الصحف الأجنبية: محمد بن سلمان بات المفضل لدى واشنطن
رأى باحث أميركي معروف مختص بالملف السعودي أن زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى واشنطن تشير الى أن الرجل بات يحل مكان ولي العهد محمد بن نايف، ليكون نقطة الاتصال الأساس بين الولايات المتحدة والسعودية. من جهة أخرى، اعتبر دبلوماسيون أميركيون سابقون ينتمون الى معسكر المحافظين الجدد أن على أميركا تعزيز تدخلها بالشرق الأوسط بعد هجمات “Orlando” الأخيرة.
* هجمات “Orlando”
كتب الدبلوماسي الاميركي السابق المعروف زلماي خليل زاد مقالة نشرها موقع “National Interest” بتاريخ الثاني عشر من حزيران/يونيو الجاري رأى فيها أن “حادثة اطلاق النار في مدينة “Orlando” الاميركية تتميز فقط من حيث عدد الضحايا وأن أميركا سبق وأن شهدت مثل هذه الهجمات “الفردية” كتلك التي وقعت بمنطقة “San Bernardino” وغيرها”، مشدداً على أن “أوروبا والشرق الاوسط تتعرضان للكثير من الهجمات التي تتسبب بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا”.
وقال الكاتب إن “الرد الاميركي على الهجوم يجب أن يشمل تعزيز الحملة لدحر “داعش” وغيرها من الجماعات الارهابية”، معتبراً أن “واشنطن تدفع ثمن “الانسحاب المتسرع” من العراق وما أسماها السياسات “الخاطئة” في سوريا”، زاعماً أن هذين العاملين “أديا الى نشوء “داعش””. كما أشار الى أن “قدرة “داعش” على الاستفادة من الفراغ واقامة دولة الامر الواقع تشكل مصدر الهام للـ”جهاديين” حول العالم”.
وأشار الكاتب الى ضرورة تعزيز التعاون العسكري مع “الدول الصديقة” بغية تحقيق عدد من الاهداف مثل:
– تقليص المناطق غير الخاضعة للحكم والتي تتحول الى ملاذات للارهابيين.
– ايجاد الظروف المناسبة التي يمكن أن تسهل التوصل الى حلول متوازنة ودائمة للحروب الاهلية التي تؤجج “التطرف الاسلامي”، على حد وصفه.
– دعم “القوى المعتدلة والعلمانية” التي يمكن أن تنجح وتحكم العالم الاسلامي على المدى الطويل.
– عزل ومواجهة الدول والكيانات غير الحكومية التي تدعم الارهابيين وتوفر لهم ملاذات آمنة وتستخدمهم كأدوات سياسية.
الكاتب لفت الى أن “هذه المساعي ستستغرق جيلاً من الزمن ويجب أن تتبع بتعقل، وبرامج بناء الدولة ضرورية من أجل مساعدة “القوى الصديقة” على السيطرة على المناطق غير الخاضعة للحكم”. لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن “التدخل العسكري الأميركي الواسع في العالم الاسلامي قد يرتد سلباً”.
وزعم الكاتب أن “الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة التي تستطيع الانخراط دبلوماسياً مع جميع الاطراف وتمنع قوة معينة من ان تصبح “المهيمن الاقليمي” قبل التوصل الى توازن قوى مستديم في الشرق الاوسط”، لافتاً الى ضرورة أخذ “هذه الخطوات من دون “التورط بالنزاع السني – الشيعي””.
الكاتب أشار أيضاً الى “ضرورة مراجعة الاجراءات الدفاعية بالداخل الاميركي”، معتبراً أن “التحدي الأساس هو كيفية تحفيز الجالية المسلمة على ضبط مجتمعاتها والتعاون بشكل أكبر مع الأجهزة القانونية”. وأضاف إنه “مهما كانت نتيجة التحقيق حول عمر متين (منفذ هجوم “Orlando”، الا أن الراديكالية التي ينشرها الارهابيون الذين ينتمون الى جماعات مثل “داعش” تلقى صداها عند نسبة صغيرة ولكنها غير قليلة من الجالية الاسلامية في الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وأضاف الكاتب إن “قادة الجالية الاسلامية “العلمانيين والمتسامحين” يلعبون الدور الاساس بتهميش وهزيمة المتطرفين الذين يسعون الى اختراق المجتمعات الاسلامية في الولايات المتحدة”. وقال “لا حلول سريعة على المدى القصير للتحدي المتمثل بالارهاب الاسلامي، وبالتالي مطلوب استراتيجية شاملة لمعالجة الاسباب الجذرية لهذا التهديد والتي تنبع من الخارج”، على حد رأيه.
* “الاندبندنت”: تنفيذ الاعتداءات باسم “داعش” لا يتطلب الانضمام الرسمي الى الجماعة
كتب محرر “الشؤون الدفاعية” في صحيفة الاندبندنت “Kim Sengupata” مقالة نشرت بتاريخ الثالث عشر من حزيران يونيو الجاري قال فيها ان “داعش” على ما يبدو لم تكن تعرف الكثير عن منفذ اعتداء “Orlando” عمر متين، معتبراً ان ذلك ليس بالامر المفاجىء.
وأشار الكاتب الى أن “تنفيذ الاعتداءات باسم “داعش” لا يتطلب الانضمام الرسمي الى الجماعة”، لافتاً الى ما قاله المتحدث باسم الجماعة ابو محمد العدناني في الرسالة “الرمضانية”، حيث دعا الى “الجهاد” دون أخذ اذن مسبق من أحد. وعليه، رأى الكاتب أن ذلك “يسمح للافراد بتخطيط وتنفيذ مهام ويقلل من امكانية الاختراق وتسريب المعلومات الى الاجهزة الامنية”.
كما لفت الكاتب الى ان “اختيار السلاح يترك الى الافراد”، مضيفاً إن “متين حصل على بنادق هجومية لان ذلك أمرًا سهلًا بالولايات المتحدة”، وأضاف إن “”داعش” توصي باستخدام السكين والحجر أو حتى السيارات لتنفيذ الهجمات عندما يتعثر الحصول على الأسلحة النارية”، ونبه الى ان ذلك “لقي آذاناً صاغية حيث حكم على أحد الافراد في بريطانيا بالسجن اثنا عشر عاماً بعدما أدين بالتخطيط لدهس عدد من الطيارين الاميركيين خارج قاعدة يعملون فيها ومن ثم طعنهم حتى الموت”.
وأشار الكاتب ايضاً الى أنه “بات أمراً مألوفاً أن يقوم منفذو الهجمات باسم “داعش” باعلان الولاء للجماعة و”للخليفة ابو بكر البغدادي”، منبهاً الى انه يمكن القيام بذلك قبل أو خلال أو بعد الهجوم. وقال إن “متين أعلن ولاءه لـ”داعش” في اتصال أجراه من الملهى الليلي حيث نفذ الاعتداء، بينما قام منفذو هجوم “San Bernardino” (سيد رضوان فاروق وزوجته تفشين مالك) باعلان ولائهما على الفايسبوك”.
* زيارة بن سلمان الى واشنطن
الباحث الاميركي المعروف “Simon Henderson” كتب مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى بتاريخ الثالث عشر من حزيران يونيو الجاري، تناول فيها زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى الولايات المتحدة (التي بدأت يوم امس). وقال الكاتب ان “المحادثات التي من المتوقع ان يجريها ابن سلمان مع الرئيس الاميركي باراك اوباما ستكون حاسمة في مجال العلاقات الثنائية”.
الكاتب اعتبر ان الزيارة هذه ستعين ابن سلمان من الناحية الفعلية “نقطة الاتصال الاساس” بين الرياض وواشنطن وتهمش ولي العهد محمد بن نايف الذي سبق وان كان المفضل لدى واشنطن. وأشار الى ان “الاخير سيعقد اجتماعات في البيت الابيض والكونغرس تتضمن لقاءات مع مسؤولين ولجان معنية بالامن الداخلي وقضايا الاستخبارات، ونبه الى ان هذا المجال عادة ما كان يعتبر من اختصاص محمد بن نايف”.
كما قال الكاتب ان “الجزء الاول من الزيارة يبدو انه يهدف الى كسب الدعم السياسي”، لافتاً بالوقت نفسه الى ان ذلك قد يكون امراً صعباً نظراً الى المخاوف داخل الكونغرس من الكشف عن “الصفحات الثمانية والعشرين” حول احداث الحادي عشر من ايلول، التي يقال انها تشير الى تورط سعودي محتمل بالتخطيط للهجمات”.
كذلك اضاف الكاتب ان زيارة ابن سلمان ستعطي فرصة للمسؤولين الاميركيين بتقييم شخص ولي ولي العهد السعودي. كما لفت الى ان الكلام عن علاقة عمل ايجابية بين ابن سلمان وابن نايف يعتقد انه غير صحيح وان هناك اقارب لابن سلمان ينتظرون سقوطه، وعليه شدد على ان زيارة ابن سلمان الى واشنطن يجب ان ينظر اليها على انها محاولة لتمتين تقدمه.
====