران، لذلك هُزم اللواء لاسباب عدة، منها ان قوائم الالاف لم تكن سوى قوائم وهمية تبرر لاعتمادات مالية بمئات الملايين شهريا كانت تذهب مخصصاتها لجيب القشيبي والموالين له وبؤر فساده، اضافة الى ان من تم تجنيدهم حديثاً كانوا يعرفون قواعد الوضوء أكثر من معرفتهم قواعد استخدام مدفع او تحريك مدرعة، وكان العدد الفعلي المتواجد اثناء الاقتتال في عمران لا يتجاوز 1000 فرد وهناك من يدعي 300 فرد فقط، والا فهل يعقل ان اقوى معسكر في الجمهورية وبكل تلك الجاهزية البشرية (الاسمية) والمعدات العسكرية يسقط في يوم امام الحوثيين؟؟؟.
الحوثيون لم يهزموا سوى الفساد العسكري وابتلاع الدولة وخاصة في عمران ممثلاً في قائد لوائه وقائده الفعلي، وليس الرسمي، هزموا عصابة كانت ترتدي البزة العسكرية وتحي العلم باسم الدولة شكلياً، اضافة الى ان كان هناك من الجنود ممن لم تكن لهم الرغبة في الموت لأنهم كانوا يدركون ان موتهم عبثي، وأن سفك دمائهم لا لحماية الوطن وإنما ليحيا آخرون.