لمن لم يفهم بعد…
الإتفاق السياسي وتأسيس المجلس السياسي وأسبابه وأهدافه وآثاره على الخارج والداخل والمستقبل..
سنقدم لكم ثلاث حلقات هامة جدا ومختصرة وهامة جدا ومفيدة ولكي يبقى لدينا وعي وتحصين أنفسنا و المجتمع وفهم الوضع ومواجهة العدوان والمنافقين….
الحلقة الأولى:-
بداية من الثورات العربية ( الربيع العربي) ومنها ثورة اليمن ودور العبرية والمنافقين فيها وإلى بداية العدوان على اليمن…. آملين الاستفادة والإفادة….
بدأت الثورات العربية وما أسمي بالربيع العربي الذي هدف إلى تفكيك وتجزءة المجزء وتدمير الشعوب والتمهيد لاحتلالها…
نجح المشروع الإسرائيلي الأمريكي في تونس ومصر واليمن وليبيا والملفت أن أمريكا وإسرائيل تخلت عن عملائها من زعماء العرب الذين قتلوا ودمروا بلدانهم وشعوبهم استرضاء لأمريكا وبتوجيه ورغبة امريكية وتنفيذا لتوجيهاتها … ومنها اليمن إذ شهدت ستة حروب ظالمة ومدمرة في صعدة استشهد فيها عشرات الآلاف من أبناء اليمن من أبناء صعدة والجيش وكان كل هذا. … ظنا منهم أنه إذا رضيت عنهم أمريكا وإسرائيل سيضمنون البقاء على كراسيهم والتربع على عروشهم ولكن هنا تخلت عنهم ونقضت كافة العهود والعقود والوعود التي قطعوها معهم وبإعتراف وتصريحات الزعماء العرب … وهذا ما حذرهم منه السيد حسين بدر الدين الحوثي…
هنا بدأت الفوضى الخلاقة في المنطقة وحرصت أمريكا أن تظهر نفسها كمخلصة للشعوب… ونجحت في كل البلدان إلا أنها فشلت في اليمن نتيجة التحرك الباكر والاستباق للسيد حسين بدر الدين الحوثي منذ أن بدأ التحرك الأمريكي لتنفيذ مشروعه الاستعماري بإفتعال حادثة الحادي عشر من سبتمبر وحيث قال أنها إعلان حرب وأن أمريكا قالت أنها حرب صليبية وطويلة وأنه نحن أيضا يجب أن نستعد ونعد العدة وبدأ مشروعه القرآني المتمثل في محاضرات وإطلاق الشعار والمقاطعة ودفع ثمن هذا التحرك خوض ستة حروب استشهد في حربها الأولى ليصل هذا المشروع إلى أغلب محافظات الجمهورية والذي ولد وعيا لدى أغلب شرائح المجتمع ولقي قبول وترحيب من النخب والهامات الوطنية والصادقة ودعمه بالشواهد وبالجرائم التي ارتكبتها أمريكا في اليمن وفي المنطقة هنا تعرت وبدأت تمشي في غير ما خطط له من قبل أمريكا وإسرائيل وحاولت تفادي هذا الانحراف التي اعتبرته خطر وتمخض عن هذه المؤامرة بعد لقاءات مكثفة مع الأحزاب بالداخل وأصحاب الوصاية الحكام الفعليين في اليمن والمنطقة والعالم عدى محور الممانعة المتمثل في حزب الله وايران وبعض التكتلات في المنكقة عموما يمنيا وضعت أمريكا بصماتها الأخيرة ولتنامي السخط الشعبي ضدها في اليمن قدمتها إلى آل سعود ليقدمونها باسمهم وسميت بالمبادرة الخليجية..
