اعترافات المشنوق حول الأوامر السعودية: هكذا ذهبنا الى الشام.. ورشّحنا فرنجية
فجّر وزير الداخلية نهاد المشنوق في مقابلة مع “كلام الناس” على شاشة “أل بي سي” في 2 – 5 – 2016 مفاجآت من العيار الثقيل. اعترافات خطيرة قدّمها المشنوق مباشرة على الهواء، حول صدور قرار ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وحول أوامر سعودية تلقاها رئيس حزب “المستقبل” سعد الحريري من “السياسة السعودية السابقة” بحسب ما أسماها، بزيارة الشام. المشنوق أسهب في الحديث حول وزير الداخلية المستقيل أشرف ريفي ومعركة طرابلس، معيدًا الفشل “المستقبلي” الى القرارات “الاقليمية الدولية” التي نفّذها “المستقبل” في الأعوام الماضية، بعيداً عن خياراته السياسية.
* السعودية هي التي طلبت وأوصت وألحت لذهاب الحريري الى الشام
وفي اطار تحليله لنتائج الانتخابات البلدية الأخيرة في طرابلس، قال المشنوق “منذ تشكيل حكومة نجيب ميقاتي الى الآن، استخدمنا سياسية نصف الهدنة ونصف المواجهة، نصف القتال ونصف الجلوس جانباً، كيف تبرر للطرابلسيين قرارك المفاجئ بعد 4 سنوات تحالفك مع الرئيس نجيب ميقاتي؟ زيارتك الى الشام كيف تبيعها؟ موقفك من الحوار كيف تبيعه؟”.
ورداً على سؤال “لماذا قمتم بكل ذلك؟”، أجاب المشنوق “بطبيعة الحال الناس تعتقد أن ما فعلناه يعبِّر عن خيارنا الطبيعي، لا، سأقول كلاماً واضحاً وصريحاً، السياسية السعودية السابقة لهذه السياسية المتبعة الآن هي التي طلبت وأوصت وألحت وأصرت وأوصلت الى هذه السياسية، ببساطة واختصار، وأنا أقول هذا على مسؤوليتي. لولا ذلك، ما الذي سيأخذنا الى الشام؟ استناداً الى أي معايير نذهب الى الشام؟ غداً سيخرج “مئة” نفي سيّما من الرئيس الحريري، لكن أنا أقول ذلك والجميع يعلم أني أعرف وأنا أحد المشاركين، طلب السعوديون ذلك لأسباب سياسية تتعلق بقراءتهم للوضع، اعتقدوا أنهم بذلك يقومون بهدنة مع النظام السوري ومع حزب الله، وذلك كان منذ سنوات”.
وتابع “كان هناك نوع من التبرئة أو التخلي عن باب المحكمة الدولية في لاهاي، كل ذلك كان بطلب مِن مَن؟ سأقول أكثر من ذلك، كان المطلوب منه أن يتخلى حتى عن المحكمة الدولية، لكنه قاوم وقاتل وصمد لكن في النهاية ما هي قدرته؟ لا يجب أن ننسى أين يعيش هو وأين هي مصالحه، وأين تربّى، هو ليس لبنانياً يعيش طوال حياته في لبنان، هذه هي الحقيقة”.
* ترشيح فرنجية لم يأت من قبل الحريري بل من وزارة الخارجية البريطانية
وقال “أنا لا أتكلم عن الأخطاء الداخلية ماذا حصل، لكن هذه الخيارات السياسية نعم تسبب مشكلة كبيرة، حتى ترشيح سليمان فرنجية، الذي احترمه وأقدره، لم يأت من قبل الرئيس الحريري، هذا الترشيح أتى من وزارة الخارجية البريطانية، ثم انتقل الى الأميركان، ومن الأميركان الى السعوديين، ومن السعوديين الى الرئيس الحريري، لم يحدث ذلك بين ليلة وضحاها”.
وأضاف “حصل ذلك نتيجة قراءة سياسية لديهم تقول بأن حزب الله سيخرج من سوريا بعد عام أو عامين، ولن يكون رابحاً، وبالتالي سأقول لك التعبير الذي استخدم بدقة، سيكون حزب الله كالفيل الذي يدخل الى مكان من الزجاج ويكسّر كيفما تحرّك، فالأفضل أن يكون هناك رئيس يطمئنه ويجعله أكثر انسجاماً مع النظام اللبناني وطبائعه، بدون أفكار مؤتمر تأسيسي وتعديل دستور وحرب أهلية”.
* يجب أن تعرف الناس أن القرارات التي اتخذت لم تكن نتيجة تشاور بل نتيجة خيارات سياسية دولية كبرى
وأكد المشنوق “أننا انشغلنا بـ”الغبرة البلدية”، هناك شيء بالسياسة أكبر بكثير مما نراه، نعم هكذا تمت تسمية سليمان فرنجية، هذا ما حدث فعلاً”، وأشار الى أن “كل ذلك جاء نتيحة توافقات عربية ودولية كبرى وليس نتيجة قرارات شخصية، لا أحد يذهب الى الشام نتيجة خيارات شخصية، ولا أحد يختار رئيسًا للجمهورية من 8 آذار نتيجة خيارات شخصية، هذه نتيجة خيارات وطنية لها علاقة بأمن وسلامة البلد وضمانة الدول الكبرى للاستقرار والأمن في هذا البلد”.
