صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن ل” رويترز” نعتقد ان هناك نوايا دولية جادة لاحلال السلام (المقابلة كاملة)
صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن ل” رويترز” نعتقد ان هناك
نوايا دولية جادة لاحلال السلام.
صنعاء- من محمد الغباري_ المقابلة كاملة.
اكد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن ,استعداد هم
لاستئناف محادثات السلام , ورحب من حيث المبدأ بالمقترحات التي اعلنها وزير
خارجية الولايات المتحدة الامريكية لكنه اكد ان الرد الرسمي على تلك
المقترحات سيتم عند تسلمها بشكل رسمي
وفي مقابة مع “وريترز” في القصر الجمهوري بصنعاء اتهم الصماد وهو ايضا رئيس
المجلس السياسي لجماعة انصار الله المعروفة باسم الحوثيين اتهم السعودية بعدم
الالتزام بالاتفاقات التي ابرمت معها بوقف الغارات على مناطق شمال اليمن
والانسحاب من مواقع داخل الاراضي اليمنية والسماح للقوات الموالية للحكومة
المعترف به دوليا باستخدام اراضيها في الهجوم على مواقعهم وقال ان ذلك
سبب للهجمات التي تشنها الجماعة على الاراضي السعودية
واستعرض الصماد الوضع الاقتصادي كما وعرض المصالحة مع المقاتلين المؤيدين
لهادي واكد ان هناك نوايا دولية لاحلال السلام في بلاده وغيرها من القضايا
في نص الحوار الاتي :-
– رحبتم بحذر بالمقترحات الصادرة عن الاجتماع الرباعي في جدة بشان
السلام مع انها تستجيب لكثير من المطالب التي طرحتموها في محادثات الكويت , هل
لديكم اعتراضات محددة على تلك المقترحات ؟
بالنسبة لما يتم تداوله الان عن مبادرة الرباعية التي اعلن عنها قبل عدة
ايام في السعودية نحن حتى الان لم نتسلم مسودة رسمية وكل ما يتم تداوله هو
عابرة عن تصريحات صحفية لا ترقى الى المستوى الذي يمكننا من القول اننا اطلعنا
على المسودة بشكل كامل, وربما ان الاخوة في الوفد الوطني يتسلمون هذه المسودة
اليوم ويمكن الاطلاع عليها وابداء الملاحظات ان وجدت ’ لذلك نحن كما كنا سابقا
لم نقفل باب السلام ولا باب المفاوضات ولازلنا على نفس الموقف الذي تحدثنا
عنه في اجتماع المجلس السياسي الاعلى امس اننا سنتعاطى بإيجابية مع اي مبادرة
من شانها ان تفضي الى وقف العدوان ورفع الحصار , ووقف امتهان واذلال اليمنيين
في مطارات بيشة وغيرها وتخدم السلام , لذلك هذا هو الموقف الذي يمكن ان نقول
به مبدئيا حتى الاطلاع على المسودة وابداء الموقف النهائي ..
لكنكم تحدثتم عن المضي في تشكيل حكومة جديدة , الا تعتقدون ان هذه الخطوة تعيق
مساعي السلام ؟
– مادام والعدوان مستمر والقصف مستمر ,والقتل مستمر فأي خطوات تأتي في اطار
ترتيب البيت الداخل اليمني وتوحيد الطاقات والجهود لمواجهة هذا العدوان
الغاشم , فاعتقد انها لن تؤثر ابدا على مسار المفاوضات , لانه مازال
والعدوان مستمر فمن حق اليمنيين , ان يقدمواعلى اي خطوة من شانها ان تعزز
جهودهم وتوحد صفوفهم لدفع هذا العدوان .
