الصراري والتعاطي الأممي
طالب الحسني
لم تحرك جريمة الصراري واختطاف أبنائها وتهجير سكانها ونصب أعمدة الإعدامات التي لا تختلف بشاعةً عن جرائم “داعش” ومحاصرة لقرى ومدن سكنية في كل من العراق وسوريا، لم تحرك ساكنا في أروقة الأمم المتحدة والأسرة الدولية، في ظل استمرار ساسة الكيل بمكاييل متعددة.
ليس حدثا عابرا أن يصمت العالم تجاه ما تعرضت له قرية الصراري المنكوبة من اقتحام وإحراق واختطاف وإعدامات على الطريقة الداعشية، في إطار اختلال الموازين والكيل بمكاييل متعددة.
فما تعرضت له قرى ومدن في العراق وسوريا من اقتحام وحصار واختطاف وإخفاء قسري للأسر والأفراد، وإعدامات بالجملة على يد عناصر “داعش” والجماعات المسحلة هو ذاته ما يحدث الآن وبصورة علنية لقرى الصراري وحصبان وذي البرح في محافظة تعز بأيدي القاعدة وداعش والجماعات المسلحة الممولة سعوديا، ولكن في ظل صمت دولي وتجاهلي أممي مقيت.
وسيان بين هذه الجماعات التي رفعت شعارات طائفية وعرقية وجهوية وهي تذبح وتحرق وتختطف نساء وأطفال مدن وقرى سكنية في سوريا والعراق وتنتشي بارتكاب هذه الجرائم وبين هذه الجماعات التي اقتحمت الصراري ورفعت ذات الشعارات والعبارات وهي تستبيح القرية وتختطف أبناءها.
وما تغير هو غياب الأصوات الدولية المنددة كما لو أن ما يحدث هنا لا علاقة له بالجريمة ولا بالانتهاكات المحرمة أخلاقيا وعرفيا وإنسانيا والمُجَرمة دوليا.
ومن حيث تتكشف ازدواجية المعايير في التعاطي الأممي مع الأحداث والقضايا ذات الأبعاد الإجرامية المدانة تحت كل العناوين والمسميات يسقط القناع عن تواطئ الأمم المتحدة وتغاضيها عن جرائم هذه الجماعات وممولوها في الوقت الذي تقدم نفسها قلقة من تصاعد الأزمة عندما يتعلق الأمر بالرغبة السعودية في تسويق وتوجيه القرارات الأممية ضد اليمن، فإلى متى تسود سياسة الكيل بمكاييل متعددة؟.