والمفاجأة الأخرى أن نظاما ملكي استبدادي يقدم رؤية لبلد ديمقراطي وتعددي… ودست السم فيه بإسم الحوار… كطعم…
عموما كان باعتقاد أمريكا وال سعود أن ثمة مكونات سترفض المبادرة الخليجية فعمدت إلى إدراج جانب الحوار وأنه طعم إن رفضت المبادرة معناه رفض الحوار ومن هذا يقومون بتأليب الرأي العام والمجتمع اليمني والدولي ضدهم وهذا يقصد به أنصار الله.. وزادوها بافتعال حرب دماج الأولى قبل توقيع المبادرة بيومين.. وبعد الانتهاء من التوقيع أوقفت حرب دماج وكأن لم يكن.. رغم أن الجميع متعايش منذ عقود من الزمن…
وهنا تأتي مفاجئة وصفعة جديدة وكانت النتيجة مفاجئة إذ صرح أنصار الله والشباب المستقل ومكونات أخرى رفضهم للمبادرة الخليجية بصيغتها ولفظها التي أرادت تحويل الثورة إلى أزمة وهذا يعني حل خلاف أو نزاع بين أطراف وعلى أن تستمر كافة الاتفاقيات وغيرها والتي كانت غير قانونية ولا شرعية بينما الثورة هي تأتي تصحح أي انحرافات سابقة وتؤيد أي إتفاقيات تبنى على أساس الإحترام المتبادل والتفريق بين العلاقة والعمالة… هنا أكد أنصار الله ومعهم مكونات أخرى أن الحوار لغة سامية وعنوان مشروعهم ولغة القرآن والأنبياء وأنه ليس من حق أي فئة أو جهة تملكه والاستفراد به وأضاف أنصار الله أنهم سيشاركون في الحوار ولكن على قاعدة أن الحوار ليس بديلا عن الثورة… وحصلوا على مقاعد مثلت نسبة كبيرة..
إستمرت الثورة وبدأ الحوار وكانت رؤية أنصار الله هي الرؤى الوطنية التي حضيت بإجماع واعترف محلي ودولي وحتى من الخصوم كونها مثلت تطلعات شعب وبناء وطن ولم تكن ذات مصالح ضيقة وفئوية..
خلطت أوراق أمريكا وإسرائيل ومن معهم فاتجهت إلى تفعيل أدواتها الاستخباراتية المتمثلة في القاعدة والتي جاءت من رحم حزب الإصلاح وبدأت بتنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات هامات وطنية .. مثلت خسارة كبرى على الوطن كل الوطن وكانت هذه الجرائم في بداية الحوار لمحاولة إغتيال أبو راس واستشهاد 2من مرافقيه وفي وسطه هامة وطنية الدكتور عبدالكريم جدبان وفي آخره الدكتور أحمد شرف الدين وكل هؤلاء أعضاء في مؤتمر الحوار وهذا أثبت أن الاستهداف هو لكل الهامات الوطنية والحرة وعلى الصعيد الآخر حركت ورقة دماج وكتاف واغتيالات طالت الجهات الأمنية والعسكرية وحتى المدنية من الرجال الوطنيون وتوسعت لتطال المواطنين في الأسواق والمساجد وعلى الصعيد الإقتصادي استنزاف كبير وافراغ خزينة الدولة وتحرير إتفاقيات بيع واستباحة سيادة البلد أرضا وانسانا استشهد فيه المئات من أبناء اليمن بطائرة بدون طيار وأما المؤسسات والجيش والأمن لم يكن نصيبها فقط الاغتيالات بل طالت إلى تدمير كل ما بقي للوطن فأسقطت طائرات واستشهد طيارين عظماء ونقلت أسلحة إلى الجنوب وإلى الخارج وعطلت تلك الصواريخ التي انتزعت بطاريات التشغيل وغيرها وليس هذا فحسب بل عمدوا إلى هيكلة المؤسسات والجيش والأمن وقضي على ما بقي لليمن من أي بنية تحتية أو بشرية ليبقى هيكل إنسان وهيكل مبنى وشكل وإسم مؤسسة ودولة….
هنا ومن هذا سارعت إسرائيل وأمريكا إلى عقد إجتماعات وبعد دراسات وبحوث تم إقرار جرعة قاتلة..
كانت هذه الجرعة باتفاق أحزاب المحاصصة دون إستثناء..
كانت في تلك المرحلة تظهر أمور عجيبة إذ استغلت امريكا الربيع العربي لتجهض البحرين وتعتبرها فوضى وتستخدم القوة وتهاجم سوريا وتدمرها بعد أن دمرت العراق بإسم ثورة … وبتجميع أدواتها من كل دول العالم وبنفس الطرق والأساليب والعناصر .. ورافقها حزب العلازق والاخونجيين بحملة كبيرة في المساجد وحتى الدعوة للجهاد وابتعاث مقاتلين إلى سوريا…
فكانت هذه الخطوات هي بداية النهاية والمعززة وان حديثنا حول اليمن فقط لنذكر وجه العلاقة ومن هنا ومع استمرار انصار الله ومن معهم في الثورة لتبدأ عملية تصحيح مسار الثورة وهدف الجرعة كان:
إشغال اليمنيين بلقمة العيش..
