قراءة في كواليس القمة الأميركية الروسية
في قمة الرئيسين الروسي والأميركي جرى البحث عن حلول وسط للملفين السوري والأوكراني، وفي الكواليس تردد حديث عن تفاهمات مرحلية تبقى رهينة التطورات على الارض وغير ملزمة للطرفين.
لقاء الرئيسين أوباما وبوتين جاء بعد قطيعة استمرت سنتين على خلفية تناقضات عميقة تراكمت على مدى عقد ونصف العقد من الزمن في قضايا مصيرية تمس المصالح القومية لكلا البلدين، والأمن العالمي ومستقبل العلاقات الدولية. فلم التقى الرجلان؟ الأجندة التي بدأ التحضير لها منذ زيارة وزير الخارجية الاميركية جون كيري إلى منتجع سوتشي الروسي في أواسط أيار/ مايو الماضي تراكم محتواها جراء اللقاءات الثنائية المتواصلة بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف إلى حين الوصول إلى قمة نيويورك. في كواليس القمة الأميركية الروسية بحثت فرص الحلول الوسطى لكل ما يحيط الملفين الاوكراني والسوري. أما قضايا الامن والسلام العالميين فوضعت جانبا الى حين تحقيق تقدم في الملفين آنفي الذكر. بوتين أراد اعترافاً بدور موسكو في العالم، وما يترتب على هذا الاعتراف من مشاركة روسية في حل قضايا العصر.
وبطبيعة الحال أراد ضمانات بعدم العبث بالحدائق الخلفية لروسيا. لكن أوباما وعلى الرغم من سياسة إدارته التي اتسمت بالتردد في معظم مشاهد السياسة الدولية وحاجته لتفاهمات مع موسكو لم يكن مستعدا لتنازلات كبيرة وحلول وسطية كثيرة. فعلام اتفق الرئيسان؟ فرص الحلول الوسطية بين موسكو واشنطن ضئيلة ولكن ممكنة، ويعتبر فياتشيسلاف نيكونوف، نائب رئيس المجلس الروسي للسياسة الخارجية والدفاعية أن “فرص الحلول الوسطية محدودة. اذا اخذنا اوكرانيا فسنرى ان واشنطن لن تتخلى عن دعم نظام كييف في عدوانيته ازاء روسيا. واذا اخذنا القضايا الامن والسلام العالميين فان الحوار معنا معلق حاليا. تبقى سوريا، وهنا نلتقي نظريا في مسألة القضاء على داعش، اما من الناحية الفعلية فسنظل نصطدم بعنصر الرئيس الاسد. الأميركيون امهلونا فرصة لتحقيق تقدم في العملية السياسية في سوريا، لكنهم قد يغيرون قواعد اللعبة لتوريطنا في أفغانستان جديدة. اعتقد ان بوتين يعي ذلك جيدا”. ولكن هل سيقبل بوتين بالشروط الأميركية، ولا سيما تلك المتعلقة بالملفين السوري والأوكراني؟ لن تسمح بافغانستان جديدة في سوريا، هكذا يقول ايغور كوروتشينكو عضو المجلس الاجتماعي بوزارة الدفاع، ويضيف “مهمتنا في سوريا تكمن في القضاء على بنى الارهاب وتمهيد الطريق للجيش السوري ومن يؤمن بالحل السياسي لدحر داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، بغية بسط سلطة الدولة على اوسع مساحة جغرافية خلال فترة وجيزة. أما في اوكرانيا فان تركيبة الحل اكثر تعقيدا نظراً لأن طعن روسيا في الخاصرة أكثر إيلاما. لذا من المهم لنا أن نحتفظ بورقتي الضغط السورية والأوكرانية معا”.
الرئيس الروسي يتوجه الى باريس حاملاً حصيلة مباحثاته في نيويورك على أمل تعميم نصف التفاهم الأميركي الروسي على العلاقة الروسية الاوروبية في الشأن الاوكراني أيضا. في كواليس السياسة العالمية يدور حديث عن أن أزمة منطقة الدونباس في شرق أوكرانيا ستجمد الى أجل غير مسمى على غرار نزاعات مماثلة في الفضاء السوفييتي السابق لترثها الادارة القادمة الى البيت الأبيض، أما بوتين نفسه فهو باق في الكرملين. القادة الروس يفضلون العمل على قاعدة أن “السياسة فن الممكن”، وعلى ما يبدو فإن الأميركيين يميلون الى القبول بالحلول الوسطى أيضا.
وبطبيعة الحال أراد ضمانات بعدم العبث بالحدائق الخلفية لروسيا. لكن أوباما وعلى الرغم من سياسة إدارته التي اتسمت بالتردد في معظم مشاهد السياسة الدولية وحاجته لتفاهمات مع موسكو لم يكن مستعدا لتنازلات كبيرة وحلول وسطية كثيرة. فعلام اتفق الرئيسان؟ فرص الحلول الوسطية بين موسكو واشنطن ضئيلة ولكن ممكنة، ويعتبر فياتشيسلاف نيكونوف، نائب رئيس المجلس الروسي للسياسة الخارجية والدفاعية أن “فرص الحلول الوسطية محدودة. اذا اخذنا اوكرانيا فسنرى ان واشنطن لن تتخلى عن دعم نظام كييف في عدوانيته ازاء روسيا. واذا اخذنا القضايا الامن والسلام العالميين فان الحوار معنا معلق حاليا. تبقى سوريا، وهنا نلتقي نظريا في مسألة القضاء على داعش، اما من الناحية الفعلية فسنظل نصطدم بعنصر الرئيس الاسد. الأميركيون امهلونا فرصة لتحقيق تقدم في العملية السياسية في سوريا، لكنهم قد يغيرون قواعد اللعبة لتوريطنا في أفغانستان جديدة. اعتقد ان بوتين يعي ذلك جيدا”. ولكن هل سيقبل بوتين بالشروط الأميركية، ولا سيما تلك المتعلقة بالملفين السوري والأوكراني؟ لن تسمح بافغانستان جديدة في سوريا، هكذا يقول ايغور كوروتشينكو عضو المجلس الاجتماعي بوزارة الدفاع، ويضيف “مهمتنا في سوريا تكمن في القضاء على بنى الارهاب وتمهيد الطريق للجيش السوري ومن يؤمن بالحل السياسي لدحر داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، بغية بسط سلطة الدولة على اوسع مساحة جغرافية خلال فترة وجيزة. أما في اوكرانيا فان تركيبة الحل اكثر تعقيدا نظراً لأن طعن روسيا في الخاصرة أكثر إيلاما. لذا من المهم لنا أن نحتفظ بورقتي الضغط السورية والأوكرانية معا”.
الرئيس الروسي يتوجه الى باريس حاملاً حصيلة مباحثاته في نيويورك على أمل تعميم نصف التفاهم الأميركي الروسي على العلاقة الروسية الاوروبية في الشأن الاوكراني أيضا. في كواليس السياسة العالمية يدور حديث عن أن أزمة منطقة الدونباس في شرق أوكرانيا ستجمد الى أجل غير مسمى على غرار نزاعات مماثلة في الفضاء السوفييتي السابق لترثها الادارة القادمة الى البيت الأبيض، أما بوتين نفسه فهو باق في الكرملين. القادة الروس يفضلون العمل على قاعدة أن “السياسة فن الممكن”، وعلى ما يبدو فإن الأميركيين يميلون الى القبول بالحلول الوسطى أيضا.
المصدر: الميادين