’يديعوت’: الأتراك خدعوا الولايات المتحدة ويلحقون الضرر بنا
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه منذ بدء التدخل الدولي في سوريا في السنتين الأخيرتين، حاولت الدبلوماسية الغربية تجنيد الحلفاء في العالم للتعاون مع الأقليات في سوريا، فإلى جانب الاكراد والدروز الذين يشكّلون الاقليات الكبرى، هناك جماعات عرقية – دينية أخرى في سوريا تطالب بالحكم الذاتي، في “اسرائيل” هناك “استراتيجية أقليات” كهذه، تنبع من الافتراض بأن تقسيم سوريا الى مناطق حكم ذاتي للاقليات سيمنع السيطرة الايرانية على الدولة، وفي نهاية المطاف يبعد التهديد المركزي على “اسرائيل”.
وتضيف “يديعوت” أن “”اسرائيل” حاولت تنسيق المواقف مع الروس والأمريكيين في مسائل مختلفة تتعلق بسوريا على أعلى المستويات.. العلاقة مع الروس لم يكن فيها توقعات، فمجرد حقيقة أنهم مستعدون للإنصات فهذا بحد ذاته إنجاز، أما فيما يتعلق بالامريكيين، يتبين أن الاتفاق النووي مع إيران ليس حالة شاذة، ففي واشنطن لا يحسبون حساب “اسرائيل”، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزارة الخارجية ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان”.
وتتابع “يديعوت”: “ينبغي الاعتراف بالحقيقة، ليس لـ”اسرائيل” قدرة للوصول الى البيت الابيض. الامريكيون يتجاهلون مصالح “اسرائيل” على طول الطريق، بدءًا بخيانة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وانتهاء بالتظاهر بانه لم يعد يوجد سلاح كيميائي في سوريا، على الرغم من استمرار استخدامه علنًا، وتتباهى “اسرائيل” بالحوار الاستراتيجي لها مع الولايات المتحدة، ولكن يتبين انه يوجد هناك مونولوغ – حديث مع الذات – حيث يتحدث كل واحد مع نفسه. صحيح أن الامريكيين يُشركون “اسرائيل” بالمعلومات المتعلقة بنشاطهم في سوريا ويتشاورون، وصحيح أن المسؤولين في “اسرائيل” ينفعل في كل مرة يروي فيها جنرال أمريكي عن نشاط عملياتي، لكن هذه أقراص تهدئة، مثل الاوسمة التي يوزعونها على رؤساء أركاننا أثناء زياراتهم الى الولايات المتحدة، كمحفز على السلوك القويم، فإدارة أوباما تشتري الطاعة الاسرائيلية بالسلاح، وتنسى القول إن مبيعاتها من السلاح الى الشرق الاوسط هي قبل كل شيء مصلحة امريكية.. هذه الهدايا هي في واقع الامر أداة سيطرة من الولايات المتحدة على سياسة حلفائها في المنطقة”.
وتشير الصحيفة الى أن المعنيين في “اسرائيل” نظروا الى خيار توفير إقامة حكم ذاتي كردي في سوريا بأنه نعمة بتأييد أمريكي، غير أن ذلك انقلب بعدها، فقد توصّل الأتراك والروس الى تفاهم يقضي بأن يقبل الأتراك استمرار حكم الرئيس السوري بشار الأسد لفترة انتقالية، يشارك في القتال ضد “داعش” وبالمقابل يسمح لهم الروس بالطيران في سماء سوريا.. للقصف ولقطع تواصل الحكم الذاتي الكردي في سوريا واقامة حزام أمني يبعد الأكراد و”داعش” عن الحدود التركية. وببساطة انضمّ الأمريكيون الى الاحتفال التركي الروسي، وهذا يعني للاسرائيليين موافقة أمريكية على استمرار حكم الاسد حاليًا وتثبيت ايران وحزب الله في سوريا تمهيدا للتسوية المستقبلية في الدولة”.
وتقول الصحيفة إن التعاون الأمريكي التركي أصبح يشكّل في سوريا حجر أساس في الطريق لانهيار “داعش”، ولكن لم تمرّ سوى بضعة أيام من لحظة اجتياح الاتراك لسوريا، بمباركة الولايات المتحدة، حتى فهم الامريكيون بانهم خدعوا.. يتبين أن الاتراك يطلقون النار على حلفائهم، الاكراد السوريين، اولئك الذين كان يفترض بهم أن يحتلوا نيابة عنهم عاصمة “داعش” في سوريا الرقة. وهكذا تنظر “اسرائيل” بتخوف كيف يقود الامريكيون سوريا نحو الحل الاسوأ من ناحيتها: الأسد في الحكم والإيرانيون في هضبة الجولان.
===
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