الصحف الاجنبية: مقتل القيادي ’الداعشي’ ابو محمد العدناني يعد نكسة كبيرة لتنظيم ’داعش’
ركزت الصحف الأجنبية على نبأ مقتل المتحدث باسم “داعش” أبو محمد العدناني، مشيرةً الى أنه ثاني أهم قيادي في تنظيم “داعش” الإرهابي، خلف أبو بكر البغدادي.
ولفتت الصحف أيضاً الى “ان العدناني لعب دوراً محورياً بالهجمات الارهابية التي شنها “داعش” في الخارج وخاصة في المدن الغربية”، كما أضافت “ان السجون التي كانت تديرها أميركا والتي كانت تحتجز امثال العدناني وكذلك أبو بكر البغدادي كانت بمثابة مدرسة التخرج لهؤلاء الارهابيين”.
التعقديات التي تواجهها اميركا في سوريا
رأت مجموعة “صوفان” للاستشارات الامنية والاستخباراتية “أنّ نتيجة القتال المتزايد الذي يدور في سوريا بين الجماعات التي تدعمها تركيا والولايات المتحدة من جهة والوحدات السورية الكردية من جهة ثانية كشفت “الحتمية” للسياسات الأميركية التي تتركز على محاربة “داعش” من خلال جماعات “لها أولويات وأهداف مختلفة”.
وفي تقريرها اليومي الذي نشر يوم أمس بتاريخ 30 آب/أغسطس أشارت المجموعة الى “أنّ سوريا تشكل ميدان قتال معقدًا جداً وأن هذا التعقيد قد تعزز بينما تستولي جماعات تدعمها أميركا على مناطق كان قد استولى عليها مؤخراً جماعات أخرى تدعمها أميركا”، وتابعت “إنّ النزاع السوري يظهر صعوبات وحدودًا لفاعلية تسليح الجماعات الإرهابية كوسيلة للتأثير على أفعال هذه الجماعات”، مشبهةً ذلك بما حصل في أفغانستان خلال حقبة الثمانينات.
ولفتت المجموعة الى “أنّ الاتصالات الأميركية مع المسلحين في أفغانستان كانت أقل من الاتصالات الأميركية مع الجماعات المسلحة في سوريا”، مضيفة “ان عددا من الجماعات المسلحة في أفغانستان رحبت بالأسلحة الاميركية لكنها رفضت التعاون مع اميركا”، وفق ما قالت المجموعة.
وأضافت المجموعة “ان الوضع في سوريا ليس أقل تعقيداً لجهة دعم أميركا “للوكلاء”، لكنها أشارت الى ان الولايات المتحدة والمسلحين في افغانستان كان لهم هدف مشترك وهو انسحاب القوات السوفييتية من افغانستان. أما في سوريا فلفتت الى أن الولايات المتحدة وضعت أولوية “هزيمة داعش”، بينما الجهات المتحالفة مع اميركا لا تضع اولوية على هذا الهدف” على حد تعبير المجموعة.
كذلك قالت المجموعة “ان اميركا وفي اطار المعركة ضد “داعش” اعتمدت بشكل كبير على الاكراد السوريين”، معتبرةً أن “الشراكة هذه مع الاكراد هي منطقية من الناحية العسكرية للولايات المتحدة لكنها ليست منطقية من المنظار الاقليمي، اذ انها وحدت “جماعات “مسلحة” تحت الدعم التركي”، وكشفت بوضوح الهوة بين الاولويات الغربية وأهداف اللاعبين المحليين والاقليميين”.
كما تابعت المجموعة “إن الانتصار ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان تحول على الفور الى حرب أهلية أدى الى صعود “طالبان” – التي هي اليوم “اقوى من اي وقت مضى منذ عام 2001” وفق قولها.
وأضافت المجموعة “ان مشهد الانتصار المستقبلي في سوريا يبقى غامضاً، وانه من غير الواضح أيضاً كيف يمكن منع المزيد من الاقتتال والانقسامات عندما تنتهي الحرب”، وأردفت “انه وبينما النفوذ التركي على الجماعات المسلحة غير الكردية يعد كبيراً، الا انه من غير الواضح ما اذا كان هذا النفوذ سيستمر بالتأثير، خاصة مع الجماعات الإرهابية التي هي على مسافة أبعد من الحدود التركية”.
كما رأت المجموعة “أنّ قدرة الولايات المتحدة على ادارة الأحداث في سوريا وصلت الى الحضيض وان الاكراد السوريين قد يفهمون حدود الدعم الأميركي لكنهم لن يقدروها”، أما الجماعات المسلحة غير الكردية فأكدت المجموعة “انها لا تعتبر الولايات المتحدة شريكة وستحاول ان تحتشد تحت الدعم التركي الذي تأمل به”.
وأضافت المجموعة “ان تركيا والولايات المتحدة ستواصلان العمل المشترك لكن مع أولويات مختلفة”، وختمت بالقول “ان في سوريا وكما في أفغانستان، فإن الولايات المتحدة تزود الجماعات المسلحة دون أن تحصل على نفوذ كبير على هذه الجماعات في المقابل”.
مقتل القيادي الداعشي أبو محمد العدناني
موقع “Daily Beast” نشر تقريراً بتاريخ اليوم (31 آب/اغسطس) تناول فيه نبأ مقتل المتحدث باسم “داعش” “ابو محمد العدناني”، والذي أعلنته وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم الإرهابي حيث أعلنت “ان العدناني قتل في حلب”.
وأشار التقرير الى “أن وزارة الحرب الاميركية “البنتاغون” تتوخى الحذر بقضية مقتل العدناني”، لافتاً الى تصريح لمسؤول عسكري أميركي كبير قال فيه “ان قوات التحالف الدولي نفذت غارة جوية على منطقة الباب في سوريا (الواقعة في حلب) استهدفت العدناني”.
