الصحف الأجنبية: أفعال أميركا أعطت السلطات البحرينية الجرأة لاعتقال نبيل رجب
رأى الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجب أن انتقاده سياسة اميركا حيال البحرين والحرب على اليمن هي ما مكَّن السلطات البحرينية من اعتقاله، وفي مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، انتقد رجب بشدة الدعم الاميركي “غير المشروط” للسعودية.
من جهة اخرى حذر مسؤولون امنيون بريطانيون من خطر الإرهابيين العائدين الى بريطانيا، في وقت تتلقى فيه “داعش” المزيد من الخسائر الميدانية، فيما شدد صحفيون بريطانيون على ان لندن تواجه مشكلة كبيرة في هذا الاطار بعد الاقتراع على الانسحاب من الاتحاد الاوروبي.
نبيل رجب ينتقد السياسة الاميركية حيال البحرين والسعودية
كتب الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجب مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” بتاريخ الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري من مكان احتجازه في احدى السجون البحرينية، حيث اشار الى وجود قرابة الـ4,000 سجين سياسي في البحرين.
ولفت رجب الى عدم “محاسبة أحد بالشكل المطلوب جراء “الانتهاكات الممنهجة” التي ارتكبت بحق “الآلاف””، ونبه الى أن احدى التهم الموجهة اليه هي “الاساءة” للسعودية، وذلك بعد تغريدات له عبر موقع “تويتر” طالب فيها بوقف الحرب على اليمن.
واضاف رجب “ان الولايات المتحدة تدعم هذه الحرب وهي من سمحت بابرام صفقات السلاح مع السعودية بمليارات الدولارات منذ بدء الحرب”، مشدداً على انه كان يقف ضد الحرب منذ البداية، وتحدث عن الحجم “الكارثي” للضحايا المدنيين، قائلاً إنه رفع صوته ضد الأزمة الانسانية في اليمن وانه يدفع ثمن ذلك الآن.
كما أشار الكاتب الى “انه التقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال الزيارة التي قام بها الاخير الى البحرين قبل اشهر”، موضحاً “ان الاجتماع تناول الوضع في البحرين”.
كذلك لفت رجب الى “انه ومنذ الانتخابات البرلمانية الاخيرة في البحرين، اعتقل زعيم جميعة “الوفاق الوطني” الشيخ علي سلمان وحكم عليه بالسجن لعشرة اعوام، اضافة الى تعليق انشطة جمعية “الوفاق””، موجهاً السؤال الى كيري بالقول “هل تريد اميركا حليفاً على هذه الشاكلة؟، حليفًا يعاقب الناس على التفكير ويمنع مواطنيه من ممارسة ابسط حقوقهم؟”.
وأوضح رجب “ان الحكومة قامت بملاحقته ليس فقط بسبب ما قاله حول اليمن وانما بسبب نشاطه على صعيد الداخل”، مشيراً الى “أن احدى التهم الموجهة اليه والتي هي “الاساءة لهيئة قانونية” تتعلق بنشاطه الخاص بتسليط الضوء على تعذيب مئات السجناء في سجن “جو” المركزي”.
وتابع رجب “ان وزارة الخارجية الأميركية سلطت الضوء كذلك على المشكلة نفسها لكنها رفعت الحظر على السلاح الذي كان قد فرض على البحرين بعد المظاهرات السلمية عام 2011، وسخر من موقف وزارة الخارجية الاميركية الذي اعتبر ان البحرين حققت تقدما ملحوظاً في مجال حقوق الانسان، ما سمح برفع الحظر المفروض”.
وتطرق رجب الى التحقيق الذي أجري معه في وزارة الداخلية البحرينية بعد اجتماعه بكيري، قائلاً “ان رئيس وحدة الجرائم الالكترونية (الذي حقق معه) كان يريد معرفة كل المعلومات عن اللقاء مع كيري”، موضحاً “أن هذا المسؤول حقق معه بعد أن وقع وخمسة وعشرين ناشطا آخر على رسالة دعوا فيها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى بحث موضوع حقوق الانسان وما يعاني منه الناشطون في الشرق الاوسط خلال الزيارة التي قام بها اوباما الى السعودية في وقت سابق من هذا العام”.
كما كشف رجب “أن الحكومة حاولت ممارسة الضغط عليه بغية تنصله من هذه الرسالة لكنه رفض ذلك”.
