حقيقة العدوان السعودي على اليمن
حقيقة العدوان السعودي على اليمن
بقلم / د/ نجيبة مطهر العريقي
السعودية وتفوقها العسكري ليس ضمانة لنصرهم إنما هو إفلاس وهزيمة, كما أن الضربات الجوية، مهما بلغت من القوة والضخامة ليست معيارا للحسم فها هي الولايات المتحدة تشن أكثر من 3500 غارة على مواقع “الدولة الاسلامية” في سورية والعراق ولم تنجح في هزيمتهم.
السعودية فتحت على نفسها جبهة كبيرة وشرخاً كبيراً بينها وبين الشعب اليمني وبالتالي لا يمكن معالجته ولا عبر عقود من الزمن.
أولاً: إن النظام السعودي يريد أن يكون قوة إقليمية ينافس كلا من إيران وتركيا ولكي تكون السعودية قوة اقليمية يجب أن تحصل على أسلحة متفوقة جوا وبرا وبحرا من دول أوروبا وأمريكا ,من أجل أن يثبت لأوروبا وامريكا انه لا يحمل عداء لإسرائيل وإنما سوف يستخدم تلك الاسلحة والحلف الجديد ضد النفوذ الإيراني في المنطقة.
ثانياً :النظام السعودي يريد أن يجري إصلاحات داخل منظومة المملكة.
ثالثاً: إعادة تشكيل المشهد العربي بقيادة سعودية منفردة، مع تهميش أدوار الدول العربية الكبرى بما فيها مصر.
رابعاً: إعداد العرب لحرب إيران, وليظهر النظام السعودي, للعالم أنهم أقوياء ولهم قدرتهم ليحصلوا على تأييد دولي.
بمعنى آخر: ان السعودية تريد أن تكون لاعباً إقليمياً كبيراً فضحّت باليمن بحرب عبثية ليس لها أهداف ولا استراتيجية عدا عن إبراز عضلاتها فقط أمام الشعب اليمني الفقير, وهي في الحقيقة تعمل على تنفيذ أجندات أمريكية خدمة للكيان الصهيوني حيث طلبت من الادارة الامريكية ومن اسرائيل إذا كانوا يريدون أن يكونوا لاعبين إقليميين عليهم ضرب إيران من خلال حلفائها الحوثيين في اليمن وضرب حزب الله في لبنان وضرب القسام في غزة.
لذلك جميع المعطيات والمؤشرات السياسية والعسكرية تدل بشكل واضح لا لبس فيه على أن الحرب في اليمن مستمرة في ظل قرار سعودي قطري حازم مدعوم من الولايات المتحدة وتركيا من خلال استمرار الغارات على اليمن والتي تمهد وبحسب معلومات عسكرية واستخباراتية لاجتياح بري غايته الأساسية المعلنة إعادة الرئيس اليمني المنتهية ولايته الى اليمن, وبلغت الحماقة بالنظام السعودي ذروتها حين تصدرت الرياض العدوان على اليمن بغطاء من البيت الأبيض، وفي ظل ترحيب كيان العدو الاسرائيلي، ما يؤكد أن هذا التحالف يأتي في إطار خدمة المحور الصهيو أمريكي بالمنطقة الذي تعمل صنعاء على الفكاك منه، واستعادة استقلالها وسيادة قرارها دون وصاية الجارة الكبرى التي لم تتورع بدورها عن تحشيد تحالف عدواني على اليمن وانتهاك سيادته وقتل أبنائه في جريمة بشعة تتنافى ومتطلبات حقوق الجوار والأخوة العربية والإسلامية والمبادئ الإنسانية.
وربما يتساءل المواطن اليمني والعربي عموماً لماذا درجت السعودية لعقود طويلة على سياسة النأي بالنفس في ما يتعلق بالصراع العربي- الصهيوني وجرائم كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني؟ وأين كانت هذه القوة عندما كانت غزة تستغيث ولا مجيب؟
وما يؤسف له أن مصر والسعودية وقطر والامارات قد انخرطت في التحالف العدواني على اليمن تحت وهم حماية الأمن القومي العربي. مع أن تداعيات العدوان ستجلب الشر على المنطقة بأسرها. وستعرف السعودية قبل غيرها أنها قد خاطرت بأمن واستقرار شعبها ووقعت في فخ يصعب الخروج منه .
وفي اليمن ان يرسل سلمان بن عبدالعزيز 250 طائرة مقاتلة , في إطار تحالف عربي إسلامي جديد، لقصف تجمعات ومواقع لأبناء اليمن في كل المحافظات اليمنية، فهذا يعني تغييرا كبيرا في السياسة السعودية، وانتقالا من مرحلة التأني وضبط النفس، والنفّس الطويل الى مرحلة الخيار العسكري وهذا الانتقال المفاجئ محفوف بالمخاطر علاوة على كونه غير مضمون النتائج.
العملية العسكرية التي اطلق عليها عاصفة الحزم ما هي إلا انتحار للقوات السعودية المشاركة. ونهاية لآل سعود.
السعودية ودول الخليج لجأت الى القصف الجوي لنصرة الرئيس هادي إلا أ نهم تناسوا تدخل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في اليمن والذي فشل وتغيرت قواعد اللعبة، بتدخل روسيا.