إثارة السخط ضد الثوار والثورة..
أغلب الثوار إن لم يكن كل من المستضعفين وهذه تمثل تجميد لحركتهم فتحد من نشاطاتهم ومشاركاتهم… ولكن كانت العكس… أدت إلى اندفاع شعبي كبير وتأكد للشعب أنه لابد من الخروج والالتحاق بالثورة وللثوار أنه آن الآوان لتصحيح مسار الثورة واستكمال المشوار الذي بدأه وتوجه الشهداء ووفاء لهم…
بدأت الثورة وتمخض مخرجات الحوار وحاولوا الالتفاف على المخرجات وافراغ التنفيذ لها من خلال الضمانات التي كانوا يريدونها هي تلك نفسها … ولكن فشلت وازداد زخم الثورة…
أعتقد الخارج وعملائه بالداخل أن المماطلة وتطويل فترة الثورة ستجعل الشعب يمل ولكن كانت مفاجأة أخرى…
وضع السيد خطة بدأ بتوحيد قناة الثورة والثوار وتحت قيادة واحدة وبدأت خطوات الثوار بخطى لم يحدث مثلها في التاريخ وإلى أن اجتثت الفاسدين واحاطة بهم…
حاول الخارج والداخل إحداث خلل وحرف مسار الثورة وأن تبقى الوصاية هي لأمريكا وللسعودية والتي من ورائها إسرائيل وأن تبقي على أدواتها وعملائها من حزب الإصلاح ومن إليهم…. ولكن تفاجأ العالم بتوحيد القناة وبقائد الثورة وحكمته وثقة الثوار في قيادته الحكيمة .. وتمخض عنها إتفاقيات كانت على وشك الإنتهاء ولمسات بسيطة وكما صرح بهذا مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمرو إلا أن السعودية اجهضته وبدأ علي محسن بإثارة المشاكل والحرب وكانت نتيجتها أن فر خارج البلاد .. وتمخض عن هذا إتفاق السلم والشراكة وقعت عليه كل القوى السياسية والمكونات اليمنية وباركه العالم بما فيهم الدول العشر والأمم المتحدة ومجلس الأمن وبملحقه الأمني. ..
هذا ارعب أمريكا وإسرائيل وبدأت تخوف السعودية وزاد على هذا دحر اداتها الاستخباراتية القاعدة من رداع في ساعات وأيام والتي ظلت لفترة عشرة أعوام وهي تدعي أنها تحاربها ..
النهاية .. إستقالة عبدربه والحكومة وبعد مفاوضات أصرت الحكومة على عدم العدول عن قرارها والهدف إحداث فراغ سياسي لتدمير ما بقي وتحويل اليمن إلى عصابات ونهب وقتل وفوضى ولكن هذا أيضا فشل…
أخيرا بدأت مؤشرات التوافق وإلى أن اجهض نهائيا بالعدوان الأمريكي السعودي على اليمن…
كل هذه المراحل من 1990 برفض الوحدة حسب زعمهم مع الشيوعيين وإلى 1994 بفتوى الجهاد ضد الشيوعيين وإلى 2004 بفتوى المجوس والروافض وسب الصحابة ووووو وحتى 2011 وأن كل ما شهده اليمن من حروب ظالمة بحق أبناء الجنوب وأبناء صعدة وبحق اليمن كل اليمن كان كل هذا بتدبير أمريكي سعودي وفتاوى إصلاحية إخوانية وإعلان الجهاد تحت عناوين وطنية يتحملون كافة المسئولية .. كانت تنتهي في مراحل وتعود بأخرى وعادت إلى الواجهة بعد إعتراف منهم واعتذار رسمي في العام 2012 و2013 و2014 وبعناوين نفسها روافض والحفاظ على الوطن والجمهورية والوحدة وانتهت وافتضحت إلى أن تتلاشى كل هذه الاعيب…
الحلقة الثانية:’ فرار عبدربه وزمرة الإصلاح والعملاء ومغادرة السفارات وبدء العدوان وابعاده وأهدافه ونتائجه وإلى فترة عام ونصف ..
الحلقة الثالثة:- المفاوضات والحوارات الثلاثة والاتفاق السياسي والمرحلة القادمة…