الاعلام المقاوم ومقاومة التطبيع
وعلى النقيض من الاعلام المقاوم، فان العدید من وسائل الاعلام الغربية والعربية والعبرية سعت خلال السنوات الاخيرة ومن خلال فبركاتها الاعلامية الى حرف انظار الدول الاسلامية عن القدس باعتبارها بوصلة العالم الاسلامي نحو الاوضاع الداخلية للدول الاسلامية والنزاعات الدائرة فيها.
اجهزة الاعلام المستقلة وقنوات جبهة الممانعة سعت دوما الى احباط هذه المؤامرة الاعلامية وتركيز اهتمام المسلمين والرأي العام العالمي نحو فلسطين. كما ان التنسيق والتناغم القائم بين وسائل اعلام المقاومة خاصة القنوات العربية بمحورية فلسطين ممتازة وتبعث على الامل.
المتتبع للاحداث يدرك جيدا بان الموقف حيال الكيان الصهيوني على الصعيد الاقليمي يختلف حكوميا وشعبويا. الخطاب الرائج هو الموقف الرسمي لبعض الدول العربية والاجنبية التي تسعى الى الترويج لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني وتسريع هذه الوتيرة. لكن الخطاب السائد يعود للراي العام الذي يعارض بشكل علني إقامة أي علاقات مع الكيان الصهيوني خلافا للدعاية الرسمية .
اعلام المقاومة حاول من خلال فقراته الخبرية وبرامجه الوثائقية وتحليلالته الموضوعية تعزيز الخطاب السائد. ويمكن القول ان التعارض بين الخطاب الحكومي والشعبوي هو من ثمار الجهود التي تبذلها وسائل اعلام المقاومة، رغم ان وسائل الاعلام التي تروج للخطاب الحكومي تحظى باحدث المعدات ومنتهى الدعم الحكومي. فوسائل اعلام المقاومة ورغم قلة امكانياتها استطاعت التاثير على الراي العام بشكل كبير وفضح الكيان الصهيوني. وكشاهد على نجاح الاعلام المقاوم يمكننا الاشارة الى الاستنكار الذي واجهته تركيا من قبل بعض مسؤولي حركة حماس والكثير من نخبة العالم الاسلامي بسبب اتفاقها الاخير في التطبيع مع الكيان الصهيوني .
ومع حلول شهر رمضان شهدت قنوات المقاومة والممانعة تعبئة شاملة على صعيد اعداد التقارير ونشرات الاخبار وعكس وجهات نظر المسؤولين وعلماء الدين والاحزاب والجمهور العربي، ومواقفهم في الدول الاسلامية وغير الاسلامية . وخلال هذه الفترة قامت هذه القنوات ببث مئات المقابلات التي اجريت مع شخصيات نخبوية وفكرية وسياسية مسلمة مناهضة للكيان الصهيوني والتطبيع معه من قبل بعض حكام المنطقة.
كما تم توسيع نطاق اعداد التقارير الوثائقية والاخبارية من قبل قنوات المقاومة لتشمل الشخصيات غير المسلمة ايضا، حيث اجريت مقابلات مع نواب اوروبيين وشخصيات واحزاب ومنظمات مدنية مناهضة للكيان الصهيوني. كما تم اعداد العديد من الكليبات والفواصل الاعلامية بمحورية القدس وفلسطين.
وقد لقيت هذه الوثائقيات نجاحا باهرا واقبالا واسعا لاسيما احدى حلقاتها التي تمحورت حول المقارنة بين المواقف والتصريحات التي أطلقها بعض زعماء وحكام الدول الاسلامية خلال العام الجاري وبين السياسات والتوجهات التي عبروا عنها خلال الاعوام الماضية في خصوص قضية فلسطين والكيان الصهيوني. هذه الحلقة كشف بوضوح تسابق بعض الحكام والشخصيات العربية لترجمة التسوية والتطبيع مع الكيان الصهيوني على ارض الواقع.
د. السيد احمد سادات
====