لماذا نحزن
المحامي/ حامد القرم
عندما تحدث جريمة كجريمة عزاء آل الرويشان نحزن ونأسى ليس على الضحايا الأبرياء الذين نالوا شرف الشهادة وارتقوا إلى بارئهم لكننا نحزن ونأسف عندما نتفكر في مدى الحقد و الدناءة والخسة التي يحملها القتلة والمجرمين الذين ارتكبوا تلك المجازر البشعة والذين هم باعتقادي ينقسموا إلى صنفين:
الصنف الأول: هم القتلة المنفذين للجريمة بدء من الخائن الذي يرسل المعلومات والإحداثيات للمواقع المدنية وبيوت العزاء ومرورا بالطيار الذي يطلق صواريخ طائرته على منزل أو صالة يمتلئ بالمدنيين الأبرياء وكل من يشارك في تلك الجريمة سواء من يصدر التوجيهات أو يشارك بأي عمل في تنفيذها وانتهاء بالقيادات العليا من رؤساء أو أمراء أو وزراء أولئك الصنف لسنا نحزن منهم لأنهم أعداء يعبروا عن حقدهم وإجرامهم ونثق ان الله ليس غافلا عنهم وسيجزيهم ببغيهم وأجرامهم ونثق بأننا سنقتص منهم عاجلا أم أجلا وقد نحزن عليهم لأننا نفترض أنهم مسلمين ولا نتوقع أن يصل أجرامهم إلى تلك الدرجة من الخسة والدناءة والغدر ليقتلوا المدنيين الأبرياء في الوقت الذي يلوذوا بالفرار في مواجهة مقاتلينا بجبهات القتال نحزن عليهم لأننا ندرك العقوبة الدنيوية والأخروية التي تنتظرهم كقتلة مجرمين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء المسلمين المدنيين بغيا بغير حق ..
أما الصنف الثاني من القتلة: فهم أولئك الحاقدين ومرضى النفوس من أبناء جلدتنا وشركائنا في الوطن المؤيدين لتلك الجرائم والمبررين لها بمنشوراتهم وتعليقاتهم في مختلف وسائل التواصل المجاهرين بمشاعر الفرحة والتشفي لما نتج عن تلك الجرائم من سقوط لضحايا مدنيين أبرياء مسلمين موحدين يمنين مسالمين ..أولئك هم من نحزن منهم لأننا لا نتوقع منهم ذلك السقوط الأخلاقي المريع بتأييد العدوان على وطنهم و تأييد قتل النفس المسلمة المعصومة مع علمهم أن الضحايا هم من المدنيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم وقتلوا ظلما وعدوانا لا سيما ان كان أولئك الصنف من الطبقة المثقفة وحملة الشهادات العلمية العالية .. ونحزن أكثر على أولئك لأنهم يشتركوا في الوزر و الإثم مع القاتل المنفذ للجريمة وفقا لما يجمع عليه علماء الإسلام فهم يعينوا القاتل ويؤيدوا جريمة القتل التي تنكرها الفطرة السوية ليكشفوا عن فقدانهم لمشاعر الإنسانية والآدمية ومدى ما تكنه قلوبهم من الحقد والضغينة وخلو قلوبهم من الرحمة التي وصف الله بها نفسه ووصف بها النبي الكريم والمؤمنين بقوله تعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) ..فمن يشمت بضحايا جرائم العدوان من المدنيين اليمنيين الأبرياء ومن يؤيد تلك الجرائم ويقدم مبررات لها يحمل نفسه وزر الاشتراك في تلك الجرائم ويثبت أن الله قد نزع الرحمة من قلبه فأصبح قلبه قاسيا كالحجارة أو اشد قسوة لينطبق عليه قول الله تعالى(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون) وننصح أولئك بمراجعة حساباتهم وتصحيح عقيدتهم والمبادرة للتوبة ..أولئك هم من يثيروا أحزاننا ونشفق عليهم من عقوبة الله عليهم ومن وضعهم أنفسهم في خانة الاتهام في مواجهة ليس أولياء دم الضحايا فحسب بل وفي مواجهة كل اليمنيين وسيكون عليهم مواجهة نار الثأر التي سيأتي يوم لتحاصرهم وتنال منهم و سيقولوا حينها أنا كنا نخوض ونلعب ..وان غدا لناظره قريب ..