تعز العز

“منظومة الوكالات الاستعمارية الامريكية”

أمريكا الصهيونية كوريث للامبراطوريات الاستعمارية الحديثة عمدت الى صياغة نظام استعماري عالمي جديد مختلف الوسائل متعدد الاشكال يختلف شكلاً عن الاستعمار العسكري المباشر لكنه اكثر خطرا من حيث السيطرة الشاملة والديمومة .هذا النظام الاستعماري الأمريكي الصهويني يقوم على صناعة منظومة تحكُّم وقيادة وإدارة البلدان والشعوب عبر أدوات محلية متعددة المهام والانشطة منها السياسية والعسكرية والإستخباراتية والإقتصادية والمالية والمعرفية والعلمية .،، حيث تمكنها من السيطرة الكلية على ثروات الشعوب ونهبها وتحديد سياسات ومجالات إنفاق واستثمار لما تبقى من الفتات بما تسميه تنمية وخدمات لاتتجاوز قاعدة البنية التحتية والحاجات الضرورية الملحّة للبقاء والعيش وليس للتطور والبناء . في الوقت اللذي نجد فيه القوى الوطنية الشعبية التحررية تعارض وتقاوم هذه السياسة الأمريكية الاستعمارية وسياسة الإفقار والذل والتبعية برعاية البنك الدولي، ونهب الثروات انطلاقًا من ضمير حي يدفعه للانحياز إلى صف أبناء الشعب المحرومين المستضعفين والكادحين، وللحيلولة دون شرعنة (السرقة والنهب والاستئثار والتسلط المالي والاقتصادي الذي يلد التسلط السياسي)، وتسعى جاهدة بكل قدرتها وامكانيتها إلى التحرر والاستقلال من هذه السياسات التي تمارسها هذه القوى الاستعمارية ومؤسساتها الاحتكارية العالمية من خلف ستار مؤسسات المال الدولية، هذا من جهة،
في الجهة الاخرى هناك الأدوات والوكالات المحلية من تسمي نفسها زوراً بالاحزاب السياسية نسمع البعض ينتقد وقد يعارض هذه السياسات الاستعمارية و(قروض وأجندات الصندوق والبنك الدوليين) وانتقاده هذا ليس كموقف وطني مبدئي ثابت ولا يدعوا لثورة ضدها ولا لمقاومتها والتحرر منها ولكن بسبب استبعاد “قبيلته السياسية” من دور الوكالة المحلية عن الناهب الدولي، وتسليمها لغيره.. وعليه فهو منافس شرس للوكيل (الوكيل فقط، دون الموكِل)، حتى يتمكن من إزاحته عن موقعه، ليقفز محله، ويتولى هو تمرير أجندات “سادة العالم” و”محتكري موارده”.. فالفرق واضح وجلي بين من يعارض ويقاوم ويثور من اجل التحرر والاستقلال والسيادة الوطنية .ومن يعارض وينتقد بصوت خافت من موقع الوكيل الاستعماري المنافس الباحث عن فرصة من أجل التربع بعرش السلطة وادارة الوكالة ؟!!!
بقلم /وليد العبسي

===

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا