في المـرّيخ ميـاه!
هل من حياة على كوكب المرّيخ؟
الجواب المحتمل «نعم»، وذلك بعد تصوير وكالة الفضاء الأميركيّة «ناسا» مياهاً متدفقةً على الكوكب الأحمر، إعلان هامّ في تاريخ البشريّة قوبل بالذهول والتساؤلات من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحت هاشتاغ «#marsannouncement» غرّد الآلاف عبر «تويتر» حول العالم، معبّرين عن رغبتهم في الانتقال إلى المرّيخ ومغادرةِ الأرض نهائيّاً.
أمّا في العالم العربيّ عموماً وفي لبنان خصوصاً، فقد عبّر الناشطون عبر موقع «فايسبوك» عن خيبتهم، واتفقوا على «رثاء» بلدانهم، إذ إن «الدول المتطوّرة وجدت مياهاً في المرّيخ ونحن لا نملك مياهاً في منازلنا بعد!».
كذلك، شكّل إعلان «ناسا» مناسبةً للحديث عن الفيلم الهوليوديّ المرتقب للمخرج ريدلي سكوت تحت عنوان «المرّيخي»، فقد تبيّن أنّ سكوت، قبل شروعه في فيلمه الذي تدور أحداثه على المريخ، علم بوجود المياه عليه من خبراء «ناسا» قبل أشهر، بحسب ما يقول لـ«ياهو موفيز»، وقد عبّر المغرّدون عن حشريتهم لمشاهدة الفيلم، وخاصةً بعد إعلان الوكالة.
بدورها، احتفلت «غوغل» بالخبر الجديد، حيث بدّلت شارتها ليتوسطها كوكب المرّيخ وهو يحتسي كوباً من المياه، وقد قوبلت بردّات فعلٍ إيجابيّة عبر «تويتر».
وبين الجدّ والسخرية، طرح الناس تساؤلاتٍ عدّة حول الاكتشاف الحديث وتداعياته وإن كان يعني إمكانيّة وجود حياة مختلفة عن تلك الموجودة على الأرض، أو عن احتمال تكوّن بيئةٍ ملائمةٍ للبشر فيه.
أجابت «ناسا» ومجلات علمية مختلفة عن تساؤلات الرأي العام، فالصورةَ التي نشرتها الوكالة تظهر خطوطاً دقيقةً تمتصّ الضوء بموجات محدّدة مترافقة مع مواد كيميائيّة معروفة بسحبها للمياه من الغلاف الجوي للمريخ، هذه المواد الكيميائية تسمح للمياه بأن تبقى سائلةً على درجات منخفضة من الحرارة وتمنعها كذلك من الغليان، بحسب ما نقل موقع «سي أن أن» عن أحد الخبراء. لكن منبع هذه المياه لا يزال مجهولاً بحسب «ناسا»، مع الإشارة إلى أنّها ليست المرّة الأولى التي يظهر فيها دليل وجود مياهٍ على المرّيخ، إلّا أنّ ما يختلف اليوم هو أنّ المياه متدفقة وسائلة، وليست مثلجة كما لوحظ في السابق.
الاكتشاف ضخمٌ نعم، لكنّه لا يعني بالضرورة وجود حياةٍ على المرّيخ، بحسب ما توضح الدكتورة ناتاشا ستيفن لموقع جامعة «بيلموث» في المملكة المتحدة والتي تدرس المريخ منذ ستّ سنوات. تضيف ستيفن إنّ هذا يعني فقط احتمال وجود شكلٍ من أشكال الحياة على المريخ لم نكتشفه بعد «ولا يمكننا اكتشافه إلّا عند زيارة الأماكن التي وجدت فيها المياه ودراسة طبيعتها»، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه حالياً لأنّ «هذه الأماكن قد صنّفت الآن بأنّها «مميّزة» ومحميّة تحت اتفاقيّة الفضاء الخارجي للأمم المتحدة، ما يعني أنّ استكشافها غير ممكن إلّا عن بُعد».
ربّما شكّلت ضآلة احتمال الحياة كما نعرفها على المرّيخ خيبة أملٍ للعديد من الراغبين في زيارته، لكن بالنسبة لـ«ناسا» الاكتشاف ضخمٌ على المستوى العلميّ لأنّه يعني أنّ الكوكب الصحراويّ البارد ليس كذلك، ويفتح الآفاق لمزيدٍ من الدراسات في المستقبل هدفها البحث عن عناصر مختلفة للحياة فيه. لذلك، لا تحزموا أمتعتكم من الآن، فربّما الجواب النهائيّ يحتاج إلى سنواتٍ عديدة من الدراسات!
(الأخبار)