الصحف الأجنبية: رئيس الاستخبارات الأميركية يعارض التعاون مع روسيا في سوريا
اعرب رئيس الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر عن معارضته للتنسيق مع روسيا في سوريا، وذلك في ظل التقارير التي تتحدث عن موافقة الرئيس الاميركي باراك اوباما على هذا التعاون. كما اعتبر كلابر ان واشنطن لا تستطيع اصلاح مشاكل الشرق الاوسط لوحدها. من جهة اخرى اعرب دبلوماسيون اوروبيون سابقون عن تخوفهم من السياسات التي يروج لها المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومعه عدد من الشخصيات المعروفة بهذا الحزب.
تصريحات مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية
وقد اجرى الصحفي “ديفيد اغناتيوس” مقابلة مع مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية “جيمس كلابر” لصحيفة واشنطن بوست نشر اهم ما جاء فيها بتاريخ الحادي والعشرين من تموز/ يوليو الجاري.
وافاد “اغناتيوس” ان “كلابر ” رفض بعض التقويمات السائدة، اذ حذر من المبالغة بحجم التهديد الذي تشكله جبهة النصرة وكذلك من خطة ادارة اوباما مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع روسيا حول اهداف سوريا، كما شكك بالكلام التركي القائل بان فتح الله غولن الذي يعيش بالمنفى بالولايات المتحدة هو وراء محاولة الانقلاب الفاشلة الاخيرة.
كذلك شدد “كلابر” على ان الولايات المتحدة لا تستطيع اصلاح مشاكل الشرق الاوسط لوحدها، وهنا لفت الى ان الرأي يتشاركه والرئيس اوباما، وهو ما يعزز هواجس الادارة الاميركية من تخصيص المزيد من القوة العسكرية في سوريا.
وحول تهديد جبهة النصرة، قال كلابر ان الاخيرة تمثل تهديدا ناشئا فقط، ولا يصل الى التهديد الذي تشكله داعش. كما اضاف ان قدرة النصرة على مهاجمة الولايات المتحدة واوروبا هي “طموحية” وليست “وشيكة”، ووصف التقارير التي تشير الى ادلة متزايدة عن مخططات للنصرة لشن هجمات في الخارج، بانها “حادة بشكل مفرط”.
وفي نفس الوقت اعرب كلابر عن توجسه ازاء التعاون مع روسيا باستهداف جبهة النصرة، وهو تعاون وافق عليه بشكل مؤقت اوباما،حيث قال كلابر خلال المقابلة: “لقد اعربت عن تحفظاتي حيال مشاركة المعلومات الاستخبارتية مع روسيا على سبيل المثال”، زاعماً ان روسيا تريد هذا التعاون من اجل استغلال ومعرفة المصادر والاساليب التي تستخدمها اميركا في المجال الاستخباراتي.
كما اكد “كلابر” ان اوباما يواجه عددا من الخيارات السيئة في سوريا، اذ قال ان “جميع صناع السياسة لدينا” هم امام خيارات سيئة، وان “لا خيار ايجابيا” وان الوضع في سوريا معقد للغاية.
كذلك اعرب “كلابر” عن شكوكه بان اي تدخل عسكري اميركي في سوريا لكان ادى الى وضع افضل، وقال انه حضر المداولات في عام 2012 حول الخيارات المتاحة في سوريا.
ورداً على سؤال عما اذا كان فتح الله غولن قد خطط للانقلاب الفاشل اعرب كلابر كذلك عن رفضه لذلك. وقال انه لم ير اي شيء يدل على ذلك في المعلومات الاستخبارتية.
كلابر اعتبر ايضاً ان المحاولة الانقلابية تعقد الوضع في سوريا وذلك لان العديد ممن تم طردهم من مناصبهم كانوا متحاورين مع الولايات المتحدة ضد داعش، مثل قائد قاعدة انجرليك الجوية. وقال ان الانقلاب الفاشل نكسة لمكافحة الارهاب عموماً اذ ان الاتراك سيكونون منشغلين بالتطورات الداخلية، مؤكداً بالوقت نفسه انه من الضروري ان يبقى الاتراك في حلف الناتو.
وشدد كلابر على ضرورة ان لا تأمل الولايات المتحدة بحلول سريعة في الشرق الاوسط، وان تستعد لفترة مطولة من انعدام الاستقرار والعنف من قبل القاعدة وداعش وغيرها من الجماعات. كما تابع بان المعركة ضد هذه الجماعات ستستمر لفترة طويلة جداً، وان القوة العسكرية الاميركية لا يمكن ان تحل الوضع بالكامل في اماكن مثل الرقة والموصل.
المخاوف الاوروبية من عقيدة دونالد ترامب
من ناحية اخرى، كتب رئيس الوزراء السويدي السابق “Carl Blidt” مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست بتاريخ الثاني والعشرين من تموز/ يوليو الجاري وتمحورت حول مواقف المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية “دونالد ترامب”.
الكاتب اشار الى ان ترامب، قد قال لصحيفة نيويورك تايمز ان استعداده للدفاع عن دول البلطيق في حال تعرضت لهجوم روسي انما يعتمد على تقويمه عما اذا كانت دول البلطيق هذه قد اوفت بالتزاماتها “تجاهنا”. ولفت ايضاً الى كلام العضو البارز بالحزب الجمهوري “Newt Gingrich” الذي قال فيه ان “استونيا” لا تستحق مواجهة نووية.
واعتبر الكاتب ان ذلك يمثل اكبر تغير استراتيجي في اميركا منذ جيل، مشيراً الى ان آثار هذا التغيير ستكون هائلة.
كما قال انه وفيما لو اصبحت عقيدة “اميركا اولاَ” عقيدة “الحلفاء في الآخر”، فان التحالفات حينها ستفقد معناها، وان ذلك يحمل معه خطر عالم قوة “من دون مبدأ”.
كذلك حذر من ان المعاهدات والصداقات ستفقد معناها في حال تم اتباع السياسات التي يروج لها ترامب وآخرون بالحزب الجمهوري.
====