بين مشروع الفدرلة والانتفاضة الفلسطينية…
تتسارع الاحداث والاتصالات واللقاءات في المنطقه بالتزامن مع معارك عسكرية بداءاً من العراق بتواصل مع الشمال السوري في وقت تضج فيه الاروقه والمنصات الدوليه بلقاءات شخصيات عربية مع شخصيات اسرائيلية بذريعة بحث افاق السلام في المنطقه بين العرب واسرائيل على اساس المبادرة المسماة عربيه والتي تم التوافق عليها في مؤتمر بيروت 2002
الامر اللافت ان اصحاب المبادرة العربية للعام 2002 قد تخلوا عن بنود المبادرة الاصلية التي تم اقرارها في بيروت والمتضمنه بند حق عودة الفلسطينيين الى وطنهم ولم يكتفوا بذلك بل ادخلوا عليها تعديلات مذلة ومهينة بحق الفلسطينيين وبحق العرب انفسهم ومن التعديلات التي ادخلها عرب الاعتدال على المبادره و التي تم ابلاغ الجانب الاسرائيلي بها هي
*) اسقاط بند حق عودة الفلسطينيين الى وطنهم (اي القبول بتوطين اللاجئين حيث هم)
*) اسقاط بند انساحب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران 1967
( هذا يعني ضمناً تشريع احتفاظ اسرائيل بالجولان المحتل والقدس الشريف)
*) التعهد بالضغط وبالتنسيق المشترك مع السلطة الفلسطينية العمل على وأد ومنع قيام اي انتفاضة فلسطينية داخل فلسطين والمساهمة في قمعها واخمادها بحجة الاضرار بالمفاوضات الفلسطينية الاسرائلية
*) العمل على تشويه صورة وشيطنة اي مقاومة ضد العدو الاسرائيلي وادراجها في لوائح الارهاب الدوليه والعربية تماما كما حصل في مجلسي وزراء الخارجية العرب والجامعة العربية حيث وصف حزب الله اللبناني بالارهاب
*) اغلاق المنابر والاذاعات والصحف ومحطات التلفزه المؤيده والمؤمنه بمبدأ المقاومه ضد العدو الاسرائيلي
*) العمل مع الادارة التشريعية الامريكية على استصدار قرارات مصرفية تهدف الى محاصرة وتجفيف وسائل الدعم المالي وفرض عقوبات اقتصادية بحق المصارف التي تتعامل مع اعضاء ومناصري اي فصيل مقاوم للعدو الاسرائيلي واتهامه بالقيام بغسل اموال تماماً كما حصل بين حزب الله والمصرف المركزي في لبنان تمهيداً لفك الارتباط بين مكون ومفهوم المقاومه المناهض للعدو والرافض للمشروع الصهيوني وبين مجتمعنا العربي وذلك بهدف تهيئة اجواء مناسبه وملائمه لضرب المقاومه والقضاء عليها في منطقتنا العربيه وبذلك تكون كل الطرق المؤديه الى عملية نسيان وطي القضية الفلسطينية قد انجزت على اتم وجه
ان الاجتماع الذي حصل في واشنطن مؤخرا بين ممثلين عن ما يسمى فصائل سوريا الديموقراطية وبين مسؤولين امريكيين
من شأنه ان يهدف الى فدرلة سوريه بما يضمن انشاء كيانات تراعي الطوائف والمذاهب والاعراق في سوريه (وهذا ما تطالب به امريكا بالتوافق مع روسيا عبر ما يسمى بالدستور الجديد لسوريا) واذا ما حصل هذا الامر فانه من المتوقع ان ينسحب على كل من تركيا والعراق ولبنان والاردن والمستفيد الوحيد هو بالطبع اسرائيل ما يسمح لها بانشاء كيان يهودي اسوة بباقي المكونات في المنطقه.
الى اين تتجه الامور في العالم العربي ؟
جون كيري وزير الخارجية الامريكية قال ان سوريا الموحده لن تعود
التدخل الامريكي في الشمال السوري الى جانب فصائل سوريا الديموقراطيه ياتي تنفيذا لما قاله كيري و هو بهدف انشاء كيان كردي تمهيدا للفدرله في سوريا
الاردن يتهيأ لتعديل الدستور بما يسمح بتوطين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين واستقبال عرب 48 من فلسطين على ارضه
ليبرمان المتشدد صار وزيرا للدفاع الاسرائيلي والهدف هو الاشراف على عملية تهجير فلسطينيي 48 الى الاردن
ان تواطؤ عرب الاعتدال على القضية الفلسطينية لم يزل مستمرا منذ اتفاقية كامب دايفيد مرورا باتفاقية اوسلو وصولا الى ما سمي بالمبادرة الفرنسية الاخيره التي قبل بها عرب الاعتدال ورفضتها اسرائيل
لا غلو في القول ان الحرب على سوريه هدفه تمهيد الطريق لابرام اتفاق سلام بين عرب الاعتدال وكيان العدو الغاصب (اسرائيل) ومن ثم فرضه على باقي مكونات الوطن العربي والقضاء على القضية الفلسطينية بأي شكل كان و مثل هذا الامر يتطلب مزيدا من الدمار والدماء وتفكيك مجتمعات الدول في كل من سوريا وتركيا والاردن ولبنان
ان السبيل الوحيد لدرء خطر مشروع الفدرله في المنطقه هو صمود سوريه الدوله الموحده مع جهوزية المقاومه الدائمه لمواجهة مخططات العدو الاسرائيلي اما اذا اردنا انقلاب السحر على الساحر والحفاظ على فلسطين فالمطلوب هو قيام انتفاضة فلسطينية في الداخل.
====