الصحف الأجنبية: أميركا تواجه تعقيدات في استراتيجيتها ضد ’داعش’
قال صحفيون أميركيون بارزون إن الاستراتيجية الاميركية ضد “داعش” تواجه تعقيدات ونكسات كبيرة على ضوء الاقتتال بين تركيا والاكراد السوريين. وأشار صحفيون آخرون الى أن تنظيم “داعش” الارهابي يزداد تراجعاً، بالرغم من أن الفوضى والعنف المستمرين يصبان في مصلحة “داعش” و”القاعدة”.
الخطط الاميركية لمحاربة “داعش” تواجه صعوبات مع اقتتال الأتراك والأكراد
كتب الصحفي ديفيد اغناتيوس مقالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” في الثلاثين من آب اغسطس، قال فيها ان الحملة العسكرية الاميركية للاستيلاء على مدينة الرقة قد تتأخر بسبب القتال بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية.
وأشار الكاتب الى ان ذلك يكشف هشاشة السياسة الاميركية حيال سوريا، موضحاً أن “الاستراتيجية الاميركية طالما عانت من نقطة ضعف أساسية تتمثل بكون تركيا تعتبر أن وحدات حماية الشعب تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه انقرة جماعة ارهابية.
تنظيم “داعش” الإرهابي
الكاتب رأى ان نقطة ضعف الاستراتيجية الاميركية كشفت مع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، حيث قال ان الاتراك شنوا هجوماً على سوريا بتاريخ الرابع والعشرين من آب اغسطس “دون اطلاع الولايات المتحدة”، ما أدى ليس فقط الى دحر “داعش” ولكن ايضاً المقاتلين السوريين الاكراد. وتابع “ما زاد الامور تعقيداً هو أن التقدم التركي شمل مقاتلين من كتيبة “سلطان مراد” التي قامت بتدريبها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “CIA”، وبالتالي حصل اقتتال بين وكلاء اميركا”.
وأشار الكاتب الى أنه “على ضوء ذلك، أخبرت قيادة وحدات حماية الشعب الكردي المسؤولين في وزارة الحرب الاميركية البنتاغون انهم قد لا يشاركون بالهجوم الذي تخطط له اميركا من اجل استعادة مدينة الرقة”. واضاف انه لا “قوة بديلة” تستطيع ان تطهر الرقة، ما قد يعني بقاء “داعش” لفترة اطول”، حسب قوله.
وفيما أكد الكاتب أن “السوريين الاكراد ربما امتدوا أكثر مما ينبغي في أراضي شمال سوريا”، اشار في الوقت نفسه الى ان ذلك تم بدعم اميركي ضمني. وعليه تحدث عن نمط معتاد اذ ان القوى الغربية استخدمت خلال القرن المنصرم المقاتلين الاكراد عندما اقتضت مصلحتها ذلك، وتخلت عنهم عندما اعترضت الدول المجاورة.
بناء على كل ذلك، لفت الكاتب الى ان “استكمال الحملة ضد “داعش” يتطلب من واشنطن أن تساهم ببناء الحكم في فترة ما بعد “داعش” وأن ترعى محادثات سلام جديدة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني”، لافتاً الى أن “على واشنطن ان توضح لجميع الاطراف بان المستقبل المتين الوحيد هو الفدرالية في كل من سوريا والعراق”، حسب زعمه.
كذلك شدد على ضرورة ان “تتوصل الولايات المتحدة الى تفاهم واضح مع الدول المجاورة حول الخطوات المستقبلية قبل ان تطرد داعش من الرقة”.
وضع “داعش” يزداد سوءاً رغم استفادته من التوترات
من جهته، الصحفي بصحيفة “الاندبندنت” “Patrick Cockburn” كتب مقالة نشرتها الصحيفة بتاريخ الحادي والثلاثين من آب اغسطس الجاري تحدث فيها عن مدى أهمية مقتل القيادي البارز في تنظيم داعش ابو محمد العدناني.
واعتبر الكاتب ان “الوضع يزداد سوءًا لجهة داعش، حيث ان هذا التنظيم محاصر بالاعداء الذين يقولون انهم سيتقدمون للقضاء عليه. وأن وتركيا والاكراد السوريين هم من بين هؤلاء الاعداء وهم ملتزمون بمحاربة داعش”، مشيراً من جهة ثانية الى “العداء الكبير بين تركيا والاكراد السوريين”، ولافتاً الى ان “الولايات المتحدة تسعى جاهدة من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار بين الطرفين، الا ان انقرة تصر على عدم امكانية التوصل الى اتفاق مع ما تسميهم “الارهابيين” من الاكراد السوريين”.
الكاتب رأى أن “الاميركيين افترضوا ان داعش سيقاتل من أجل البقاء في مدينة جرابلس، الا أنهم قاموا باخلاء المدينة وسمحوا “للمتمردين السوريين الذين تدعمهم تركيا” بالاستيلاء عليها”، مرجحاً ان “داعش ربما كان على علم مسبق بهذا الهجوم”. وقال “قادة داعش على الارجح اعتبروا ان لا جدوى من تلقي خسائر كبيرة في معركة خاسرة في جرابلس وربما حسبوا بان من مصلحة داعش السماح للاتراك والاكراد بالاقتتال”. كذلك تحدث عن صعوبة الاستمرار بالتحالف الاميركي الكردي على ضوء الاحداث الاخيرة.
ولفت الكاتب الى أن الحرب في سوريا والعراق طالما سادتها الشكوك المتبادلة، معتبراً أن الفوضى والعنف المستمرين يصبان في مصلحة “داعش” و”القاعدة”. واشار الى ان كلام العدناني قبل مقتله عن صعود “داعش” مجدداً في المستقبل قد لا يكون في محله اذ ان داعش يتراجع امام الهجمات التي تشنها كل من الولايات المتحدة وروسيا والاكراد والجيش السوري ولا “تحتكر مقاومة مسلحة سنية عربية”.
===
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