الحر وانقطاع التيار الكهربائي يتسبب بوفيات في الحديدة
منذ أكثر من شهر وسكان محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر يعيشون تحت رحمة الحر والرطوبة الشديدين جراء التوقف النهائي للتيار الكهربائي عن المدينة، ما أدى إلى حصول حالات وفيات من كبار السن وبعض المصابين بالأمراض المزمنة.
على كرسيها المتحرك تتنقل العجوز بحثاً عن مولد كهربائي كي يساعدها في الحصول على قدْر بسيط من الأوكسجين لرئتها المجْهدة. حال تعكس حجم المعاناة في محافظة الحديدة اليمنية جراء انقطاع التيار الكهربائي. وتقول أم هشام المصابة بضيق في التنفس “أنا تعبة. ماحصلش حد يهب لي كهرباء. مافيش عندنا كهرباء ايش نسوي فين نروح من بلادنا ؟ فين نروح؟”. أكثر من شهر وسكان هذه المدينة الساحلية غربي اليمن يفترشون الأرصفة بحثاً عن الظل في واحد من أشد مواسم الصيف حرارة وأكثرها رطوبة. ويقول مواطن يمني “نعاني من لهيب الشمس المحرقة، أصحاب المحلات الذين يعتمدون على الكهرباء أغلقوا محلاتهم”. البدائل البسيطة التي لجأ إليها المواطنون لا توازي في الواقع حجم الضرر الذي وصل حد الوفاة لمرضى وكبار في السن لقي البعض حتْفه نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. ويركد مواطن آخر “إذا اليمن يعيش في مأساة فنحن في الحديدة مأساتنا مضاعفة نحن نعيش في جحيم”، فيما يضيف آخر أيضاً “إحنا الرجال مش مشكلة المشكلة الحريم والأطفال اللي في البيوت والذي بيته مثل القبر قد عندهم الضغط والسكر والأعصاب”. ليل الحديدة لا يختلف عن نهارها أيضاً. أصوات مولدات الكهرباء تضج بها شوارع قد يكسر ظلامها الكثيف بصيص أمل باقتراب انتهاء معاناة أكثر من مليوني مواطن هم سكان المدينة.