’والاه’: معركة وادي الحجير هشّمت أسطورة الميركافا
نشر موقع “والاه” مقالًا يتوقّف فيه عند معركة وادي الحجير بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لعدوان تموز 2006 على لبنان،، فيشير الى أن “قوافل دبابات الميركافا في حرب 2006 سلكت طريقها نحوالحدود اللبنانية، ورُميت مباشرة في المياه الباردة أي تحت مرمى نيران حزب الله”.
ويقول الموقع “يبدو أن اللحظة الكبيرة حانت لسلاح المدرعات، تمامًا بعد محاولة هيئة الأركان إطلاق رصاصة الرحمة عليه”، ويرجّح أن يأتي مقاتلي حزب الله في حال اندلعت حرب لبنان الثالثة، مسلّحين بصواريخ مضادة للدروع كثيرة جدًا، فهم مدربون وأصحاب خبرة عملانية كبيرة جرّاء قتالهم في سوريا ضد التنظيمات المختلفة وعلى رأسها “داعش””.
ويضيف الموقع أنه “بعد 34 يومًا من القتال الدامي خلال حرب لبنان الثانية، تباينت الآراء حول موقع دبابة المركافا، ما أضرّ بهيبة الدبابة التي توّجت آنذاك كأفضل دبابة في العالم فكانت معركة السلوقي التي وقفت خلالها دبابات المركافا هامدة في المكان، واضطرت لانتظار أوامر المستويات الرفيعة في الجيش الإسرائيلي.. هكذا بقيت معرضة لصواريخ الكورنيت المتطورة التي بحوزة حزب الله”.
وفي معرض سرده لهزيمة الصهاينة في تلك المعركة، يشير الموقع الى أن “النيران اشتدت حينها، وبدأت تقضم بالفولاذ العسكري. صعوبة تحرّك الدبابات إلى الأمام ازدادت، هذا اذا لم نتحدث عن مصدر تلك النيران، إذ كان يفترض بلواء الناحل أن يكون المسؤول عن التغطية أثناء تشغيل مراقبات فعالة، لكنه لم يعرف “لغة الدبابات” وكيفية التحدث مع قادتها.. على الرغم الثمن الباهظ لصورة أعداد القتلى الكثر، وعلى الرغم من تلعثم المستوى السياسي والقيادة الرفيعة في الجيش الإسرائيلي في كل ما يتعلق بتشغيل الدبابات، نجح مقاتلو المدرعات بالوصول إلى قمة الجبل، لكنهم فعلوا ذلك بعد أن دفعوا ثمنُا باهظًا.. مقتل جنود الجيش الإسرائيلي، ومنظر الدبابات المتضررة، كل ذلك حطم الأسطورة التي رافقت لسنوات عديدة هذا السلاح الصلب”.
وتابع “والاه”: “في تلك الأيام، خيّم الرعب على رئيس فرع التحصين في مشروع دبابة الميركافا في وزارة الأمن المقدم بروخ متسلياح، الذي حاول فهم ما حدث في أودية ومغارات جنوب لبنان.. صواريخ حزب الله التي وجدت هدفها وضربت الدبابات وألحقت أضرارًا بهيبة وموقع متسلياح، ولذلك أراد معرفة كل شيء، دون تفويت أيّ تفصيل. هو جمع كل تفصيل وجده، كي يفهم القصة بالعمق ومن أجل معرفة ما حدث بالضبط في بلاد الأرز. طوال 34 يوم قتال، حيث سقطت الصواريخ والقذائف من حوله، حقق متسلياح شخصيا في 59 حادثة مختلفة وعندما سمع التفاصيل التي أتت من الميدان “انسحق” قلبه”.
وينشر موقع “والاه” بعض التفاصيل الميدانية، فيوضح أن “47 دبابة تضرّرت خلال حرب لبنان الثانية جراء صواريخ مضادة للدروع. في 24 حالة، نجحت الصواريخ حتى باختراق الدبابة، حيث حصلت معظم الاختراقات الفتاكة بسبب الإصابة بالذخيرة الموجودة في جوف الدبابة، فيما قُتل 24 مقاتلًا في مختلف المعارك، 18 من ضمنهم في 5 حوادث مختلفة”.
ويردف الموقع: “أنسوا ثغرات حرب لبنان الثانية.. إشارات التحذير تظهر من حين لآخر، تذكير مؤلم بقدرات حزب الله ظهر في 28 كانون الثاني 2015. مجموعة مضاد للدروع تابعة لحزب الله تمركزت في مدى 5 كيلومتر، أقصى حدود قدرة صاروخ الكورنيت وأطلقت 5 صواريخ مضادة للدروع اتجاه قافلة لكتيبة تسبار، التي صعدت إلى هار دوف. قائد السرية، الرائد يوحاي كلنغل، والرقيب أول دور نيني الراحل، اللذين كانا يستقلان آلية غير محصنة، قُتلا في المكان. الهجوم على القافلة حصل في الوقت الذي كانت تعرف فيه قيادة المنطقة الشمالية جيدًا أن حزب الله يبحث عن طريقة للرد على اغتيال جهاد مغنية الذي نُسب لـ”إسرائيل””.
وفي محاكاة لسيناريو حرب لبنان الثالثة في حال اندلعت، يقول الموقع إن “المظهر الطوبوغرافي لجنوب لبنان، الأدغال وبناء قواعد عسكرية لحزب الله في المنطقة المدنية، سيكونون العقبة الأساسية أمام دبابات المركافا. بعد ذلك سيأتي “صيادو الدبابات” في حزب الله الذين يدركون جيدًا أن قوة الجيش الإسرائيلي الهائلة في البر مرتبطة بتفوّق هذه الدبابات، ويضعون أهداف صواريخ الكورنيت على نقاط ضعف الدبابة، وللأسف هناك شيء من هذا القبيل”.
“والاه” ينقل في هذا السياق عن ضابط صهيوني رفيع من قوات البر قوله إن “العدو سيكون متواريًا كالعادة وسيحاول العمل بسرية كبيرة من أجل مفاجئة مناورة الجيش الإسرائيلي.. سنضطر لدمج معظم قدراتنا ومهارتنا المهنية من أجل تحديد مكانها وتدميرها بسرعة، حيث واضح في الخلفية لكل القادة أنه في أيّة دقيقة ستطلق صواريخ وقذائف تجاه “إسرائيل”، وهذا أمر لن يكون مشابهًا لحرب لبنان الثانية”.
وحسب موقع “الاه”، فإن قوة نيران الدبابة وقدرتها على المناورة، جعلتها الوسيلة الأكثر طلبًا خلال تدريبات الجيش الإسرائيلي. مع هذا، أخفى المسؤولون في سلاح المدرعات أن من دون الحفاظ على ميزة الدبابات، في المعركة المقبلة سيجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في اختراق تشكيلات حزب الله الدفاعية ولديه الكثير منها، وخصوصًا النوعية هذه المرة”.
====