وأكد انه “يجب أن تعرف الناس أن القرارات التي اتخذت لم تكن نتيجة تشاور بين الرئيس الحريري والسنيورة وبيني، لا هي نتيجة خيارات سياسية دولية كبرى”. الآن لن يُنتخب رئيسٌ لنفس الأسباب التي لم ينتخب لأجلها منذ أشهر وسنوات أي رئيس، ألم يرشّح الرئيس الحريري في وقت من الاوقات العماد عون؟ ماذا كانت النتيجة؟ ماذا فعلت به السياسة السعودية السابقة في ذلك الحين؟ فعلت ما لا يفعل، قالت ما لا يقال. لا يستطيع أحد القول انه لا يتأثر بأحد، في كل العالم الناس تتأثر ببعضها فكيف يمكن أن لا نتأثر بالقوى الكبرى؟”.
ورأى أن “ما حدث في الانتخابات البلدية ليس آخر الدنيا ولا أولها”. مضيفًا “واضح انه هناك أكثر من ثلث المقترعين يريدون التغيير، لدى السنة والشيعة والدروز، هم تعبوا من مسألة السيادة والاستقلال فيما الخدمات صفر، وتعبوا من الحديث عن التحرير بينما الطرقات غير صالحة”.
* قرار سعودي كبير بالمواجهة في كل مكان.. ولا أعلم متى يأتي دور لبنان
المشنوق أشاد بالسياسة السعودية الحالية قائلاً “اختلفت الأمور تماماً، اليوم هناك قرار كبير بالمواجهة في كل مكان من العالم تقريباً مع السياسة الايرانية، في سوريا والعراق واليمن وأفريقيا والسودان وواشنطن ولندن وموسكو، هناك سياسة مختلفة تماماً سياسيا وعسكرياً، يوجد قرار بالمواجهة لاستعادة التوازن العربي الايراني، هناك فقدان للتوازن وهذا الأمر يتم بشكل جدي في أكثر من مكان.. لا أعلم متى يأتي دور لبنان في هذا التوازن”.
وقال “في لبنان نحن بطبيعة الحال نحاول كثيراً أن لا نكون في الفلك الايراني، نحاول أن نكون إلى جانب عروبتنا دون الذهاب الى اشتباك”. وحول العشاء الذي دعا اليه السفير السعودي في لبنان قال “فُهم الأمر على أنه سحبٌ للفيتو السعودي عن أي مرشح لبناني بمن فيهم ميشال عون، وهذه قاعدة جديدة سنتعامل معها على أساسها”. ورداً على سؤال حول ما اذا كان سعد الحريري يقبل بترشيح العماد عون، أجاب المشنوق “هو ملتزم بالكلام الذي قاله في موضوع الوزير فرنجية، ما قدّمه حول اللقاء الثلاثي بين فرنجية وحزب الله وعون، لا أستطيع أن أقرأه على أنه لا يفتح الباب على ترشيح عون، هو بالتأكيد – ان كان يسمعني الآن – لا يوافق على هذا التفسير، لكن الدعوة السياسية لا يمكن أن تفسر على أنها ليست فتحاً للباب، في الوقت نفسه ما أعرفه أنه ملتزم بخياره وتفسيره الى أن تتغير الظروف. كلام السفير السعودي ودعوة الرئيس الحريري الى الاجتماع الثلاثي ليست استبعاداً لترشيح العماد عون، بل فتحت الباب لترشيحه”.
* المشنوق لريفي: هناك فرق بين أن تكون صاحب موقف سياسي وبين الصاق هذا الموقف بالرئيس الشهيد
وقال الوزير المشنوق في إقرار منه بسياسة دأبت قوى “14 آذار” على استخدامها “لاحظت في المدة الأخيرة كلام أشرف حول الشهيد الرئيس الحريري، واعتقد أنها من الأخطاء الاستراتيجية التي تطرح أسئلة، يظهر الكلام وكأن الوزير ريفي يضع نفسه بموقع حصر الارث للحريرية السياسية، وهذه مسألة خلافية، لا تستطيع أن تبدأ الحديث بمسألة خلافية حول ما هو الأحق ومن هو الأصدق ومن هو الأكثر اخلاصاً، ليس فقط لناحية الموقف السياسي، حتى في الموقف الأخلاقي، أنا أحترم رأيه السياسي وهذه حرية رأي، لكن “صار الوقت أنو نشيل” الشهداء عن الطاولة، لا يصح أنه كلّما قيل لأحدهم صباح الخير يجيبك بالرئيس الشهيد والنقيب الشهيد. لا أريد أن أصل بالحديث الى الاستغلال أو الاستعمال، لا يصح أن يكون الشهداء طبقاً يومياً في السياسية”.
وتوجّه الى ريفي بالقول “لنكن واضحين، أنت حرّ بموقفك السياسي، لكن هذا الموضوع شيء وادخال قصة الرئيس الشهيد رفيق الحريري أو اسم الشهيد اللواء وسام الحسن أمر آخر، مسألة من هو أقرب من الرئيس الحريري ومن هو أبوه وأخوه وخاله ومن الذي يعبّر عن موقفه هذه مسألة خلافية، من الذي يعرف ما هي طبيعة موقفه؟”، وأضاف “هناك فرق بين أن تكون صاحب موقف سياسي وبين الصاق هذا الموقف مرّة بالرئيس الشهيد ومرّة باللواء الشهيد”.
====