لكن السعوديون يقولون انكم صعدتم على الحدود خلافا للتفاهمات معكم , وبغرض
تحقيق مكاسب سياسية على حساب خصومكم في الداخل كيف تردون على ذلك ؟
– نحن دخلنا والسعوديون في تفاهم واثبتنا اننا اصحاب القرار واصحاب قيم
ومبادئ واستطعنا تثبيت وقف اطلاق النار على الشريط الحدودي كامل من البقع وحتى
حرض وميدي , انسحبنا من الربوعة وهي خطوة كانت كبيرة وجبارة وتلقينا وعود انه
سيتم ايقاف الغارات على المناطق الشمالية وانه سيتم بعده الانسحاب من ” قلل
الشيباني ” ومن ميدي وعدم السماح للمرتزقة باستخدام الاراضي السعودية بالزحف
على الاراضي اليمنية , لكن تفاجانا انه لم يحصل شيئ من هذا بالرغم من كل
التفاهمات التي قدمناها لكي يثبت النظام السعودي حسن نواياه , لكن الغارات
استمرت والحشود كذلك ,ودعم المرتزقة استمر والقصف المدفعي على المناطق
الحدودية استمر ايضا , ولو كان لدى السعودية نية جادة لايقاف العدوان او المضي
قدما في هذه التفاهمات لا التزموا بما تفاهمنا عليه , لهذا نحن قدمنا ما
الدينا ولكنهم لم يفوا بما التزموا به , ومن الطبيعي عندما تستمر الغارات
لمائة غارة في اليوم الواحد مثلا وبالأمس كانت هناك ثمانون غارة على منطقة “
قلل الشيباني ” ونحن لا نتملك طائرة ولا الاسلحة الفتاكة التي لديهم ولهذا من
حق اليمنيين ان يذهبوا ليدافعوا عن انفسهم ليس طمعا في الاراضي السعودية وانما
فقط لكي يشعر السعوديون بما يشعر به اليمنين من مرارة والام القصف والعدوان ..
اذن هل تعتقدون ان السلام سيكون قريبا ام انه ما يزال بعيد ؟
– نحن نرى ان العدوان قد طال وان هناك حرج اخلاقي وانساني على النظام السعودي
الذي يرتكب في حق الشعب اليمني مجازر كبيرة , كذلك فان العالم المتشدق
بالديمقراطية وبحقوق الانسان واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وصل الى مرحلة
حرجة جراء السكوت على هذه الجرائم , فاعتقد ان هناك نوايا دولية لايجاد
السلام , ونحن كما اسلفت سنبذل كلما في وسعنا لالتقاط اي فرصة لوقف العدوان
ورفع المعاناة عن الشعب اليمني
كيف ستواجهان الوضع الاقتصادي الصعب القائم الان في حال استمرت الحرب , او تم
نقل البنك المركزي الى عدن ؟
الوضع الاقتصادي الصعب ليس وليد يومه هو نتاج تراكمات سياسة النظام السعودي
التي استهدف فيها الشعب اليمني لكي لايصل الى وضع مستقر , وكما تعلمون ان
اليمن يمتلك ثروات هائلة وموارد اقتصادية كبيرة جدا الا ان سياسية التجويع
والافقار التي انتهجها النظام السعودي مع الانظمة السابقة من خلال اثارة
المشاكل بين القبائل , والنزاعات , وكان اخرها حكومة المبادرة الخليجية التي
كانت صناعة سعودية امريكية وكان من المفترض ان يبذلوا كل جهد لدعم هذه الحكومة
اقتصاديا لتقديمها كنموذج الا انهم وضعوا العراقيل في طريقها وجاء العدوان
ليتوج هذه السياسية من خلال ايقاف ايرادات الغاز والنفط ومن خلال حصار المنافذ
البرية والبحرية والجوية , وعدم وجود اي موارد للدولة , ولعلكم تعلمون انه في
عام 2014 عندما تم اقرار زيادة اسعار المشتقات النفطية قال هادي انه لا
يستطيع دفع الرواتب , فاذا كان عدوان استمر اكثر من سنة وثمانية اشهر يستهدف
البنية التحتية والمصانع ومنع تصدير النفط والغاز , وليس هناك موارد جمركية