كما شدد التقرير على “ان العدناني هو اكبر قيادي في “داعش” قتلته قوات ما تُسمى “التحالف الدولي”، مستشهداً بما قاله المسؤول “الداعشي” الملقب بـ”أبو خالد” الذي قال “ان العدناني وبصفة غير رسمية كان مسؤولاً في “داعش” عن “كل سوريا”.
كذلك أوضح التقرير “ان اهتمام العدناني الاساس، اقله خلال الاعوام القليلة الماضية، كان “الاشراف على تصدير الوحشية”، وذلك على شكل الهجمات الارهابية في الخارج التي “خطط لها ونفذتها القيادة المركزية لـ”داعش” في سوريا”، مضيفاً “ان العدناني كان يحاول استقطاب الذين “الهموا” برؤية “داعش” حول “الحكم الاسلامي””.
ولفت التقرير الى “أن المتحدث باسم البنتاغون “Peter Cook” أعطى تقييماً مشابهاً للعدناني، حيث قال في بيانه الصحفي “ان العدناني كان “المهندس الاساس لعمليات “داعش” في الخارج” وانه نسق تنقل عناصر “داعش” و”شجع الهجمات الفردية على المدنيين وعناصر الجيش وجند عناصر جددًا”.
كما قال التقرير “ان ما ميز العدناني عن قادة آخرين في “داعش” هو صلته القريبة بـ”أبو مصعب الزرقاوي” الذي يعتبر مؤسس “داعش”، واضاف “ان العدناني جنده الزرقاوي عام 2002 في الوقت الذي كان الزرقاوي لا يزال يدير مجموعة ارهابية تسمى “انصار الاسلام””.
وتابع التقرير “ان الزرقاوي وجماعته، ومن بينهم العدناني استغلوا “الاحتلال الفوضوي” الاميركي بعد سقوط بغداد عام 2003، وجمعوا الاموال من خلال عمليات الخطف واكتسبوا الشهرة عبر قطع رؤوس المواطنين الاجانب على أشرطة الفيديو”.
التقرير أشار ايضاً الى “ان العدناني كان قد اعتقل في عام 2002 في محافظة الانبار واحتجز في سجن بوكا وغيره من السجون التي كانت تديرها اميركا، وذلك لمدة قاربت الخمسة اعوام”، وعليه اعتبر التقرير “ان عمليات الاحتجاز التي كان يديرها “البنتاغون” يبدو انها كانت بمثابة مدرسة التخرج للقادة الكبار في “داعش””، مضيفة “ان العدناني كان أحد “المتخرجين” وكذلك زعيم “داعش” ابو بكر البغدادي” وفق تعبيره.
كما تابع التقرير “ان العدناني كان يتشارك والزرقاوي “الكراهية” تجاه الشيعة”، وأضاف “ان اهم بيان للعدناني هو الذي جاء بشهر ايلول/سبتمبر عام 2014 قبل قرابة عام من المجازر التي استهدفت احدى المسارح في باريس، حيث حث المسلمين في الغرب على قتل “الكفار الاميركيين والاوروبيين” وخاصة الفرنسيين”.
مجلة “The New Yorker” نشرت تقريراً في الثلاثين من آب /اغسطس الجاري اشارت فيه الى ان الولايات المتحدة حددت مبلغ 5 مليون دولار كجائزة لمن يقوم بقتل ابو محمد العدناني.
وأشار التقرير الى “ان الولايات المتحدة يبدو انها تمكنت اخيراً من قتل هذا المطلوب الذي يعد من ابرز الارهابيين على لائحة الارهاب الاميركية”، كما اضاف “ان مقتل العدناني وفي حال حصل فعلاً، سيشكل النكسة الاكبر لقيادة “داعش””، لافتاً الى “ان العدناني كان قائد عمليات “داعش” “داخل دولة “الخلافة” وفي الخارج”.
كذلك نقل التقرير عن مسؤول اميركي مضطلع بأن العدناني هو “ثاني اكبر شخصية مركزية خلف البغدادي” في “داعش”، وان العدناني لعب دورا مركزيا بالتخطيط العسكري وغيره من المجالات”.
وورد في التقرير ايضاً “ان العدناني هو صوت “داعش” وكان من المروجين للهجمات المروعة التي حصلت في العراق وسوريا وغيرها من الاماكن حول العالم، وانه لعب دورا محوريا في “داعش””، كما قال التقرير “ان العدناني اشتهر بأشرطة الفيديو التي أظهرت عمليات قطع رؤوس الرهائن الغربيين وعمليات الاعدام الجماعية”.
وتابع التقرير “ان اساليبه هذه استقطبت آلاف المقاتلين الاجانب من جميع القارات الخمس”، مضيفاً “ان العدناني هو عدو قديم لأمركيا اذ انه كان من اوائل المقاتلين الاجانب الذين حاربوا التحالف الذي كانت تقوده اميركا في العراق كان من اول الملتحقين بتنظيم “القاعدة” في العراق”.
كما كرر التقرير كلامه بشأن دعوة العدناني المتعاطفين الافراد الى شن هجمات فردية في الغرب، مضيفاً ” العدناني لعب دورا مباشرا او غير مباشر في العديد من الهجمات التي وقعت في اوروبا والولايات المتحدة، بما في ذلك هجوم “San Bernardino” بولاية كاليفورنيا الاميركية”، غير ان التقرير اضاف “ان قتل العدناني بالتأكيد لن يؤدي الى شلل “داعش” كما ان مقتل اسامة بن لادن لم يؤدِّ الى شلل تنظيم “القاعدة””.
===
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