وفيما وصف رجب التصريحات الأميركية الأخيرة حول مشكلة حقوق الانسان في البحرين بالقوية، اعتبر “أن هذا الأمر إيجابي، الا انه أكد ان الاكتفاء بالكلام فقط لن يكون له تأثير كبير”، وتابع “ان أفعال أميركا اعطت الحكومة البحرينية “الجرأة” لاعتقاله مع عدد آخر من الناشطين”، كما شدد على “أن دعم أميركا “غير المشروط” للسعودية ورفع حظر السلاح على البحرين له تأثيرات مباشرة على الناشطين الحقوقيين”.
ودعا رجب ادارة أوباما لاستخدام نفوذها من أجل حل الأزمة في اليمن بدلاً من “صب الزيت على النار” عبر تقديم السلاح الى “التحالف” الذي تقوده السعودية، مضيفاً “ان تأمين الافراج عن الذين يدعون الى السلام ويحاولون بناء الديمقراطية في المنطقة سيساهم بحل الأزمة في اليمن”.
الخطر الإرهابي الذي تواجهه بريطانيا
محرر الشؤون الدفاعي بصحيفة “الاندبندنت” البريطانية “Kim Sengupata” كتب مقالة نشرت بتاريخ الخامس من أيلول/سبتمبر الجاري، قال فيها “ان الاجهزة الامنية البريطانية تدرس خططا لكيفية التعاطي مع آلاف “الإرهابيين الغربيين” الذين سيحاولون العودة الى أوروبا بينما يخسر تنظيم “داعش” المزيد من المناطق التي يسيطر عليها”.
وأضاف الكاتب “ان أعدادا صغيرة جداً من المسلحين الاجانب عادوا الى اوروبا مؤخراً وبريطانيا، غير انه نقل عن مسؤولين أمنيين بريطانيين كبار بان “المسلحين العائدين” سيشكلون تهديدا كبيرا في المستقبل القريب وبأنهم “قنبلة موقوتة”، كما نقل عنهم تشديدهم على ضرورة وجود تنسيق سياسي من أجل التعاطي مع هذه المشكلة”.
وتوقف الكاتب عند استخدام “داعش” للاطفال من أجل تنفيذ الاعدامات او اعمال دموية اخرى”، مشيراً الى احدى الصور التي ظهرت الاسبوع الماضي لفتى قيل انه بريطاني يبلغ من العمر أحد عشر عاماً، حيث يقوم باطلاق النار على مقاتلين اكراد اعتقلتهم “داعش””.
ولفت الكاتب الى وجود قرابة 1,500 مقاتل من الاطفال بصفوف “داعش”، موضحاً “ان هناك نحو خمسين طفلاً من بريطانيا في دولة “الخلافة” المزعومة، الى جانب اعداد اقل من دول غربية اخرى مثل فرنسا واستراليا”.
ونقل الكاتب عن مسؤول امني بريطاني رفيع بانه يجب النظر بالخطوات التي ستتخذ بحق هؤلاء الاطفال، حيث اشار الى ان بعض الذين استخدموا من اجل القيام باعمال اجرامية هم دون سن “المسؤولية الاجرامية” بحسب قوانين بلدان أوروبية عدة، كما تحدث هذا المسؤول بحسب الكاتب عن اطفال غربيين ولدوا في المناطق التي تسيطر عليها “داعش””.
الا أن الكاتب نقل عن هذا المسؤول ايضاً بان “المشكلة الحقيقية هي مع الراشدين”، لافتاً الى” وجود تنسيق بين عدد من الدول في هذا المجال”، لكنه اشار في الوقت نفسه الى ان السياسة التي ستتبع تعتمد الى حد ما على الاعتبارات السياسية والقانونية في كل دولة.
كما نبه الكاتب الى ان مشكلة بريطانيا هي اكثر تعقيداً في مجال مشاركة المعلومات الاستخبارتية مع دول اوروبية حليفة بعد التوصيات لصالح الانسحاب من الاتحاد الاوروبي، واوضح ان المفاوضات على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يتوقع ان تبدأ بالتزامن مع بدء مشكلة عودة “المسلحين””.
وأشار الكاتب ايضاً الى ان 27,000 مقاتل اجنبي تقريبًا يعتقد انهم انضموا الى “داعش” منذ بدء الازمة في سوريا، والى ان ما بين 5,000 و 7,000 من هؤلاء جاؤوا من اوروبا للالتحاق بـ”داعش” وغيرها من الجماعات الإرهابية مثل جبهة “النصرة”، موضحاً “ان ما يقارب 800 شخص جاؤوا من بريطانيا، وبأن قرابة نصف هؤلاء يعتقد انهم قد عادوا”.
المصدر / العهد
===
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