من المنافذ بسبب الحصار فمن الطبيعي ان يحصل هذا الاختناق الاقتصادي لذلك نحن
نحمل النظام السعودي والمجتمع الدولي المتواطئ معه الذي لم يستطع اثناء
المفاوضات ان يضغط باتجاه السماح بتصدير النفط المتراكم في مخازن التصدير في
ميناء راس عيسى بالحديدة , فلو لم يكن لديهم توجه لإحداث انهيار اقتصادي
لسمحوا بتصدير هذه الكميات من النفط اثناء المفاوضات , لو ارادت الامم
المتحدة والدول ال18 ان تسمح بتصدير النفط حتى لاستخدام عائداته في شراء
الادوية او المشتقات النفطية للمستشفيات وتلبية ادنى الاحتياجات لهذا الشعب
لفعلوا ذلك , ولهذا نحن نحملهم المسؤولية اولا , وهناك سياسة تقشفية نتبعها
والبنك المركزي بذل جهود جبارة في ايجاد حلول للحفاظ على الحد الادنى
للاستقرار الاقتصادي , واعتقد ان من الحماقة ان ينصت المجتمع الدولي لهادي
فيما يدعيه من نقل البنك المركزي واحداث انهيار اقتصادي لان هذه مؤسسة سيادية
مدعومة دوليا ليست محل اخذ ورد من قبل هادي ومن معه
-اذا ما افترضنا ان السلام لم يتحقق قريبا الا تخشون ان يتمزق اليمن ففي ظل
وجود حكومة في صنعاء واخرى في عدن وهناك قتال في اكثر من منطقة ؟
كل ما يحصل في اليمن يقف وراءه العدوان , هذا العدوان هو الذي مكن القاعدة
وداعش في الجنوب , وما اتوا في منطقة الا واتت معهم داعش والقاعدة , هم ليس
لديهم مشروع , مشروعهم هو تمزيق اليمن , لو كان لديهم مشروع لاستطاعوا ان
يجعلوا من عدن نموذج, يجعلوها تشابه دبي او الرياض حتى يستطيعوا ان يجذبوا
الشعب الى مشروعهم لكن لانهم جاءوا ليقولوا لنا نحن جئنا لنمكن القاعدة وداعش
من رقابكم وجئنا لنمزقكم , لذا لم يستطيعوا ان يؤمنوا قصر “معاشيق ” في عدن
فكيف سيأمنون هذا الشعب , او يؤمنوا المناطق التي احتلوها , الشعب اليمني يحمل
وعي كبير وهناك صحوة كبيرة جدا في الاوساط الشعبية خاصة في المحافظات الجنوبية
, والذين انخدعوا بشعارات التحالف وقاتل بعضهم في صفوفه الان رأوا انه حتى
اولئك الذين كانوا يقاتلون القاعدة اصبحوا يقاتلون معها جنبا الى جنب في خندق
واحد تحت راية التحالف , فنحن لا نخشى ان يتمزق اليمن مادام وهذا الشعب يعي
حجم المؤامرة , صحيح قد يحصل ان تكون هناك مرحلة صعبة جدا حتى يتم اخراج
الغزاة والمحتلين واليمنيين ارفع من ان يسقطوا في مثل هذه المؤامرة
– فيما يخص القتال في تعز تحديدا الا تعتقدون بأهمية اجراء مصالحة
داخلية مادام وانتم تتحدثون عن عدو خارجي ؟
– نحن نبذل جهد كبير في سبيل المصالحة في الداخل حتى مع اولئك
المرتزقة الذين يتحركون تحت راية التحالف , وبالنسبة لتعز بالذات قدمنا اكثر
من مبادرة وباعترافهم هم , احد المشائخ اتى ووقعت له انا شخصيا المبادرة
وقدمنا له الضمانات في حال استجاب الطرف الاخرلها اننا مستعدون لتقديم
التفاهمات لإيجاد الاستقرار والامن بشكل ثنائي فيما بيننا كأطراف متصارعة
تقاتل في تعز لكن قرارهم ليس بأيديهم نهائيا ونحن حتى في المجلس السياسي قدمنا
اكثر من دعوة للتصالح وحتى للمغرر بهم المقاتلين في صفوف العدو ومازلنا على
ذلك وسنشكل لجان لمثل هذه المصالحات لعلى وعسى ان يستجيبوا لصوت العقل والمنطق
, لكن ما نلحظه هو انهم ليسوا اصحاب قرار والقرار يأتي من الرياض وابوظبي.